القاهرة - أحمد عوض
أصبحت كرة القدم صناعة تدر دخلًا كبيرًا على بعض الدول، ولهذا وضعها الغرب كعادته تحت طائلة العلم وضوابطه وهم بارعون في ذلك، لذلك نجد وظيفة محلل الأداء مبتكرة حديثًا في الأجهزة الفنية. وهناك محلل يعتمد على الأجهزة الرقمية فقط، لقياس الجهد والتحركات وغيرها، وهناك من يستطيع بالعين المجردة اكتشاف نقاط القوه والضعف عند اللاعبين.
وتُعرف وهذه المهنة قديمًا بالكشافين، وقدم الكشافون الموهوبون كثيرًا من اللاعبين المميزين في الكره المصرية والعالمية. والمنتخب المصري لديه مجموعه من اللاعبين في وسط الملعب ربما لم يتوفروا لأي مدرب في السابق من حيث الكم والكيف، لاعبين مميزين على مستوى عالي من الانضباط التيكتيكي والمهاري، لدينا لاعبين نستطيع أن نطلق عليهم لأول مره كلمة "عالميين دون أن نشعر بشيء من المبالغة والإحراج، وأصبح لديك نجوم في أفضل أندية العالم وتنتظر المزيد في الفترة المقبلة، ومع ذلك تجد هناك مشكلة في بعض مراكز المنتخب.
ويتمثل السبب الأول في التمسك بنمط ثابت في توظيف اللاعبين، فعندما يتولى مدير فني تدريب نادي أو منتخب، ويجد هذا اللاعب في ذاك المكان من الملعب، فهو يستخدمه كما وجده على طريقة "هذا ما وجدنا عليه لاعبنا"، وللأمانة هناك بعض المدربين الأوروبيين يرتكبون نفس الأخطاء، وهذا مايميز سعر ومكانة مدير فني عن اخر.
وتعدّ أكبر المشاكل التي تواجه مراكز المنتخب، هي تكدس اللاعبين المميزين أصحاب القدم اليمنى في جناح الأيسر لوسط الملعب، فلدينا ثلاثي "رمضان – ترزيجيه – كهربا"، في مكان يتسع للاعب واحد فقط، وبالتالي يفقد المنتخب جهود اثنين من أفضل لاعبيه. وحتى لو تم الاستعانة بهم كلاعبين احتياط، فإن هذا يعني استبدال لاعب مميز. هنا لابد لنا من الاستعانة بالعلم لحل هذه المشكلة.
ولاعب الجناح لا ينطبق بمعناه المثالي على أحد هؤلاء الثلاثه سوى ترزيجيه، لذلك مهما بلغت مكانة كهربا ورمضان الكرويه، فلا أحد منهم يستطيع تعويض ترزيجيه في هذا المكان، وترزيجيه لاعب يجيد التحرك المتوازي مع خط التماس، ويمتلك السرعات العالية التي تمكنه من تجاوز أي لاعب يزاحمه على الكرة بطول الملعب، وهذه الميزة يفتقدها رمضان صبحي بشكل كبير، مما يجعله يبدو ضعيفًا وفاقد لمستواه في الفترة الأخيرة، والحقيقة هو لم يفقد مستواه لكنه يتميز بأشياء أخرى "غير مستغلة"، تجعل من تبديل مركزه أمرًا حتميًا لكي تظهر قدرته، فرمضان يمتلك قوة بدنية ومهارة عالية وقوة في التسديد إذا ماكان مواجه للمرمى بشكل مباشر، وأن رمضان يجيد الوقوف على الكرة، وتظهر قدراته بشكل أكبر عندما يتحرك في زوايا 360 درجة مع توزيع الكرات على اللاعبين من خلال التمرير الجيد، وإذا فكيف أحجم لاعب كهذا بوضعه على خط التماس وغلق زوايا الملعب وإجباره على اللعب بشكل لا يناسب قدراته بالطبع سيظهر بشكل أقل كثيرًا، وستتوجه إليه سهام النقد كما هو عليه الآن.
ولابد من الاستعانة برمضان تحت رأسي الحربة، وأعلم أنه مكان السعيد المتألق، ولكني أراهن على تألق رمضان بشكل أكبر، في المستقبل خصوصًا مع صغر سنه وامتلاكه لبعض القدرات الأعلى من السعيد، مثل السرعات والمهارات، وإمكانية والتطور، ويعيب عبد الله السعيد الكثير من البطء، ولكنه يبقى لاعب مهم فلا مانع من تبادل المراكز بشكل يسمح للسعيد أن يعطي ما يمكنه إعطائه للمنتخب مع تجهيز البديل الكفء المتمثل في رمضان صبحي مستقبل هذا المكان في المنتخب.
أما بالنسبة لكهربا، فهو يشترك مع ترزيجيه في السرعات، ولكنه أقل في النواحي الدفاعية، لذلك فهو ليس باللاعب المثالي للجناح، ولكن ايضا وبالنظر لتحركاته نجد أن خطورة كهربا لا تقل وسط زحمة منطقة الجزاء بل تزيد، وأنه مميز عند الاستلام على حدود هذه المنطقة، ويشكل خطورة كبيرة على المرمى، وهو ايضًا يجيد اللعب برأسه، ويجيب اللمسة الواحدة داخل المنطقة "الخطفة"، وهو أحد هدافي الدوري السعودي، وكل هذه القدرات تجعل من كهربا رأس حربه عصري لا يتقيد بمنطقة الجزاء، بل يستطيع النزول لوسط الملعب ومعاونة زملائه والتحرك معهم نحو منطقة الجزاء وصناعة الخطورة. وإذا أصبح لدينا الان لاعب جناح مميز .. وصانع ألعاب مميز .. ورأس حربه عصري .. بدلًا من لاعب جناح مميز، واثنان من اللاعبين على دكة البدلاء.
والرائع في الأمر أن لاعبين من هذه النوعية، يتيح للمدير الفني مرونة أكبر في تغيير طريقة اللعب داخل المباراة لأكثر من شكل دون الاستعانة بالبدلاء، ومع ذلك نجد هؤلاء اللاعبين عبارة عن طاقة مهدرة، لذلك كل ما أرجوه أن يدرك كوبر هذا منذ بداية البطولة، حتى يجد جمهور كبير يحتفل به في مطار القاهرة عند عودته بدلًا من تذكرة طيران للأرجنتين.
أرسل تعليقك