توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الشرمولة والملوخية إلى الحلالم و"حق الملح"

أبرز تقاليد استقبال عيد الفطر المبارك في تونس

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أبرز تقاليد استقبال عيد الفطر المبارك في تونس

السمك من أبرز تقاليد استقبال عيد الفطر
تونس حياة الغانمي

يمثل عيد الفطر المبارك مناسبة سنوية تحيي خلالها العائلات التونسية رصيدًا ثريًا من العادات الغذائية المختلفة، ويشترك التونسيون، عمومًا، في أكل المرطبات والحلويات خلال اليوم الأول لعيد الفطر، إلا أن لكل جهة طقوسًا خاصة في الاحتفال والطبخ.

ففي تونس العاصمة، تطبخ الحلالم وهي "عجين يقطع رقيق ويطبخ في الخضر" والملوخية في اليوم الأول، وتستهلك مع "الحلو العربي" والمشروبات، وغير بعيد عن العاصمة، يحتفل أعالي مدينة نابل بطبخ العصيدة البيضاء وتكون مصحوبة بمرق اللحم أو "القلايا الحمراء"، وفي بنزرت  دأبت نساء الجهة على إعداد أسماك القاروص والوراطة والمرجان غداء لأول أيام العيد، والمدفونة مرق بسيقان أو رأس الضأن غداء لليوم الثاني، وطبيخ الخضر الورقية والبقول غداء لليوم الثالث .

أما في صفاقس، يتناول السكان صباح يوم العيد وقبل الانطلاق في المعايدة طبق "الشرمولة" الشهير، التي تتكون من البصل والزبيب، ويرجعها مؤرخون إلى العهد الروماني فيما ينسبها آخرون إلى الأتراك، وهي تستهلك مع السمك المملح الذي يكون عادة من الأسماك كبيرة الحجم مثل المناني والبوري والكرشو والغزال، ويتم غالبًا شراء هذه الأسماك طازجة وتشريحها وتمليحها خلال شهر رمضان على أن يزال عنها الملح ليلة العيد لتطبخ في اليوم الموالي مغلاة في الماء .

وتختلف شرمولة صفاقس عن شرمولة قرقنة وجربة وجرجيس وتونس وبنزرت، ويتم طهيها قبيل يوم العيد، وفي جربة، يستيقظ السكان باكرًا، فما أن تنتهي صلاة العيد، ينطلقون للمعايدة على الأهل والأحباب، مصحوبين بالأطفال الصغار، وتتمثل الأكلة الرئيسية لأغلب سكان جزيرة جربة يوم عيد الفطر في "الشرمولة" والسمك المقلي علاوة على "كسرة الزيت" خبز بلدي، وهي نوع من العجين يخمر ويقلى في الزيت، إضافة إلى "الزرارع" وهي خليط من الحلوى والفواكه الجافة.

وتنفرد معتمدية بن قردان التابعة لولاية مدنين بإعداد "عصيدة الفارينه بالمعقود"، وهي مرق بالقرع الأحمر واللحم، وتجتمع العائلة الموسعة في منزل الأب أو الأخ الأكبر لتناوله مع أكلات أخرى أبرزها الكسكسي، وتختار نساء عدة مدن في الوطن القبلي طهي" الملوخية" و"الحلالم" و"المحمصة" في اليوم الأول من العيد، فيما تفضل النساء في مناطق من ولاية قفصة طهي الفول.

ولا تقتصر مظاهر الاحتفال على الأكل والشرب، بل تتميز أيام العيد بـ"هزان الموسم"، وهذه العادة تونسية وهي أن يعود الخطيب أهل خطيبته بهدية ثمينة، ولهذه التقاليد سنتها، فمن جهة إلى أخرى، تتحول من مناسبة تزاور وتحابب إلى مناسبة عائلية لها طقوسها وفرائضها ولكن نكهتها لا تقل عن قيمتها الروحية والتاريخية..

ومن القطاعات التي تؤشر على حركية العائلات التونسية في استعدادها  لاستقبال  يوم العيد، هي المخابز التي تصنع الحلويات التونسية التقليدية أو تتكفل بإنضاجها فقط ووسائل النقل العمومي أو الخاصة التي تسهر على تأمين السفرات للمواطنين وتقريب المسافة بينهم لتقاسم فرحة الأعياد في أجواء  عائلية ممتعة، كما تزدهر تجارة ألعاب الأطفال وبيع الملابس والأحذية وغسيل السيارات ليتواصل عمل أصحابها إلى الفجر بل حتى أيام العيد، لأنه ثمة من يؤخر شراء مستلزمات عائلته أو يتعذر عليه  ذلك حتى يوم العيد

ومنذ انبلاج فجر عيد الفطر المبارك تبدأ المقابر والمساجد والجوامع تعج  بالناس للترحم على الأموات ولأداء  صلاة العيد، كما تبلغ ظاهرة التسول واستدراج عطف التونسي وانتفاخ جيبه أوج رواجها وسقف أرباحها في هذه الأيام التي تعد بحق أيام تكافل وتراحم، وتزدهر للأسف يوم العيد تجارة بيع الخمور بعد منعها طوال شهر رمضان، ومن نتائج الإفراط فيها في هذا اليوم السعيد تسجل حالات حوادث السياقة في حالة سكر وكذلك المعارك الأليمة.

ولئن كانت طلقات مدفع رمضان الغائبة البارزة في عيد هذا العام كما في رمضانها فإن بوطبيلة أو طبال السحور لا يغيب البتة عن قرعه وتزميره وأهازيجه وأدعيته في صباح يوم العيد لا سيما في الأحياء التي ألفها وألفته..

ومن العادات الأخرى التي تميز التونسيين في عيد الفطر هي "حق الملح"، وهي من العادات التونسية الجميلة في تكريم المرأة والاعتراف لها بالجميل صباح يوم عيد الفطر، لكنها تلاشت مع مر الزمن، وتتمثل في أن المرأة تستقبل زوجها عند عودته من صلاة العيد وهي في أبهى زينتها بعد أن تكون نظفت البيت ورتبته وبخرت زواياه، وفي يدها طبق الحلويات وفنجان القهوة، ويشرب الزوج قهوته، لكنه لا يعيد لها الفنجان فارغًا بل فيه قطعة حلي من الذهب أو الفضة بحسب إمكاناته وهذه الهدية تسمى "حق الملح".

و"حق الملح" تكريم لصاحبة البيت واعتراف لها بالجميل على صبرها وتعبها خلال شهر رمضان، فهي مع كونها صائمة وتؤدي واجبها الديني كغيرها من أفراد العائلة تقوم بإعداد كل أصناف الأطباق المشتهاة من قبل أفراد العائلة، وتنظف المنزل، كما تضطر إلى تذوق الأكل ودرجة ملوحته دون ابتلاعه، ولذلك ترمز هدية "حق الملح" إلى طلب العفو من ربة المنزل وشكرها على صبرها وتحملها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبرز تقاليد استقبال عيد الفطر المبارك في تونس أبرز تقاليد استقبال عيد الفطر المبارك في تونس



GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon