أكّد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة خالد البطش أنَّ وفد الفصائل الموحد سيذهب إلى القاهرة حاملًا مطالب شعبية عادلة، معربًا عن أمله بالتوصل لاتفاق تهدئة يوقف نزيف الدم والمجازر البشعة في غزة، فيما دعت مصر، السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيليّة إلى إرسال وفديهما التفاوضيين، بغية مناقشة تعديل مبادرة وقف إطلاق النار.
وأبرز البطش، في تصريح صحافي، صباح الجمعة، قبيل مغادرته معبر رفح إلى القاهرة، للمشاركة في مباحثات اتفاق التهدئة الدائم، أنّهم "سيخوضون معركة سياسية لا تقل ضراوة عن تلك التي يسطرها المقاومون في الميدان"، منبهًا إلى أنهم "يحملون أمانة الشهداء، وأنّات الجرحى والمكلومين، والمهدمة بيوتهم في غزة، إلى المباحثات".
وأوضح أنَّ "مجازر الاحتلال العدوانية البشعة في غزة تعكس حال التخبط والهزيمة في صفوف جيش الاحتلال"، مشيرًا إلى أنَّ "المعركة حسمت مبكرًا لصالح الشعب الفلسطيني".
وتحدث البطش عن حالة الصمود الأسطوري، التي يبديها أهالي غزة رغم الجرح النازف، مبيّنًا أنّ "ذلك سيعزز موقف الساسة في انتزاع انتصار مشرف يليق بتضحيات الشعب الفلسطيني".
ويبدأ وفد فلسطيني موحد، الجمعة، مباحثات مع المسؤولين المصريين، بشأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أنَّ "الوفد الموحد سيضم عن حركة حماس موسى أبو مرزوق وخليل الحية وعماد العلمي وعزت الرشق ومحمد نصر، وعن حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة وخالد البطش، فيما يضم عن منظمة التحرير عزام الأحمد وماجد فرج وماهر الطاهر وقيس عبد الكريم وبسام الصالحي".
وتستهدف المباحثات مناقشة مطالب المقاومة بشأن اتفاق وقف إطلاق نار دائم ينهي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 26 يومًا.
وتأتي هذه المباحثات بعد إعلان الأمم المتحدة عن وقف إطلاق نار موقت في قطاع غزة لمدة 72 ساعة، وموافقة فصائل المقاومة الفلسطينية عليها، شرط الالتزام الإسرائيلي الكامل به.
وفي سياق متّصل، دعت مصر، السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيليّة إلى إرسال وفديهما التفاوضيين، بغية بحث القضايا ذات الاهتمام لكل منهما، ضمن الإطار الذي تناولته المبادرة المصرية.
وأكّدت الخارجيّة المصرية، في بيان لها، الجمعة، "أهمية احترام الجانبين لالتزاماتهما بموجب إعلان كل منهما عن وقف إطلاق النار، حتى يتسنى بدء المفاوضات في ضوء ظروف مواتية، وبغية تحقيق النتائج المرجوة منها".
وأشار البيان إلى أنَّ "هذه الخطوة تأتي على ضوء ما أعلنه ممثل الأمم المتحدة والممثل الخاص روبرت سري بشأن تلقيه ضمانات بقبول الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف إطلاق النار الإنساني اعتباراً من الساعة الثامنة من صباح الجمعة، ولمدة 72 ساعة، قابلة للتجديد بالتوافق، واتساقاً مع دور مصر والمسؤولية التي تتحملها إزاء الحفاظ على أرواح المدنيين وصيانة مقدرات الشعب الفلسطيني وتعزيز فرص السلام والاستقرار والأمن في المنطقة ككل".
وأوضح البيان أنَّ "الإعلان يأتي في إطار المبادرة التي أطلقتها مصر، في تموز/يوليو الماضي، والتي حظيت بدعم الدول العربية في الاجتماع الطارئ للمجلس الوزاري للجامعة، وكذلك بتأييد دولي واسع، فضلاً عن ترحيب مجلس الأمن بها، واتصالاً بما يبديه الطرفان من التزام نحو الاستجابة للدعوة بوقف إطلاق النار وتنفيذه الأمين".
في السياق ذاته، أكّدت مصادر دبلوماسيّة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنّ "نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز يتوجه إلى القاهرة، خلال الساعات المقبلة، للمشاركة في المفاوضات التي ستجرى بين السلطة الفلسطينية وممثلي الحكومة الإسرائيلية".
وأوضحت المصادر أنّ "نائب وزير الخارجية الأميركي سيسعى إلى إقناع الطرفين بتمديد مدة الهدنة، ثم الاتفاق على البنود الرئيسة لوقف إطلاق النار بصورة دائمة.
وسيبحث الوفد الموحد في القاهرة كيفية تطوير المبادرة المصرية المطروحة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 26 يوماً على قطاع غزة ، والذي كلف 1460 شهيداً إضافة إلى 9000 مصاب، وتدمير ما لا يقل عن 5000 منزل، بين تدمير كلي وجزئي، وتشريد ما لا يقل عن ربع مليون مواطن، في ظروف قاسية للغاية، وتدمير البنى التحتية ونقص حاد في مياه الشرب، وتدمير شبكة الكهرباء، والتهديد الصحي للبيئة، بسبب عدم تمكن طواقم الإسعاف من إنهاء عملها، ورفع ما تبقى من شهداء في المناطق المنكوبة والمدمّرة، لاسيما الشجاعية شرق مدينة غزة، وخزاعة شرق خانيونس.
أرسل تعليقك