c شاب فلسطينيّ يبتكر طريقة لإنقاذ المدمّرة منازلهم في غزّة من - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:43:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنشأ "حي إسطنبول الجديد" من الخشب المستعمل في منطقة الشعث

شاب فلسطينيّ يبتكر طريقة لإنقاذ المدمّرة منازلهم في غزّة من برد الشتاء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شاب فلسطينيّ يبتكر طريقة لإنقاذ المدمّرة منازلهم في غزّة من برد الشتاء

غزة – علياء بدر


 

بدأ يوسف أبو شريتح، على تلّة صغيرة تقع بالقرب من الحدود الشرقية التي تفصل شمال قطاع غزة عن الجانب المحتل عام 48، بتجميع قطع خشبية مُستعملة، مستطيلة الشكل، ووضعها جانب بعضها البعض، وتثبيتها بمسامير حديدية، لتشكيل بيت هرميّ صغير.وانتشرت البيوت الخشبية الصغيرة التي صنّعها أبو شريتح (33 عامًا)، والتي يندر وجودها في قطاع غزة، من مواد بسيطة، في منطقة "الشعث"، التي دمّرت الطائرات الإسرائيليّة معظم منازل المواطنين فيها، أثناء العدوان الأخير.

 

وحوّل المواطن أبو شريتح، بتلك البيوت، منطقة "الشعث"، بطابعها "البدويّ"، ومساكنها المسقوفة بألواح الصفيح والقماش، كبديل عن المنازل المدمّرة، إلى منطقة أكثر تحضّرًا بتلك البيوت الخشبية، ذات الشكل الهرميّ، وأطلق عليها اسم "حيّ إسطنبول الجديد".

 

وأشار أبو شريتح إلى أنّه "بدأ بتنفيذ تلك الفكرة، بعد أن جرّبها في منزله، الواقع في بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، ولاقت إعجابًاً لدى السكان"، مبرزًا أنهم "طلبوا منه تصميم غرف خشبية وبيوت أخرى".

 

ورأى أنّ "البيوت الخشبية في قطاع غزة، تعتبر بديلاً جيدًا لأصحاب المنازل المدمّرة، لاسيما في ضوء التأخر في إعادة إعمار منازلهم، ودخول فصل الشتاء".

 

وأوضح أنَّ "البيوت الخشبية، بتكلفتها المنخفضة، تتحدى الحصار الإسرائيلي المفروض للعام الثامن على التوالي على القطاع، إذ قفزت فوق منع وتأخر إدخال مواد البناء لإعادة إعمار القطاع، لاسيما مادة الأسمنت".

 

ويستغلّ أبو شريتح الصناديق الخشبية المستعملة في نقل البضائع، والتي تخلّص منها أصحابها، في إنشاء المنازل الخشبية، كما يعيد استخدام القطع الخشبية الناتجة عن المناطق التي دمّرها الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب.

 

وتبلغ تكلفة البيت الخشبي الصغير، المكّون من غرفتين حوالي ألف دولار أميركي، حسب ما ذكر أبو شريتح، مشيرًا إلى أنَّ "تلك التكلفة تعتبر منخفضةً جدًا بالمقارنة مع إنشاء بيت مماثل له من الحجارة والأسمنت".

 

وبيّن أبو شريتح، أن الغزيين، أصحاب المنازل المدمّرة، أقبلوا على فكرة إنشاء المنازل الخشبية، لتؤويهم في فصل الشتاء، لاسيما أنَّ مشاريع إعادة الإعمار لم تبدأ حتى هذه اللحظة.

 

وتابع "فكرة المنازل الخشبية لاقت إقبالاً جيدًا عند الغزيين، لأنها باردة صيفًا، ودافئة شتاء، إذ أغلّف الخشب بقطع من الجلد الخارجي، كي تحميه من تسرب المياه أو الهواء".

 

ولفت أبو شريتح إلى أنَّ "المنازل الخشبية بفكرتها البسيطة، أفضل من الكرفانات الحديدية (البيوت المتنقلة) التي أبدت هشاشتها، أثناء المنخفض الأخير الذي شهده قطاع غزة، إذ غرقت عشرات الكرفانات الواقعة في المناطق المتضررة جراء العدوان".

 

وأردف "الخشب مادة عازلة، ففي الشتاء لا تشكّل البيوت الخشبية خطرًا على حياة السكان، وعلى خلاف مواد البناء ومادة الأسمنت، فإن الخشب المستخدم في الصناعات الإنشائية، يدخل عبر معبر كرم أبو سالم التجاري دون أيّة مشاكل".

 

وأطلق أبو شريتح اسم "حي إسطنبول الجديد" على المنطقة التي أعاد إعمار بعض منازل سكانها المدمّرة، بالبيوت الخشبية، بسبب المنظر العام للتلة التي تحوي تلك البيوت، إذ تشبه بشعبيتها وتلقائيتها المنازل الخشبية في مدينة إسطنبول التركية.

 

وأضاف "العشرات من أصحاب المنازل المدمّرة، طلبوا امتلاك بيوت خشبية مماثلة، على حسابهم الخاص"، مشيرًا إلى أنَّ "فكرة المنازل الخشبية لم يتم تبنيها من طرف جهة خيرية أو حكومية حتى اللحظة".

 

وسمحت سلطات الاحتلال بدخول دفعتين من مواد البناء إلى غزة، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عبر معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع (المنفذ التجاري الوحيد لغزة)، تضم 101 شاحنة محملة بالأسمنت والحديد وحصى البناء.

 

وبدأت وزارة الأشغال العامة والإسكان، الخميس الماضي، بتوزيع كميات من الأسمنت اللازم لإعادة إعمار المنازل المدمرة جزئيًا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفقًا لآلية الأمم المتحدة.

 

وفي السياق ذاته، أعلن مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية ماهر الطباع، في بيان صحافي أنّ "إعمار قطاع غزة يحتاج إلى إدخال 400 شاحنة يوميًا من مواد البناء"، مؤكدًا أنّ "مواد البناء التي دخلت إلى القطاع أخيرًا لا تمثل سوى 18% من الاحتياج اليومي".

 

 

 

 

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاب فلسطينيّ يبتكر طريقة لإنقاذ المدمّرة منازلهم في غزّة من برد الشتاء شاب فلسطينيّ يبتكر طريقة لإنقاذ المدمّرة منازلهم في غزّة من برد الشتاء



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:11 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يؤكد أنّ حماس لن تحكم غزة بعد الحرب
  مصر اليوم - نتنياهو يؤكد أنّ حماس لن تحكم غزة بعد الحرب

GMT 12:44 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات
  مصر اليوم - أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع مصري- بريطاني للأمن الغذائي وتقليل واردات القمح

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

المغربي نزار زوهري يفوز بلقب نهائي "Jam Show"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon