ويسدل الستار على منافسات دور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا بمباراتين ناريتين في إياب الدور ذاته، عندما يستضيف أتليتكو مدريد فريق برشلونة على ملعب الكالديرون في مواجهة قوية، بينما سيحل الفريق البافاري بايرن ميونخ ضيفاً ثقيلاً على بنفيكا البرتغالي، وتقام المباراتان في التاسعة إلا ربع مساءً بتوقيت القاهرة.
ويدخل الفريق الكتالوني بشعار "لا بديل عن الفوز" إذا ما أراد الصعود للدور المقبل، حيث يدرك مدرب الفريق لويس إنريكي أنه يواجه مشكلة شبح الخروج من هذا الدوري بعد فوزه الصعب في مباراة الذهاب الأٍسبوع الماضي 2-1 على أتليتكو مدريد، إضافة إلى ذلك مستواه المتواضع الذي ظهر عليه في الدوري المحلي خلال آخر مباراتين والتي كان آخرها هزيمته من ريال سوسيداد بهدف نظيف، السبت الماضي.
ويواجه برشلونة مصير موسم 2013-2014 أمام أتلتيكو مدريد عندما أخرجه الأخير من الدور ربع النهائي بتعادلهما 1-1 في كامب نو وفوز فريق العاصمة 1-صفر إيابًا، وكانت المرة الأولى التي يفشل فيها الفريق الكتالوني في بلوغ دور الأربعة في الأعوام الثمانية السابقة.
ويدخل أبناء المدرب إنريكي المباراة بمعنويات ضعيفة بعد فشله في الفوز في مبارياته الثلاث الأخيرة في الليغا بينها خسارتان متتاليتان مكنتا أتلتيكو مدريد من تشديد الخناق عليه بتقليص الفارق بينهما إلى 3 نقاط بعدما كان 11 نقطة قبل 3 مراحل.
وطالب إنريكي لاعبيه بنسيان الخسارة أمام ريال سوسيداد والتركيز على مباراة الأربعاء، وقال: "يجب أن ننهض من الكبوة والتركيز على مباراة أتلتيكو مدريد، صحيح أننا خسرنا في الدوري لكننا لا نزال في الصدارة بفارق 3 نقاط ولا تزال امامنا الكثير من المباريات للتعويض، لكن مواجهة اليوم لا مجال لتعويض الإخفاق فيها، إنها الإقصاء المباشر، وإذا تمادينا في أخطائنا فقد نجد أنفسنا خارج المسابقة".
ويغيب توماس فرمالين، وتحوم شكوك حول مشاركة رافينيا بسبب الإصابة، لكن سواريز هدّاف برشلونة سيعود بعد أن نفذ مهاجم أوروغواي عقوبة الإيقاف مباراة واحدة أمام سوسيداد في الدوري.
ومن المرجح أيضًا أن يعيد لويس إنريكي الثلاثي جوردي ألبا وأندريس إنيستا وإيفان راكيتيتش إلى التشكيلة الأساسية، بعدما بدأوا لقاء سوسيداد الذي انتهى بالهزيمة 1- صفر على مقاعد البدلاء، ويأمل برشلونة، المتوج أعوام 1992 و2006 و2009 و2011 و2015، بأن يصبح أول فريق منذ ميلان الإيطالي (1989 و1990) يحرز اللقب في موسمين متتاليين، ويخوض ربع النهائي التاسع على التوالي وتعود خسارته الأخيرة إلى أيار/مايو 2013 أمام بايرن ميونيخ صفر-3.
وفي المقابل، يسعى أتلتيكو مدريد إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لتوجيه الضربة القاضية لبرشلونة، وأكد لاعبوه استعدادهم للرد على ما وصفوه بالظلم التحكيمي الذي تعرضوا له في مباراة الذهاب، بينما يدخل أتلتيكو مدريد المباراة بمعنويات عالية بعد فوزه الثمين على مضيفه إسبانيول 3-1 في الدوري وإنعاش آماله في المنافسة على اللقب المحلي، وهو يعول على هدافه الفرنسي أنطوان جريزمان وقائده الدولي كوكي.
وتحوم شكوك حول مشاركة المدافعين خوسيه خيمنيز وستيفان سافيتش، بينما تأكد غياب تياجو منديز، ولن يكون توريس متاحًا بسبب الإيقاف بعد طرده في كامب نو، ويخوض أتلتيكو ربع النهائي الثالث على التوالي فتخطى برشلونة العام 2014 وسقط أمام جاره ريال مدريد الموسم الماضي.
ولن تكون مهمة بايرن ميونخ أفضل من برشلونة عندما يحلّ ضيفًا على بنفيكا البرتغالي، على ملعب النور، في قمة ساخنة قد تنهي آمال المدرب غوارديولا في تحقيق الثلاثية "الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا"، والتي تم التعاقد معه من أجلها، عقب تتويج الفريق البافاري بالثلاثية التاريخية موسم 2012-2013، قبل انتقاله إلى تدريب مانشستر سيتي الإنجليزي اعتبارًا من الموسم المقبل.
وللمرة الثانية على التوالي يجد بايرن ميونيخ، الساعي إلى بلوغ دور الأربعة للعام الخامس على التوالي، نفسه في موقف صعب بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج في الدور السابق على يد يوفنتوس الإيطالي بتعادلهما 2-2 ذهابًا في تورينو وبالنتيجة ذاتها إيابًا في ميونيخ قبل أن يحجز بطاقته بعد التمديد 4-2.
وشدَّد غوارديولا على صعوبة مواجهة بنفيكا وطالب لاعبيه بالجدية والتواضع في التعامل مع الفريق البرتغالي، حيث قال: "لم نحسم التأهل ذهابًا لكن فوزنا يمنحنا الأفضلية كون التعادل يمنحنا بطاقة العبور إلى الدور المقبل، دافع بنفيكا جيدًا في مباراة الذهاب ونجح في الخروج بأقل الخسائر، لكن الوضع سيكون مختلفًا غدًا لأنه سيضطر إلى البحث عن التهديف وبالتالي علينا استغلال الفرصة لهزّ شباكه حتى نعقد الأمور عليهم ونؤمن تأهلنا، وهذا لا يعني أن المهمة ستكون سهلة، يجب علينا التعامل بجدية وتواضع كبيرين أمام بنفيكا الذي يملك فريقًا جيداً، ووجوده في دور الثمانية أكبر دليل على ذلك".
وضمن الفريق البافاري بشكل كبير تتويجه باللقب المحلي للمرة الرابعة على التوالي إثر فوزه على مضيفه شتوتغارت 3-1 السبت الماضي، وتعثر مطارده المباشر بوروسيا دورتموند مع جاره شالكه فاتسع الفارق بينهما إلى سبع نقاط.
وفي المقابل، يسير بنفيكا بخطى ثابتة نحو الاحتفاظ باللقب المحلي للعام الثالث على التوالي، بيد أن تركيزه الأكبر سيكون على المسابقة القارية التي توج بلقبها مرتين العامين 1961 و1962 والتي يأمل ببلوغ دور الأربعة فيها للمرة الأولى منذ 1990.
وتلقى بنفيكا ضربة موجعة في مباراة الذهاب بتلقي هدافه البرازيلي جوناس إنذار سيحرمه من المباراة المقبلة، لكنه يعول على اليوناني كوستاس ميتروجلو لهز شباك الفريق البافاري وعملاقه مانويل نوير.
أرسل تعليقك