القاهرة – محمد عبد الحميد
وصلت طلائع الرياضيين الروس "النظيفين" إلى ريو دي جانيرو، مساء الخميس، من أجل المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، التي تنطلق في الخامس من الشهر المقبل، وذلك بعدما حصلوا على الضوء الأخضر من الاتحادات الدولية الخاصة برياضاتهم. وقال المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الروسية، يوري بوتنيف، بعد الوصول إلى مطار ريو الدولي: " فيما يخص المنشطات، نحاول التعافي منها، وبإمكاننا القول إن وحدهم الرياضيين النظيفين وصلوا إلى هنا".
وكان في استقبال الرياضيين الروس العديد من مواطنيهم، "لأنهم يريدون مضاعفة مساندتهم لهم، بسبب ما حصل، مؤكدين أن على فريقهم أن يكون اقوى، وذلك وفقًا لتصريحات اناتولي سافينغ، وهو أحد المرافقين للفريق الروسي، والذي رافقه إلى مطار موسكو رئيس اللجنة الأولمبية المحلية، ألكسندر جوكوف، من أجل مساندته وحثه على المحافظة على الروح القتالية، وعدم الاكتراث بالتلميحات والاستفزازات التي يمكن أن يتعرضوا لها في ريو. ولم يمر الخميس دون توقيفات جديدة مرتبطة بالمعايير التي فرضتها اللجنة الأولمبية الدولية عليهم، بعد قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى بإقصاء جميع رياضيي روسيا في أم الألعاب، وبعد تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين، المعين من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "وادا".
وقررت اللجنة الأولمبية الروسية سحب ثلاثة دراجين من بعثتها إلى ريو، وفق ما أعلن عنه الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية، الخميس، مشيرًا أيضًا إلى أن هناك ثلاثة دارجين آخرين يخضعون للتحقيق، لاحتمال ورود أسمائهم في تقرير "ماكلارين"، الذي يضم 26 دراجًا. والدراجون الثلاثة الذين استبعدوا عن البعثة الروسية إلى أولمبياد ريو 2016 سبق أن أدينوا بتعاطي المنشطات، ولهذا السبب اتُخذ هذا القرار، تلبية للشروط التي فرضتها اللجنة الأولمبية الدولية على الرياضيين الروس، بسبب فضيحة المنشطات.
وقررت اللجنة الأولمبية الدولية، الأحد الماضي، عدم فرض حظر شامل على رياضيي روسيا في الألعاب الأولمبية، خلافا لتوصيات "ماكلارين"، وتركت للاتحادات الرياضية الدولية مسؤولية اتخاذ قرار حول أهلية الرياضيين بالمشاركة من عدمها. ومن المعايير التي فرضتها اللجنة الأولمبية الدولية في قرارها عدم تورط الرياضيين في فضيحة التعاطي الممنهج للمنشطات، الذي كشفه تقرير "ماكلارين"، وعدم تعرضهم لعقوبة الايقاف في الفترة الماضية.
كما استُبعد، الخميس، مصارعًا روسيا من أصل 17، وهو فيكتور ليبيديف، لاعب المصارعة الحرة وزن 57 كيلوغرامًا، الذي لم يحصل على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية. وجاء إيقاف "ليبيديف" بعدما أنهت اللجنة الخاصة للجمعية العالمية المتحدة للمصارعة مراجعتها لوضع المصارعين الروس، الذين تأهلوا للمشاركة في ريو، وأرسلت توصياتها إلى اللجنة الأولمبية الدولية.
وكشفت اللجنة أن جميع المصارعين الروس الذين تأهلوا إلى أولمبياد ريو 2016 خضعوا لفحص المنشطات في مختبرات خارج موسكو، وأن أيًا من هؤلاء المصارعين لم يذكر اسمه في تقرير ماكلارين. وأضافت اللجنة أنه استنادًا إلى المعايير التي حددتها اللجنة الأولمبية الدولية، وحده فيكتور ليبيديف لم يحصل على الضوء الأخضر، وذلك نتيجة سقوطه في فحص للمنشطات خلال بطولة العالم للشباب عام 2006.
وأشارت اللجنة إلى أن المركز الذي كان مخصصًا لـ"ليبيديف"، البالغ من العمر 28 عامًا، وبطل العالم السابق مرتين في وزن 55 كلغ، في أولمبياد ريو، سيذهب لمصارع من البلد الذي حل خلف روسيا في التصفيات المؤهلة، أي بطولة العالم لعام 2015، وهذا البلد هو بيلاروسيا. وأوصت اللجنة بأن يخضع جميع المصارعين الروس الذين سيسافرون إلى ريو للفحوصات قبل مسابقات المصارعة، مشددة على أن أي تعديل تجريه روسيا على اللائحة التي تقدمت بها يفرض أن يخضع المصارع الذي استبدل وبديله لفحص منشطات، وفي حال ثبت تعاطي أي منهما للمنشطات ستخسر روسيا هذا المقعد.
وانضم "ليبيديف" إلى رياضيي ألعاب القوى الروس الذي كانوا أول من حرموا من المشاركة في الألعاب الاولمبية، بقرار من الاتحاد الدولي للعبة، أكدته لاحقًا محكمة التحكيم الرياضي "كاس". وارتفع العدد الاجمالي للرياضيين، الذين أعلنت الاتحادات الرياضية الدولية استبعادهم إلى 112 (مع الرياضيين الـ67 في ألعاب القوى) من أصل 387، تشكلت منهم البعثة الروسية، التي ستدخل ملعب ماركانا في حفل الافتتاح بـ 273 رياضيا من 30 لعبة، وفق وزير الرياضة فيتالي موتكو، المحروم بدوره من الذهاب إلى ريو، لاتهامه بلعب دور أساسي في فضيحة تعاطي المنشطات المنظم.
وأكد "موتكو" أن العدد النهائي للرياضيين الروس الذين سيشاركون في ألعاب ريو 2016 سيُعرف يوم السبت، لأنه لم تصدر جميع الاتحادات المعنية قراراتها بشأن الرياضيين الروس، ومن بينها اتحادي الملاكمة والجمباز. لكن لاعبات الجمباز لم ينتظرن قرار اتحادهن من أجل السفر إلى ريو، كما هو حال المشاركين في مسابقات المبارزة.
أرسل تعليقك