أكد المدير العام لمركز الشقب القطري للفروسية فهد سعد القحطاني، أنَّ "الإنسان العربي يرتبط بعلاقة خاصة مع الخيل ممتدة منذ زمن، فقد كان الأخير جزءا من حياة الإنسان، حروبه، حله، وترحاله، وأصبح خير رفيق للدرب، امتطاه الإنسان، حارب به وغزا، فكان خير معين للبشر في قديم الزمان".
وأضاف القحطاني: "صحيح أن العلاقة المميزة قد تترجم في اقتناء الخيل واللجوء إليه في منافسات السباقات والقفز في الفروسية، لكن ما قام به مركز الشقب في قطر كان فريدا ليس على مستوى المنطقة العربية فحسب بل على مستوى العالم أيضا".
وتابع: "يولي الشقب اهتماما كبيرا بالخيل العربية كما أنه يسعى دوما لتحقيق التميز في ميدان الفروسية التي تطورت تدريجا وارتبطت ارتباطا وثيقا بالخيل الأصيلة المتواجدة في قطر، ويسعى الشقب إلى وضع مجموعة من الأسس والضوابط في مجال الفروسية لضمان حفظ إرث قطر الثقافي الذي تناقلته الأجيال السابقة والعمل على إيصاله إلى الأجيال المقبلة".
واسترسل: "يهدف الشقب الذي أسسه أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام 1992، إلى اعتلاء مركز ريادي في عملية المحافظة وتحسين وتعزيز سلالة الخيل العربية الأصيلة وتوفيرها للمجتمع ووضع منظومة من أعلى المعايير والأسس في عملية الإنتاج وعروض الجمال وفنون الفروسية والرعاية الاجتماعية للخيل".
وزاد القحطاني: "عندما أصبح الشقب عضوا في مؤسسة قطر اعتبارا من عام 2004 تحول الهدف إلى تحقيق أفضل المستويات في مجال استيراد وإنتاج الخيل العربية واصطفاء أجملها للعرض في المسابقات العالمية، بالإضافة إلى توفير فرص تعليمية مبتكرة وتنافسية في جميع فنون الفروسية".
ويرى فهد سعد القحطاني الذي عين مديرا عاما للشقب عام 2009 ، أن "وجود الشقب أعطانا القوة لنكون الذراع الحافظ للهوية والمعني بثقافة الفروسية والموروث القطري بشكل عام"، مضيفًا أن "وجود بنية تحتية قوية وارث وزخم قوي ساعدنا في تكوين معادلة مميزة".
وأشار إلى أن البطولات والنشاطات التي يستضيفها الشقب قد تحمل أهمية رياضية خاصة كبطولة غلوبال تور (آخر جولات غلوبال العالمية) لكن يتم النظر إليها في الشقب من وجهة نظر أخرى بصفتها أيضا تنمية للمجتمع".
وأردف: "المجتمع مبني على أساس الأفراد وهذا ما يدفعنا إلى استثمار البطولات لانخراط المتطوعين ، لذلك نعتبر البطولات الرياضية فرصة لكي نستثمر في الإنسان ونحاول تظهير البطولات بصورة ابعد من أن تكون عبارة عن فرسان يتنافسون في الميدان".
وشدد القحطاني على أن "وضع الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة الشقب إستراتيجية خاصة بدأت منذ ست سنوات وبدأت تظهر الآن نتائجها على مستوى الأكاديمية في الشقب وقوة التحمل وبرامج إنتاج جمال الخيل والرعاية الاجتماعية للخيل".
وكشف مدير عام الشقب عن وجود إستراتيجية تتمحور على التركيز على الجانب الطبي والبيطري حيث سيكون الهدف الانتهاء من المستشفى البيطري الذي سيكون من أفضل وأهم المستشفيات على مستوى العالم وسيهتم ليس فقط بـ"الطب البيطري" للخيل بل أيضا في البحث العلمي.
وفي تقييمه لنجاح الجولة الأخيرة من بطولة "غلوبال تور" التي استضافها الشقب مؤخرا يقول القحطاني: "لقد نجح الإعلام في نقل الصورة المطلوبة عن هذه الرياضة وارتفعت درجة الوعي لدى الناس للحضور والمتابعة فأصبح هناك من يطلب التأكد من الحضور قبل ثلاثة أشهر من البطولة".
ونوَّه بأنَّ الشقب كـ"منشأة" هي "ليست من الأفضل بل الأفضل على مستوى العالم وهذا ما أدى إلى نجاح مزدوج"، مشيرا إلى أن الشقب يستهدف الأسرة بشكل عام وليس الأفراد، فهي دعوة للحضور والتمتع بجو مميز والتعرف على الجانب التاريخي والتراثي للشقب.
وتابع القحطاني: "نحن على أتم الاستعداد لتنظيم أي بطولة في أوقات قياسية. أبطال العالم في الفروسية يعتبرون الشقب "هوليوود الفروسية" خصوصا أن إدارة الفعاليات تعتبر الأساس بالنسبة إلينا، ونحن نتمتع بفريق عمل مميز والقطاع الفني يعتبر مميزا لدينا وهذا الفريق يتطور من بطولة إلى أخرى وهم من المتطوعين في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع".
أرسل تعليقك