بورسعيد ـ هبة وصفي
مع اهتمام رجال ثورة 1952 بالشباب والرياضة بدأ بناء استاد النادي المصري في عام 1953 مع ترك الأرض والملعب السابق لجمعية "الشبان المسلمين الخيرية"، وكان فريق النادي المصري يخوض مبارياته في استاد مدينة بورفواد "شكاربيه" والذي تملكه وأنشأته شركة القناة كأقدم استاد ونادي في مصر، ويقع النادي المصري في موقع من أهم مواقع مدينة بورسعيد حيث يطل كورنيش بورسعيد في حي المناخ في بورسعيد شارع 23 يوليو "كتشينر سابقًا" يقع على بعد 8 كيلومتر من مطار بورسعيد، بمساحه 14760 م، مصر ويتسع الاستاد لـ18,000 متفرج.
وبدأ مجلس إدارة النادي المصري في تلقي التبرعات من أبناء بورسعيد وأعيانها، بعد موافقة وزاره الشؤون الاجتماعية، وتألفت لجنة لجمع التبرعات برئاسة رئيس مجلس إدارة النادي المصري عبد الرحمن لطفي وعضوي مجلس الإدارة حامد الألفي وفهمي جودة، وجاءت القائمة الأولى للتبرعات على رأسها عبد الرحمن لطفي رئيس النادي 2000 جنيه، محمد حلمى المغربي 100 جنيه، فهمي جودة 50 جنيهًا، السيد فقوسة وإخوته 50 جنيهًا، محمد موسى 25 جنيهًا، مصطفى الزامك 25 جنيهًا، كما قدمت وزراة الشئون الأجتماعية مبالغ انشائية للنادي المصري 1954 " 2000 جنيه "وعام 1955 " 3000 جنيه "، وكذلك ساهمت شركة القناه وكان ذلك في مايو/أيار 1955 بمبلغ 5000 جنيه للانتهاء من تشييد الاستاد الجديد للنادي المصري ومشروطًا بأن يلعب مباريات الموسم الجديد في هذا الملعب الجاري تجهيزه.
وظهرت عملية التشييد الفعلية في النصف الثاني من عام 1954، وافتتح استاد المصري، الأحد 16 أكتوبر/تشرين أول 1955 ولم تكن هناك سوى مدرجات المقصورة والبحري "صوت العرب" ، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية حسين الشافعي ونائب رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر، محافظ القناة محمد رياض، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم عبد العزيز عبد الله سالم، ورئيس الاتحاد المصري للدراجات إسماعيل طاهر.
وافتتح الاستاد رسميًا في مباراة بين النادي المصري و النادي الأهلي في الدوري العام، وانتهت بفوز الأهلي بهدفين مقابل لا شيء وأحرز توتو الهدف الأول بعد 7 دقائق وبعد 12 دقيقة أحرز الزهيري الهدف الثاني لخطأ من سعيد الوحش، وحققت المباراه إيرادات بقيمة 750 جنيه ، كما وضع حجر الأساس لملعب الدرجات بين شوطي المباراة.
وخضع الاستاد لعدد من التجديدات وأعمال التطوير أخرها عام 2009 لاستضافة كأس العالم للشباب 2009 ليتلاءم مع معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وفي بداية الستينات عهدت الدوله إلى استكمال المدرجات والمنشأت في استاد النادي المصري، ففي عام 1963 أفتتح المدرجان الجديدان وأنشئت استراحة وحديقة وتجهيزات بتكلفة 37000 جنيه.
وفي عام 1985 وافق مجلس إدارة النادي المصري على إعادة بناء وتأهيل مدرج المقصورة الرئيسية واليمين واليسار " ونقلت اللوحة الرخامية المشيرة إلى افتتاح استاد المصري إلى مدخل المدرج البحري"، وأنشئ مضمار لألعاب القوى حول ملعب كرة القدم بقرار من رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد الأحد جمال الدين بمبلغ 181000 جنية ليصبح استاد النادي المصري أول استاد لنادي رياضي في مصر يملك مضمار لألعاب القوى مغطى بالترتان بعد استاد القاهرة، وفي عام 1997 تم تركيب شاشة الكترونية ملونة كبرى في الاستاد ضمن خطة التطوير لاستقبال كأس العالم للناشئين، وتم إضاءة الاستاد لتقام عليه المباريات ليلاً ولأول مرة منذ إفتتاحة عام 1955.
وأقيمت بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة في عام 1997 في بورسعيد لتضم كل من غانا والارجنتين وكوستريكا والبحرين، وأقيمت بطولة الأمم الأفريقية فى عام 2006 المجموعة الرابعة وكانت تضم نيجيريا والسنغال وغانا وزيمبابوي وفازت مصر في البطولة، وأقيمت بطولة دورة الألعاب العربية الحادية عشر عام 2007 للمنتخب المصري والمنتخب الإماراتي الشقيق وانتهت المباراة بفوز منتخب مصر بثلاثة أهداف أحرزهم سيد معوض هدفين وأسامة حسني هدف مقابل لا شيء.
وتم إيقاف اللعب على الاستاد لمدة 5 أعوام بقرار من الاتحاد المصري لكرة القدم في سلسلة العقوبات التي طبقت بعد حادث استاد بورسعيد الأربعاء 1 فبراير/شباط 2012 عقب مباراة المصري والأهلي، والتي راح ضحيتها 72 قتيلاً، وهي أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف من جماهير النادي المصري بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين ليكون المصري " الفائز 3-1 "، وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة "بلد البالة مجبتش رجالة" والتي عدها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم.
أرسل تعليقك