القاهرة – عصام محمد
أثار إقدام مواطن في منطقة إمبابة في الجيزة، على قتل والدته وشقيقه وطعن والده، مطلع الأسبوع الجاري، استغراب واستياء الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن طرح تساؤلات بشأن علاقة الدجل والشعوذة بالجريمة، بعدما حرزت النيابة العامة المصرية، كتبًا للسحر، بمنزل المتهم، والذي أقرّ لاحقًا بتعرّضه لها.
تعتبر الدكتورة سوسن الفايد، أستاذ علم النفس في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن العلاقة بين التعرّض لكتب السحر والدجل، علاقة غير مباشرة، مرجّحة أنه في مثل هذه الحالات يعاني الشخص من حالة نفسية سيئة، يلجأ على أثرها للتعرّض إلى كتب للسحر والأوهام، لتأكيد ذاته، وقد تزيد من معاناته النفسية ويصاب بحالة من الفصام والهلاوس السمعية والبصرية، لتتكوّن أفكار وهمية تجاه أشخاص قريبون منه.
وأوضحت الدكتورة سوسن، أن تاريخ العلاقة بين المريض ومن حوله خاصة من الأقربين، ربما تتضمّن ظواهر من العنف والحرمان، تدفعه للتفاعل مع مثل هذه الكتب وترجمة حالته المرضية، وتكوين دافع انتقامي بداخله، ينتظر موقفاً متوترًا معينًا يخرج فيه عن شعوره وارتباطه بالمتبقي من الواقع بداخلة ويرتكب جريمته.
وقالت الفايد إن المرض النفسي يسبب ضغط متزامن على الشخص، وربما يشعر أنه مكروم ممن حوله، ذلك بالتزامن مع الجهل والمستوى التعليمي المنخفض، موضحة أنّ الكثير يحملون أمراضًا نفسية كامنة، وعدم وعي الأسرة قد يزيد من تفاقم حالتهم، لذلك يجب في مثل ظهور أعراض لمثل هذه الحالات أن يعرض على طبيب نفسي، أو على الأقل تتقرّب منه أسرته لتعرف ما هية مشكلته.
وترى الفايد أن المجتمع بحاجة إلى كتب مضادة لكتب الدجل والشعوذة والأوهام، كنوع من الوقاية وأن يكون هناك متخصّصين يطلعوا على مثل هذه الكتب، وأن تكوت هناك حملة حكومية وإعلامية وخطابية، لخلق مناخ فيه وعي.
وبيّنت أستاذ علم النفس ورئيس شعبة بحوث الجريمة والسياسية الجنائية بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، الدكتورة سميحة نصر، أنّ إقدام مثل هذه الحالة على ارتكاب جريمة بحق أقرب الناس إليه، يعتبر مؤشر قوي لإصابته بمرض نفسي أو عقلي، مشيرة إلى أن التعرض للهلاوس البصرية والسمعية والتعرض لكتب السحر قيد يقوي بداخله إحساس الشك في الآخر ومن هم قريبون منه، بالإضافة إلى أن هناك عوامل تدفع إلى ذلك منها أن تكون الشخصية محبطة جدا أو غير قادر على تأكيد ذاتها عن طريق ما هو طبيعي، فتلجأ لما هو غير طبيعي وهو الأوهام والسحر
وأوضحت نصر أنه على الأسرة دور في احتواء المريض قبل أن تتفاقم حالته خاصة إذا انعزل عنهم، وأنه يجب عرضه على طبيب نفسي للوقوف على ماهية مرضه قبل أن يقدم على ارتكاب جريمة، وأن مركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية لم يتعرض لدراسة مثل هذه الحالات بسبب أنها ام ترقى أن تكون ظاهرة وأن معظمها حالات نادرة، تعود أسبابها إلى المرض النفسي، أو إلى الجهل الذي يقود الشخص إلى اللجوء إلى كنب السحر والدجل لتأكيد ذاته وتعزيز تخيلاته.
أرسل تعليقك