توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كشف النقاب عن الأسرار والأعمال الداخلية لعصابة نابولي

"روبرتو سافيانو" كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - روبرتو سافيانو كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية

روبرتو سافيانو و روايته الرائعة «جومورا»
روما ـ مصر اليوم

روبرتو سافيانو واحد من أكثر الرجال المطلوبين من قبل عصابات الجريمة المنظمة (المافيا)، المعروفة باسم «كامورا»، في مدينة نابولي الإيطالية. ودلف الكاتب الذي يبلغ من العمر 39 عاماً إلى عالم الكتب السيئة عن عصابات المافيا بروايته الرائعة «جومورا» التي صدرت في عام 2006، وكشفت النقاب عن الأسرار والأعمال الداخلية لعصابة نابولي، والتي تحولت إلى فيلم، ثم مسلسل تلفزيوني لاحقاً.

وصنعت «جومورا» من سافيانو واحداً من أكثر الشخصيات المناوئة للمافيا في العالم، وهو يعلم علم اليقين أنه يخوض حرباً لن يكتب له النصر فيها أبداً.

وقال سافيانو في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «لا أعتقد أنه يمكن القضاء على المافيا: إنها واحدة من أكثر المنظمات كفاءة في أوروبا». ويصر الكاتب على أن عصابات المافيا الإيطالية قد توسعت إلى ما وراء الحدود الوطنية. إذن، لماذا يواصل سافيانو طريقه؟

قال سافيانو: «الغضب والطموح... الطموح أن تقول: لم تكسروني. ولذلك، فالأمر أيضاً شخصي. ثمة رغبة في أن أنقل هذه القصص إلى العالم».

وتحدث سافيانو وهو جالس داخل أحد الفنادق بوسط العاصمة الألمانية برلين، قبيل العرض الأول في ألمانيا لفيلم: «لا بارانزا يد بامبيني» (أسماك بيرانا المفترسة) أو (أطفال أسماك بيرانا)، حسب التسمية الإيطالية، يوم 22 أغسطس (آب) الحالي. ويستند إلى كتاب أصدره في عام 2016 عن عصابات «كامورا» من المراهقين.

وعرض الفيلم، الذي يشارك فيه مجموعة من الفنانين الهواة، لأول مرة، في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) في دورته للعام الحالي، حيث فاز بجائزة «الدب الفضي» لأفضل سيناريو.

ويقول سافيانو، الذي يخضع لحماية الشرطة منذ 13 عاماً: «هناك رجلان الآن بالخارج، ونحن نجري حديثنا، ولكني أحاول ألا أفكر في ذلك»، مضيفاً أن الحياة تحت رقابة دائمة «مأساة وليست ميزة».

وقبل سنوات، شرح فيلم تسجيلي عن سافيانو أنه يجب التخطيط مسبقاً لجميع تحركاته، قبل يومين على الأقل، لإعطاء حرسه الشخصي الوقت لفحص الأماكن التي من المقرر أن يتوجه إليها. ويعني هذا الوضع الخطير أيضاً أن سافيانو لا يستطيع أن يركب دراجة، أو أن يقود سيارة أو دراجة نارية، ولا يمكنه أن تكون له ارتباطات منتظمة، مثل إعطاء دروس أو دورات أسبوعية، أو حتى الذهاب إلى السينما، إذا لم تحجز كاملة له وحده.

كما جرى رفض صعوده على إحدى الطائرات، حيث إن شركة الطيران «خشيت أن يقضي الركاب رحلة مرهقة للأعصاب إذا ما تعرفوا عليه».

وقال سافيانو: «هذه المواقف تؤلمني بشدة». وأضاف: «لا أخشى الموت، ولكني أخشى أن أواصل حياتي على هذا المنوال. ليس لأنني لا أعرف الخوف، ولكن بعدما سمع المرء الكثير عن الموت، يرى الأمر لا يقلقه». والمافيا عبارة عن مصطلح شامل تنضوي تحته ثلاث جماعات للجريمة المنظمة في إيطاليا، هي: «كامورا» في نابولي، و«كوزا نوسترا» في صقلية، و«ندرانجيتا» في كالابريا.

ويحرص سافيانو على تأكيد أن هذه العصابات «ليست فقط ظاهرة إيطالية: فهناك أيضاً مافيا ألمانية وفرنسية وأسبانية»، ويأسى الرجل لغياب الوعي في أوروبا بشأن هذه النقطة.

وفي ألمانيا، على سبيل المثال، يقول الكاتب في أسى: «انسِ هذا الأمر: لا أحد يتحدث عن المافيا... فقط عندما تقع مذبحة كبرى. وفي أعقاب ديوسبرج، اختفت مسألة المافيا». ويشير سافيانو هنا إلى جريمة قتل ذهب ضحيتها ستة رجال في عام 2007 في «عملية انتقامية نفذتها عصابة (ندرانجيتا) بمدينة ديوسبرج، شمال غربي ألمانيا، وهي جريمة أصابت الألمان بصدمة».

ومنذ ذلك الحين، تعلم «مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية في ألمانيا» أن «(ندرانجيتا) هي عصابة الجريمة المهيمنة في ألمانيا»، ولكن هذا ليس كافياً، وفقاً لخبراء إيطاليين مثل سافيانو.

ويرى سافيانو أن ألمانيا، وغيرها من دول أوروبا، في حالة «إنكار كبير» بشأن إلى أي مدى تغلغلت عصابات المافيا الإيطالية في هذه البلاد، ودائماً «ما تعتقد (هذه البلاد) أنها مشكلة جاءت من الخارج».

وفي إيطاليا، يعد سافيانو شخصية مثيرة للاستقطاب: فاليساريون يوقرونه كمثقف شجاع، أما أنصار اليمين فيمقتونه ويرون فيه استنزافاً لموارد الشرطة، والكاهن الأعلى للكياسة السياسية. وهناك عداء طويل بين سافيانو ونائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إيطاليا المتشدد ماتيو سالفيني، زعيم حزب «رابطة الشمال» اليميني المتطرف.

وقال سافيانو: «لم يكن لدينا أبداً حكومة أقل مناوأة للمافيا من هذه الحكومة»، وقد استنكر تعهدات سالفيني بـ«عدم التسامح مطلقاً» مع عصابات المافيا، ويراها «عملاً تمثيلياً». ووفقاً لسافيانو، فإن سياسات سالفيني المتشددة بشأن الهجرة «ستدفع كثيراً من المهاجرين» صوب الاقتصاد الأعمى (السوق السوداء)، «ليتحولوا إلى أدوات في يد عصابات المافيا».

اقرأ أيضًا:

انعقاد مؤتمر أدباء إقليم القاهرة في قصر ثقافة بنها

كما يزعم روائي الجريمة الإيطالية أن «زملاء» سالفيني في كلابريا قريبون من «مافيا ندرانجيتا»، وأوردت مجلة «لا سيبرسو» اليسارية مزاعم عن هذه العلاقة. وسافيانو صاحب عمود في هذه المجلة.

وفي شهر مايو (أيار) الماضي، نشر الوزير سالفيني مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، هدد فيه سافيانو بسحب الحراسة والحماية التي توفرها الشرطة له. ورأى سافيانو في ذلك تهديداً من زعيم «الرابطة» مفاده: «إذا ما واصلت الهجوم عليَّ، سأتركك وحيداً». وكان رد فعل سافيانو: «لن ترهبني».

قد يهمك أيضًا:

صالون "أركان الثقافي" يستضيف الكاتب ميسرة صلاح الدين

انطلاق المؤتمر العلمي الثالث لثقافة القرية الأحد المقب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبرتو سافيانو كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية روبرتو سافيانو كاتب قصص في مهمة انتحارية ضد المافيا الإيطالية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon