مدريد ـ لينا عاصي
قرر جوزيه مورينيو مغادرة ريال مدريد بعد موسم وصفه بأنه الأسوأ في حياته المهنية، مضحيًا بمبلغ الـ 17 مليون إسترليني في حالة استغناء الريال عنه، وسط أنباء عن رغبة مشتركة بين المدير الفني البرتغالي ونادي تشيلسي في عودة جوزيه إلى إدارة القلعة الزرقاء في الدوري الإنكليزي، حيث حقق الكثير من الألقاب مع هذا النادي الإنكليزي وعقدت إدارة النادي الملكي اجتماعًا طارئًا
لمناقشة الوضع الحالي، والوقوف على ما يمكن القيام به بعد مغادرة مورينيو، عُقد في أعقابه مؤتمر صحافي شهد الإعلان رسميًا عن مغادر جوزيه مورينيو للريال. كانت أغنية فرانكي سيناترا "My Way" هي الخلفية الصوية التي ترددت على مسامع الحضور في المؤتمر الصحافي للريال حتى دخول رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز، الذي أعلن رسميًا أن جوزيه مورينيو في طريقه إلى وجهة أخرى، وأن تعاقده انتهى مع النادي وتقدم بيريز بخالص الشكر للمدير الفني البرتغالي على ما بذله من جهد مع النادي الملكي على مدار ثلاث سنوات، مؤكدًا أن الإدارة لم تحدد بعد الاسم الذي يقود مسيرة الريال، وأنها لم تعقد أي تعاقدات قبلية مع أي مدير فني آخر حتى الآن، إلا أن الأمور ستتضح تمامًا في ما يتعلق بخليفة مورينيو في مقصورة القيادة في الريال خلال يومين على الأكثر.وأضاف بيريز أن مورينيو لن يتلقى أي تعويضات لمغادرته النادي رغم الفقرة التي تنص في تعاقده على تعويض بقيمة 17 مليون إسترليني حال استغناء النادي عنه، وذلك لأن مورينو هو الذي طلب المغادرة. كما أشار إلى انتخابات مجلس إدارة النادي التي من الممكن أن تخرجه من منصبه كرئيس مجلس إدارة بيرنابو، وهي الانتخابات المقرر إجراؤها في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل. يُذكر أن فلورنتينو بيريز هو الرجل الذي أعاد للريال العصر الذهبي، وبدأ الريال في عهده حصد الألقاب المحلية والأوروبية.ورغم عدم إشارة فلورنتينو بيريز لأي احتمالات أو ترشيحات للمدير الفني الجديد، إلا أنه يُشاع أن أعضاء من ذوي الثقل في مجلس الإدارة يستهدفون المدير الفني الحالي لباريس سان جيرمان كارلو أنشيلوتي، الذي يرغب في الوقت الجاري في مغادرة الدوري الفرنسي.
ومن جهته، أكد أنشيلوتي أن ريال مدريد من الممكن أن يكون وجهته المقبلة حيث يرغب في مغادرة باريس سان جيرمان.
ومع ذلك، أشار المدير الفني الإيطالي إلى أنه لا يزال هناك عام كامل على نهاية تعاقده مع سان جيرمان، وأن مسألة مغادرته للنادي الفرنسي مسألة صعبة ومعقدة، حيث إن علاقاته جيدة مع جميع الموجودين في النادي على مستوى اللاعبين والإدارة.
وعند سؤاله عن سبب الرغبة في مغادرة فرنسا، أشار إلى أنها أسباب خاصة، ويمكن أن تظل طي الكتمان، وألا يتحدث فيها للأبد.
وحال إتمام الصفقة وانتقال أنشيلوتي للريال، تكون هذه هي المرة الثانية التي يسير فيها كارلو على خطى جوزيه، حيث خلف أنشيلوتي مورينو في إدارة تشيلسي، بعد توجه الثاني إلى الريال لمدة عامين، ليكون كل منهما حاملاً للقب الدوري الإنكليزي مع تشيلسي.
أما جوزيه مورينيو، فتعرض للطرد من المنقطة الفنية في المباراة الأخيرة التي خاضها الريال أمام أتلتيكو مدريد التي خسرها الريال، ليفوز جاره المدريدي ببطولة كأس ملك إسبانيا.
ونجح مورينيو في حصد ثلاثة ألقاب في ثلاث سنوات قاد فيها الريال هي بطولة الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، بالإضافة إلى السوبر الإسباني.
رغم هذه الإنجازات الثلاث، أخفق المدير الفني البرتغالي في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث خرج الريال من الدور نصف النهائي لدوري الأبطال في الأعوام الثلاثة التي أدار فيها الأمور جوزيه مورينيو، ليعيش النادي الملكي على ذكرى المرة الأخيرة التي حصل فيها على لقب دوري أبطال أوروبا، والتي كانت المرة التاسعة بالنسبة إليه العام 2002، كما تلقى ريال مدريد أول هزيمة له من أتليتكو مدريد في 14 سنة.
وجاءت مغادرة مورينيو للريال وسط حالة من التوتر في علاقاته مع اللاعبين، وخلافات حادة وقعت بينهم في غرفة الملابس، بالإضافة إلى توتر في علاقة جوزيه مع جمهور النادي الذي عاش الكثير من نوبات الغضب ضد المدير الفني للريال، خاصة عندما بدأ في معاملة حارس مرمى الريال ومنتخب إسبانيا المخضرم إيكر كاسياس، حيث بدأ مورينيو أخيرًا في التخلي عن الحارس الأساسي كاسياس والاعتماد على أنطونيو أدان، ومن بعده دييغو لوبيز.
وبات من المتوقع ألا يكون جوزيه مورينيو هو الاسم الكبير الوحيد الذي يغادر بيرنابو، حيث أُدرج كريستيانو رونالدو على رأس قائمة اللاعبين الذين يريد مورينيو ضمهم في تشيلسي حال انتقاله إلى الفريق الأزرق.
ورغم الخلافات التي شهدتها العلاقة بين اللاعب ومواطنه المدير الفني البرتغالي أخيرًا، هناك أوجه شبه عدة بين الاثنين تمكنهما من التفاهم والعمل التعاوني مع بعضهما بعضًا.
يؤيد هذا الاحتمال رغبة رونالدو في العودة إلى الدوري الإنكليزي بعد انتقاله إلى الريال من مانشستر يونايتد مقابل 70 مليون جنيه إسترليني.
وفي هذا الصدد، رحب لاعب الوسط الإنكليزي المخضرم فرانك لامبارد بعودة جوزيه مورينيو إلى تشيلسي، حيث عده من أهم المديرين الفنيين في تاريخ النادي.
وعدد لامبارد محاسن المدير الفني البرتغالي الذي قاد تشيلسي قبل سنوات إلى عدد كبير من الألقاب، مؤكدًا أنه يحتوي الجميع، وأنه يتمتع بهالة تجعل من الجميع أداة مطيعة في يديه يقودها إلى الفوز.
وأضاف لامبارد أن عودة مورينيو إلى تشليسي أمر رائع، وأن لم الشمل بين المدير الفني البرتغالي والنادي الأزرق من الممكن أن يسفر عن المزيد من البطولات والألقاب، حيث أعرب عن أسفه الشديد للفترة التي قضاها في تشيلسي من دون وجود جوزيه مورينيو في مقصورة القيادة.
أرسل تعليقك