نيويورك - سليم كرم
أستبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقديم المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي تقريره الى مجلس الامن، باعلان استقالته رسمية وتخليه عن مهمته اعتباراً من آخر أيار/ مايو الجاري، ما فتح صفحة جديدة في المأساة السورية مع غياب أي تصور بديل للأمم المتحدة عن عملية جنيف، وقبل التوصل الى تحديد خلف للإبراهيمي والخطة التي سيعمل بناء عليها.
الأمين العام للمنظمة الدولية أعلن عن الاستقالة في مؤتمر صحافي قصير داخل المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك بحضور الابراهيمي، وقبل ساعات من احاطة أخيرة قدمها الممثل الخاص المشترك الى أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة عرض فيها "رؤيته" لأي حل ممكن.
وأفاد كي مون أنه عقب مشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "قررت بأسف كبير قبول" استقالة الابرهيمي بدءاً من 31 أيار الجاري. وقال: "طوال سنتين تقريباً، سعى الإبرهيمي الى إنهاء الحرب الأهلية الوحشية والتي يستمر تدهورها في سوريا"، موضحاً أن الإبرهيمي "واجه أوضاعاً شبه مستحيلة مع انقسام الدولة السورية ومنطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي الأوسع حيال مقاربات إنهاء الحرب". وأسف لأن "الأطراف، وخصوصاً الحكومة، أثبتوا أنهم مترددون جدا في اغتنام الفرصة لوقف المأساة العميقة في البلاد"، مكرراً اعتقاده أنه "يجب أن تكون هناك محاسبة على الجرائم الرهيبة التي ارتكبت ولا تزال ترتكب".
أما الابرهيمي، فأعرب عن أسفه البالغ لترك منصبه، قائلاً إنه "من المحزن جدا أن أترك المنصب وأترك سوريا في مثل هذا الوضع السيىء". غير أنه عبّر عن "ثقته" بأن الأمين العام "سيواصل بذل كل ما يمكن لإنسان أن يفعله للعمل مع مجلس الأمن وجيران سوريا والأطراف السوريين أنفسهم لإنهاء هذه الأزمة". وتساءل عن عدد الذين سيقتلون وعن حجم الدمار الذي سيحصل قبل أن تنتهي الحرب.
وأفاد أحد الديبلوماسيين أنه "لم يقع خيار نهائي حتى الآن على خلف للابرهيمي". لكن الأسماء المتداولة تشمل وزير الخارجية الإسباني سابقاً خافيير سولانا ووزير الخارجية التونسي سابقاً كمال مرجان والمنسق الخاص السابق للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامس. لكن الإسم الأكثر تداولا هو المنسقة الخاصة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا سيغريد كاغ التي نجحت الى حد بعيد في مهمتها تخليص سوريا من ترسانتها المعلنة من الأسلحة الكيميائية.
ورداً على سؤال عن الإتصالات معها في هذا الشأن، اكتفت كاغ بالقول "أنا أحب سوريا".
وفي القاهرة، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن كي مون لم يكلمه أبداً عن إنهاء الشق العربي من مهمة الممثل الذي سيخلف الإبراهيمي، بل أنهما اتفقا على الاستمرار في التشاور في شأن المهمة المقبلة. وأضاف: لم أسمع هذا الكلام ونحن نبحث في الأسماء. وقال العربي إنه لا يوافق الإصرار على أن يكون خلف الإبراهيمي عربياً بالضرورة. وأكد أن بان أبلغه أنه يريد خلف الإبراهيمي على مستوى رئيس جمهورية أو رئيس حكومة سابق ليكون له تأثير.
واعتبر العربي أن رئيس وزراء استراليا السابق كيفن رود الذي يذكر اسمه خلفاً للإبراهيمي شخصية دولية محترمة وأنا أعرفه شخصياً وأكن له كل الاحترام، ومشاعره الطيبة نحو العرب. وأضاف أن ذلك أيضاً يطبق على الديبلوماسي الإسباني خافيير سولانا الذي يذكر اسمه أيضاً.
ولام العربي مجلس الأمن على الإخفاق برمته. وقال: آسف على مغادرة الإبراهيمي فهو يتمتع بكفاءة عالية وبذل جهوداً كبيرة ولكنه لم يتمكن من تحقيق الهدف من مهمته – السلام والاستقرار – وذلك بسبب عدم مساندة مجلس الأمن له ولمهمته. وأضاف أن الانتخابات الرئاسية السورية خالفت وتعارضت مع التزامات الطرفين بالسعي لتنفيذ بيان جنيف. ووجه لوما لمجلس الأمن، مشيراً الى أن المبعوث السابق كوفي أنان والإبراهيمي طلبا من المجلس المساندة ولم تأت المساندة، كما أننا أحلنا الوضوع على مجلس الأمن ولم يساندنا.
من جهة أخرى وفي واشنطن، التقت المستشارة الاميركية للامن القومي سوزان رايس رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" احمد الجربا الذي يزور واشنطن حالياً. وكان يفترض ان يحضر الرئيس باراك اوباما جزءاً من هذا اللقاء.
أرسل تعليقك