القاهرة– سعيد فرماوي
تحدث رئيس حزب المبادرة التونسي، ووزير الخارجية السابق كمال مرجان عن صعوبة الوضع الراهن في تونس وكيفية الخروج بالبلاد إلى بر الأمان اقتداء بالتجربة المصرية، متوقعًا تغيير خطاب بلاده تجاه مصر بعد فوز الرئيس الجديد الباجي قائد السبسي.
وجاء ذلك على هامش الندوة التي خصصتها الجمعية الوطنية للبرلمان الفرنسي بشأن الأوضاع في تونس والتحديات التي تنتظر السبسي.
ورغم خروج مرجان من سباق الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى؛ حيث حصل على نسبة أصوات وضعته في المرتبة السادسة من بين 27 مرشحًا للرئاسة التونسية، فقد أشار إلى أنه كان متأكدًا من فوز السبسي بالرئاسة خلال الجولة الثانية مضيفًا أنَّ الرئيس الجديد من نفس المدرسة السياسية التي ينتمي إليها.
وبشأن رأيه في التجربة الانتخابية في تونس، صرح مرجان أنَّ الانتخابات التي شهدتها تونس هي تجربة ودرس مهم للجميع، حيث شارك فيها 27 مرشحًا رئاسيًا وهو ما يعكس تعطش الشعب إلى الحرية والديمقراطية وأنَّ الجميع "بمن فيهم من كانوا في الحكم في عهد سالف وهو منهم وأصبحوا الآن في صفوف المعارضة" هدفهم استقرار وأمن البلاد.
وحول الخطوات المنتظر اتخاذها فور تنصيب السبسي، ذكر مرجان: "بالطبع بعد الإعلان الرسمي عن الرئيس الفائز يتم اختيار الرئيس الذي يشكل الحكومة الجديدة وحسب الدستور سيكون من الحزب الفائز وهو حزب "نداء تونس" وبطبيعة الحال لا يمكن له أنَّ يكون الحكومة بمفرده من منطلق أنه لم يكن له أغلبية بالمجلس، لذا ستكون حكومة ائتلافية، وربما، هناك كلام عن حكومة وحدة وطنية تضم كل العائلات السياسية التي ترغب في المشاركة لدعم برامج الدولة التي تحتاجها تونس اليوم، والمهم أنَّ يتم ذلك وبطريقة سريعة لإقامة برنامج إنقاذ وطني".
وأكد مرجان أنَّ "حكومة الائتلاف الوطن هي مسؤولية الجميع تجاه الوطن فالمسؤولية اليوم ليس على عاتق الرئيس أو من في الحكومة إنما مسؤولية كل مواطن؛ لأنه من أجل صالح بلادنا اليوم نحتاج إلى هذا الوفاق وبرنامج إنقاذ وطني ينبذ كل الاختلافات وينأى بالمصالح الشخصية جانبًا، لذا لابد من الاتفاق على هذا البرنامج المنقذ للبلاد حتى لو لم يتفق عليه الجميع فلابد من التفاف الأغلبية من الأحزاب حوله من وازع الوطنية وحب البلاد".
وأضاف مرجان أنه "يتمنى من الجميع احترام رغبة الشعب الذي قال كلمته وأتوجه بالكلمة للسيد منصف المرزوقي أنَّ يحترم قرار الأغلبية من الشعب والديمقراطية التي كانت من بين مبادئه وطالما دافع عنها حينما كان في صفوف المعارضة".
وبشأن سياسة تونس الخارجية تجاه مصر وسورية، أوضح مرجان: "حقيقي كان هناك تغير واضح في ملامح سياسية تونس الخارجية ونحن كأحزاب معارضة وجهنا انتقادات للرئيس السابق منصف المرزوقي، لاسيما في بعض المواقف تجاه الدول الأشقاء ومن بينها مصر؛ حيث كانت تونس في السابق دائمًا مثال في المواقف المعتدلة تجاه علاقتها الدولية، والتي من أهم فحواها احترام الأمور الداخلية وعدم التدخل في شؤون أي بلد كما نحن لا نريد ولا نرحب بأي تدخل في شؤوننا الداخلية، وأعتقد أنَّ الرئيس الجديد الباجي قائد السبيسي سيعيد النظر في العديد من المسائل الخاصة بالشأن الخارجي، وهذا أقوله كوني وزير خارجية سابق للبلاد بغية استعادة مكانة البلاد على الصعيد الدبلوماسي الخارجي والحفاظ على التواجد التونسي في الخارج حسب ما تقتضيه مصالح البلاد سواء في منطقتنا العربية أو العالم ككل".
أرسل تعليقك