أكدت دائرة السينما والمسرح، أنها تسعى إلى الارتقاء بعملها من خلال وضع خطة مدروسة تشتمل على مراحل عدّة، منها إعادة الجمهور إلى الأعمال المسرحية والسينمائية، وإنتاج أعمال فنية تدر بمردود مادي، فضلاً عن وضع الرقابة على الأعمال المُنتجة، ليتم تقديم عروض ترتقي بالجمهور العراقي، فيما أكّدت وضعها الرقابة على الأعمال الفنية.
واشار المخرج صلاح كرم خلال لقائه وزير الثقافة العراقية إن "المسرح أداة التأثير، والجمهور هو الفئة المستهدفة بهذا التأثير"، منوهاً إلى أن "العائلة العراقية ابتعدت عن المسرح لكون هذا الأخير صار يُقدّم نوعين من الأعمال، الأول هو الاعمال التجارية، الإسفافية والهابطة، والتي لا تنسجم وطبيعة المجتمع العراقي، أما النوع الثاني فيتمثل بالأعمال الغارقة في التجريب والحداثة، أو ما يسمّى بالمسرح النخبويّ"، وقدم عرضا لمشاريع مستقبلية يمكن ان تسهم في تنشيط الحراك الفني في الساحة الفنية العراقية كما وجرى الحديث عن واقع المسرح العراقي ومشاركات العراق الخارجية وكذلك النشاطات والمهرجانات الداخلية وكيفية الارتقاء بها الى مستويات افضل لتكون مشاركات ومهرجانات فاعلة .
وشدد كرم على ضرورة "ترميم وإعادة العلاقة مع العائلة العراقية من خلال تقديم أعمال تنويرية تبعث الأمل في نفوس العراقيين، فضلاً عن التخفيف من حدّة الأعمال التي تُسلّط الضوء على المآسي والنكبات، لأنها مُجسّدة أصلاً على أرض الواقع في حياتنا اليومية"، مضيفًا أن "المسارح في وقت السلم تنتج أعمالاً من هذا النوع الذي يذّكرهم بويلات الحروب ومآسيها، لكن في وقت الحروب تُنتج أعمالاً من نوع مغاير، من محاور الخطة التي وضعناها هو إنتاج أعمال ذات مردود مادي، فلا يعقل أن نقدّم أعمالاً هي نتاج شهور من التمارين بدون مردود مادي، ولذلك فعّلنا موضوعة "شباك التذاكر" منذ نحو شهرين، والنتائج جيّدة، رغم أننا وضعنا أسعاراً مناسبة للبطاقات، وبالتالي هذه المبالغ التي تأتي من هذا الجانب تحقق أشياءً لنا في سدّ بعض الثغرات الموجودة في الدائرة".
وأفاد كرم أن "الدائرة اتخذت قراراً جريئاً بتفعيل الرقابة على العروض المسرحية"، لافتاً إلى أن " دائرة السينما والمسرح قررت إيقاف عرض المسرحية التجارية "بيت الصين" التي تعرض على مسرح سميراميس، وذلك لمخالفتها لشروط قواعد العرض الفني الملتزم"، مضيفًا أن "دائرة السينما والمسرح وجهت انذاراً نهائياً الى المنتج محمد العتابي الذي سبقه طلبات الادارة للمنتج والمؤلف ثامر الشطري بإيقاف العرض حتى يتم حذف المشاهد التي تتضمن الاساءات للذوق العام"، اذ يرى د. فاضل خليل بان "المسرح الشعبي" الذي توافقنا على انه يستخدم اللغة المحكية "اللهجة الدارجة" خطأ كبير لان العرب من الامم النادرة، التي لديها لغة واحدة، بلهجات عدة، فهي لغة للتخاطب اليومي واخرى للخطاب الثقافي ومن هنا يأتي القول ان المسرح الشعبي لا يعني المسرحيات التي تتحدث فقط بالمحكي الشعبي فهي احيانا تأتي من "تراجيديا" لان هدفها الاول وضع هموم الشعوب على خشبة المسرح.
و بدأت ملامح هذا المسرح تنتشر في العراق حصراً ومنذ اواسط الستينيات من خلال مجموعة كبيرة من الفرق المسرحية ابرزها "المسرح الفني الحديث" مطلع الخمسينيات و"المسرح الشعبي" و"14 تموز" و"اتحاد الفنانين" و"مسرح اليوم" وغيرها، تقدم مسرحيات شعبية، اهمها: "النخلة والجيران" التي استوحاها الراحل قاسم محمد من رواية بالعنوان نفسه لغائب طعمة فرمان.
وعلّق د. فاضل خليل على "النخلة والجيران" : امسكت العصا من الوسط لتقديم رواية كبيرة باللهجة المحلية العراقية واحيانا بالكلمات المتدنية في كثير من الاحيان والتي وصل البعض منها الى "الفشورة" مثلما نقول نحن في اللهجة العراقية الشعبية ولكون هذه الكلمات من صلب العمل لم يشعر المشاهد انها اهانة له او انها خدشت سمعه او ان زوجته اصابها الحياء، مضيفًا : "في التسعينيات شهدت مسارح العراق وخاصة العاصمة بغداد ظهور المسرحية "الشعبية الكوميدية" كنوع من الكوميديا الاجتماعية والمتعة للعائلة العراقية وقد سقط الكثير منها في فخ السذاجة والسطحية ونكتة الشارع المقيتة بعيداً عن اهداف المسرح المعروفة وما يجب ان يتركه من جمال في الذائقة واسئلة لدى متلقيه، وبعد التغيير وما شهده العراق من متغيرات عادت اللعبة القديمة للمسرحية الشعبية، الخالية من نصوص هادفة وعناصر تقديم ناجحة من ناحية الاخراج والتمثيل.. تسعى للربح والارتزاق على حساب هذا النوع من المسرح الذي انجز في الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات عروضا شعبية اتسمت بالواقعية، مؤكدا: الكوميديا المستمدة من هموم الناس، تهدف الى بناء ذائقة رفيعة".
ودعت "فنون الصباح" القائمين على شؤون المسرح العراقي لاعادة الروح للمسرح االشعبي، برصانة من خلال اقامة مهرجان للمسرحيات الشعبية، يحتضنه العام 2013 ضمن مشروع (بغداد عاصمة للثقافة العربية) لأن ولادة مسرح شعبي بالمعنى الاكاديمي المسؤول، ظل حلماً يراود الفنانين الحقيقيين طوال الاعوام الاخيرة بعد ان حضرت اعمالا مثل (النخلة والجيران) و(الخان) و(القربان) و(الملا) و(عبود الكرخي) و(الشريعة) و(ايدك بالدهن) و(الرهن) و(الدبخانة) و(النهضة) و(البستوكة) و(حرم صاحب المعالي) و(الخرابة) و(عقدة حمار) وغيرها الكثير الكثير نتمنى ذلك.
وأوضح الفنان الاكاديمي د. ميمون الخالدي لـ"العرب اليوم": "كنا نلون قبل التغيير بالكثير من الظلال وستائر الخوف، وبعد التغيير، يفترض بنا البحث عن الوضوح، لخلق حالة اتصال مع المتلقي من خلال المسرح الشعبي، فكل امم العالم تشتغل على هذا الخطاب، مؤكدا: قبل ربع قرن، ساد مسرحنا الشعبي العراقي نوع غريب من المسرح الجديد وامتدت مظاهره الى الان وهذا كما اسميه "المسرح الهابط" يقدم نفسه على انه مسرح شعبي، وهو خال من رسالة المسرح الشعبي، وقيمته ومفهومه الاجتماعي"، مؤكّدًا أن "المسرح الشعبي هو الذي يتناول ما يهم الشعب، من سلوك وعادات وتقاليد وثقافة، انه مرآة تعكس ما تحمله الناس من هموم، يعبر من خلال نصوصه واعماله عنها بطرق جمالية، موضحا: المسرح الشعبي هو ليس اللغة الدارجة والمحكية فقط، هناك استنباط شفرات توصيل لها علاقة بالحياة اليومية والثقافة الاجتماعية، كما ان ليس الكوميديا وحدها، هي ما يوصل خطابه للناس، بل ان هناك انواعا اخرى، مثل التراجيديا والكوميدي تراجيدي وغيرها، فالمهم ان تكون مواضيعها ذات علاقة بما يجول في داخل النفوس"، ومضيفًا: "المسرح الشعبي مؤسسة ثقافية تحمل صفات المسرح الرصين، فانا ادعو من خلال هذه الفكرة الى عودة مسرحنا الشعبي الذي غاب طويلاً وان يعرف الذين تمرسوا في المسرح التجاري الهابط بان زمن المسرحية الشعبية قد عاد وعليهم الرحيل من الخشبة التي صنعوها لتفاهتهم الفارغة".
وكشف الممثل والمخرج المسرحي الفنان سنان العزاوي أن "القضية في هذا المشروع هي ابعد من دائرة السينما والمسرح، مشيرا الى مرحلة ما بعد التغيير، بالقول: وبعد التغيير ،اصبحنا بحاجة الى تأهيل البنية التحتية للمثقف العراقي ولكن بآلية مختلفة فمثلا ان لا تقدم نصوصاً غارقة في التأويل والشفرات الصعبة لتزداد الهوة بينه والمتلقي، فنحن الان بحاجة لعروض تهيأ من مواضيع ارضية ويومية وبلغة دارجة لتكون "فخاً صحياً" يصطاد كل انواع الشرائح الاجتماعية ليكون الجميع في مصح غايته التأهيل والخلاص مما علقت بذاكرته من الماضي البغيض فقد اصبنا بفايروسات مصدرة من الخارج بسبب المتغير السوسيولوجي (الاجتماعي) الذي رافقه متغير ايديولوجي فكري غير ويغير الكثير من المفاهيم والبعض منها اتت به "العولمة"، داعيا الى زمن جديد من المسرح الشعبي، فيه نصوص شعبية جمالية، تخاطب عقول الشباب من اجل اعادة بنائهم.
وأشارالعزاوي إلى أن "هناك عزوف في المسرح العراقي بالنسبة لوجود العنصر النسوي وهذا سببه ان المتلقي البسيط، يعتمد على حضوره المسرح الشعبي يشاهد "سقط متاع" عمل فيه مهرجون ونساء شبه عاريات، يرفض ان تدخل ابنته او شقيقته معترك المسرح، لأنه يعد المسرحية الشعبية، مرجعاً اولا ونهائيا للاشتغال بالمسرح؛ لذا يمنعهن من دخول هذا المجال المهم، في موقف سببه المسرح الشعبي، الذي طغى بعروضه في السنوات الاخيرة".
ونوّه الفنان عبد جعفر النجار، الذي شارك في العشرات من المسرحيات الشعبية منذ التسعينيات إلى أنه "لا يختلف اثنان على ان المسرح الشعبي اكثر خطورة من مفاصل المسرح الاخرى نظراً لقربه المباشر، من شرائح المجتمع، واستخدام النجوم الذين يشاهدهم الجمهور على شاشة التلفزيون، كما ان المسرح الشعبي في العراق، اعتمد على الشكل الكوميدي الصرف، ومن هنا تأتي خطورته في الا تخدش الكوميديا الحياء او تسيء للأعراف الاجتماعية، فالدعوة لإقامة مهرجان للمسرح الشعبي، مطلب يتمناه الجميع، لتوضيح الانموذج الامثل؛ لأن المسرحيات الشعبية التي قدمت سابقا تحتاج بناءً نصياً واخراجاً مكتملاً كذلك المجسدون الذين لابد ان يعرفوا خطورة رسالتهم الثقافية والفنية والاخلاقية"، وتابع: "لا حدود في المسرح للاختيار والمناقشة ولكن أتمنى للمسرح الشعبي الآتي الابتعاد عن الابتذال وان القائمين عليه هم اول من يدعون عوائلهم لمشاهدة عروضه التي يجب ان تخلو من كل ما لحق به من تهم وتشويش وخراب للذائقة، ويبقى الدور للفن الراقي الذي يؤثر سريعا في نفوس المتلقين، فالمسرح الجماهيري يحتاج قاعات عرض اكثر متانة وانارة جيدة وممثلاً واعياً لدوره، وايجاد موضوع ونص واخراج؛ ما يجعل الجمهور زبوناً دائما".
وكشف الفنان خليل ابراهيم، ذو التاريخ الفني الحافل بالكوميديا الشعبية، أن "الدعوة مباركة لإقامة مثل هذا المهرجان، لكن كيف نعيد من كان يكتب نصوص المسرح الشعبي في الثمانينيات، لو اتفقنا على وجود نجوم الكوميديا، كذلك عنصر الاخراج، وكيفية اظهار ما يحمله موضوع المسرحية بحلة جديدة، كما ان السنوات الاخيرة انتجت جمهورا يضحك لأية قفشة او نكتة ساذجة وهذا سببه ما قدم من اعمال هابطة، والان علينا ان نعيد ما خرب من الذائقة الشعبية، بان يبدأ هذا المهرجان بمعرفة اين تكمن مساوئ المسرحية الشعبية"، وخالفه الفنان سعد عزيز قائلًا :"الحقيقة تكمن في اعادة انتاج المسرحية الشعبية ومفهومها؛ لان المسرح الشعبي في اذهان المتلقي تعني الكوميديا، وهذا مفهوم خاطئ، لا ينتمي لأصول المسرح الشعبي، فالجميع يعرف ان المسرح بدأ من الطقوس الدينية الشعبية، وكتب برتولد بريشت اعماله باللغة الالمانية الشعبية، مقدما مسرحيات "الام الشجاعة" و"الانسان الطيب في ستسوان" و"بونتيلا وتابعه ماتي" التي عرقت بعنوان "البيك والسايق"" مؤكدا: "خيطً يفصل بين الاسفاف والكوميديا الشعبية النظيفة كذلك التراجيديا الشعبية النظيفة"، وطرح عبد الصاحب حلولا: هناك حلول لهذه القضية، منها سحب وانتاج الموروث العراقي الخالد بأدوات ورؤى جديدة، واضافة ما يحصل وحصل في الواقع عليها لتكون ملائمة للعصر الراهن ومتغيراته، ويضرب عزيز مثلاً: "عقدة حمار" التي اخرجها د. فاضل خليل، نموذجا لو اعيدت الان و "البيك والسائق" و"حرم صاحب المعالي" و"والبستوكة" و"الخرابة" وهناك اعمال حملت رؤى معاصرة، بالإمكان اعادة انتاجها وتقديمها، مثل "الكفالة" و"حتى اشعار آخر" و"ساعي البريد" ومخرجها د. سامي عبدالحميد، حي يرزق، فلماذا لا نفكر بأسقاط رؤى الواقع الجديد لإعادة انتاجها؟ و"ترنيمة الكرسي الهزاز" اخراج الراحل د. عوني كرومي وغيرها
وقال المخرج المسرحي ابراهيم حنون إن "عودة المسرحية الشعبية الان، مطلوبة فهي ملازمة للهموم والمرحلة الحالية وتناقضاتها الاجتماعية والسياسية، وانا اقصد المسرحية الشعبية الخالية من سحب الشارع الى المسرح، من خلال عرض متأمل لا يعتمد القفشات والتعليقات الساذجة، بل يلتزم استراتيجيات العرض الشعبي القائمة على ان يكون مكتسباً للشروط التجريبية والاشتغال على الفضاء، فلا يعني ان تؤسس لعرض شـــــــعبي تسجل فيه هذه المقومات وصولاً الى الاداء الذي تخلصه من طرائقه اليومية، فالمسرح الحقيقي له اصول مهما كانت شفرته وخطابه، فهناك اعمال قدمت في السنوات الاخيرة كانت غير جيدة، وليس فيها ابتكار، ونحن من دعاة التجديد والابتكار في المسرحية الشعبية الجديدة"، الكاتب المسرحي مثال غازي ، يتوافق مع مقترح (ملحق فنون) بتنظيم مهرجان للمسرح الشعبي، بقوله: انا مع فكرة ان تقوم دائرة السينما والمسرح بهذا المشروع الحيوي، وبمواصفات وشروط معينة، على مسؤولية لجنة لمشاهدة الاعمال، التي يجب ان تتطهر من كل ما لحق بالمسرح الشعبي من اسفاف وابتذال، ويتابع غازي مضيفاً: لدينا في الدائرة اربع فرق هي: (الرواد) و(الوطنية) و(المسرح الجماهيري) و(الطفل) مقصرة عن تقديم المسرحية الشعبية في العام الماضي، باستثناء المسرحية التي قدمها الفنان حيدر منعثر وجلال هادي، في ختام الموسم، وهي غير مخطط لها، موضحا: امكانيات الدائرة محدودة، لكن من المفروض ان يتلقى المهرجان دعما من جهات حكومية وثقافية، وفي كثير من دول العالم ومنها اميركا هناك مصارف تدعم مثل هذه المهرجانات والفعاليات.
وأيد الكاتب مثال غازي تنظيم مسابقة للنصوص الشعبية، من خلال لجنة تشكل لهذا الغرض، لا كما حدث في افلام مشروع (بغداد عاصمة الثقافة) فالنص الشعبي الذي لا يتجاوز الساعة الواحدة مع وجود مخرج جيد ومجسدين يعرفون اهمية وخطورة ومسؤولية المسرحية الشعبية، سينجح هذا المهرجان ويكون تقليداً سنوياً في مسرحنا العراقي صاحب الجذور والتاريخ المشرف.
وأوضح الفنان الكوميدي حافظ لعيبي : "طوال مسيرتي الفنية، منذ السبعينيات، شاركت في عشرات المسرحيات الشعبية، التي عرضت في بغداد والمحافظات، اتمنى مسرحية شعبية ملتزمة رصينة، تتابعها العائلة العراقية، من دون ان تمس شيئاً من حيائها"، مؤكدا:"أنا اقف ضد من حاول ويحاول ان يشوه هذا النوع من المسرح، والدعوة لإقامة مثل هذا المهرجان، تصل متأخرة خير من الا تصل ابدا، المطلوب هنا ان يضع القائمون على المهرجان ضوابط وحسابات، للأعمال المشاركة كما اتمنى ان تكون هناك لجان لفحص النصوص، وجوائز مغرية للأعمال الفائزة، بغية تشجيع العاملين فيها، ومن واجب المهرجان ان يوزع الاعمال المتميزة على المحافظات، تطوف العراق شماليه وجنوبيه، داعيا لجعل مهرجان (المسرح الشعبي) تقليداً ثقافيا، بعد ان تحولت الاعمال.. باسم المسرح الشعبي.. الى الضحك على الجمهور لا ضحاكة"، اما المخرج المسرحي علاوي حسين فاكد اهمية اقامة هذا المهرجان، اذ قال: في التسعينيات بدأت مظاهر التغيير ،على ملامح المسرحية الشعبية التي كانت تمثل احدى المحطات الاجتماعية والفنية للكثير من العوائل العراقية، في فترات السبعينيات وحتى الثمانينيات، اذ قدمت في التسعينيات اعمال مخجلة، باسم الترفيه عن الناس، شهدت نوعاً من الكوميديا الساذجة، والدعوة الان لاعادة هيبة هذا المسرح من جديد لتعود اليه العائلة العراقية التي اتعبتها احداث السنوات الاخيرة كما يعد لبنة قديمة / جديدة في ارساء تقاليد مسرحية غابت عنا بسبب ما مر به العراق، فالمسرحية الشعبية الحقيقية هي ما نحتاجه اليوم لنجد فيها متنفساً لأوجاعنا وهمومنا حتى لو كان البعض منها لا يحمل الكوميديا .
أرسل تعليقك