توقيت القاهرة المحلي 07:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعود إلى سيدة ماتت في العقد السادس من العمر بنوبة قلبية

حل لغز "مومياء المرأة الصارخة" في مصر التي حيرت العلماء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حل لغز مومياء المرأة الصارخة في مصر التي حيرت العلماء

الدكتور زاهي حواس
القاهرة ـ مصر اليوم

تمكن عالمان مصريان من حل لغز "مومياء المرأة الصارخة" من الخبيئة الملكية في الدير البحري، حسبما جاء في دراسة نشرت حديثا في إحدى المجلات العلمية الدولية، وكشف البحث الذي أجراه الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار الشهير ووزير الآثار الأسبق المصري، والدكتورة سحر سليم، أستاذة الأشعة بجامعة القاهرة والمتخصصة في أشعة الآثار، عن تصلب شديد في شرايين القلب التاجية للأميرة المصرية، أدى إلى موتها فجأة بنوبة قلبية، وقد حفظ التحنيط المصري القديم وضعية جسدها لحظة الوفاة لقرابة الثلاثة آلاف عام.

وهذه هي القصة كاملة.
وفي العام 1881، تم اكتشاف خبيئة الدير البحري الملكية في الأقصر، حيث قام كهنة الأسرتين 21 و22 بإخفاء أعضاء ملكيين من أسر سابقة لحمايتهم من لصوص القبور، واحتوت خبيئة الدير البحري الملكية على "مومياء الرجل الصارخ" والتي أثبتت الدراسات الحديثة بالأشعة المقطعية أنها تعود للأمير بنتاؤر، ابن الملك رمسيس الثالث، والذي أُجبر على الانتحار شنقا عقابا له على تورطه في قتل أبيه الملك رمسيس الثالث في ما يعرف بمؤامرة الحريم. وتم عقاب الابن القاتل بعدم تحنيط جثته ولفها بجلد الغنم، مما يشير إلى أنه اُعتبر (نجسا) ومصيره الجحيم في الآخرة، في الوقت الذي كانت فيه المومياوات الأخريات ملفوفة بالكتان الأبيض ومحنطةً بعناية.

كما احتوت نفس الخبيئة الملكية في الدير البحري على مومياء لامرأة تظهر على وجهها علامات الرعب والألم والصراخ وعرفت بـ "مومياء المرأة الصارخة" فرأسها مائل إلى الجانب الأيمن وساقاها مثنيتان وملتفتان عند الكاحل، في الوقت الذي كانت فيه المومياوات الأخريات مغلقة الفم ومستلقية مستقيمة الجسد.
فما حقيقة "مومياء المرأة الصارخة"؟ وكيف ماتت؟ ولماذا تم حفظها بشكل مختلف لم يُر من قبل؟ وهل لاقت "مومياء المرأة الصارخة" نفس مصير بنتاؤر فتم عقابها بالموت ولم تحنط بالطريقة الملكية كباقي الأميرات؟

من هي صاحبة "مومياء المرأة الصارخة"؟
تشير الكتابات باللغة الهيراطيقية على لفائف الكتان حول مومياء "المرأة الصارخة" إلى أنها "الابنة الملكية، الأخت الملكية ميريت أمون". ومع ذلك، اعتبرت المومياء غير معروفة فسميت بـ "مومياء المرأة غير المعروفة إيه"، حيث كان هناك العديد من الأميرات بنفس الاسم، على سبيل المثال ميريت أمون ابنة الملك سقنن رع من نهاية الأسرة السابعة عشر (1558- 1553 قبل الميلاد)، وكذلك ميريت أمون ابنة الملك رمسيس الثاني (1279-1213 قبل الميلاد) من الأسرة التاسعة عشر.

وتشير نتائج تصوير الأشعة المقطعية التي أجراها الدكتور زاهي حواس والدكتورة سحر سليم، إلى أن المومياء تعود لسيدة ماتت في العقد السادس من العمر وأن جثمانها (وعلى العكس من بنتاؤر) قد نال عناية بالغة من المحنطين الذين أزالوا الأحشاء ووضعوا مواد باهظة الثمن مثل الراتنج والحنوط المعطرة في تجويف الجسم واستخدموا الكتان الطاهر في لف المومياء.
وبالتالي فإننا نفترض أن ظروف وفاة "مومياء المرأة غير المعروفة إيه" كانت مختلفة عن حالة بنتاؤر أو "مومياء الرجل الصارخ". لكن لماذا لم يتمكن المحنطون من وضع جسد الأميرة في حالة الاستلقاء؟ ولماذا لم يتمكنوا من تأمين غلق الفم كما كان المعتاد مع باقي المومياوات الملكية؟ ما الذي حدث فمنع المحنطين من إتمام مهمتهم؟، حيث تشير نتائج التصوير المقطعي المحوسب أن "مومياء المرأة غير المعروفة إيه" كانت مصابة بمرض تصلب الشرايين شديد الدرجة، والذي أصاب العديد من شرايين الجسد.

ولقد عرف الطب المصري القديم "النوبة القلبية" وربطها بالموت. ومما يدل على ذلك السطور من بردية الطب المصري القديم المعروفة ببردية إيبرس، التي تقول مخاطبة الطبيب منذ أكثر من 3500 سنة: "عندما تفحص رجلا يعاني من آلام في معدته، ويعاني من آلام في ذراعه وصدره فهذا هو مرض واد (المرادف للنوبة القلبية)، يجب أن تقول له إن الموت يقترب منه".
فأثبت فحص الأشعة المقطعية لـ "مومياء المرأة غير المعروفة إيه" أنها عانت من تصلب في شرايين القلب التاجية الأيمن والأيسر وكذلك شرايين الرقبة وشريان الأبهر البطني والحرقفي وكذلك شرايين الطرفين السفليين والساقين، حيث تفترض الدراسة أن جلطة الأوعية التاجية لـ "مومياء المرأة غير المعروفه إيه" سببت تلف عضلة القلب، مما أدى إلى موتها الفجائي بنوبة قلبية.

وتسبب الموت في ميل الرأس إلى الجانب الأيمن وارتخاء عضلات الفك، مما أدى إلى فتح الفم. وتشير الدلائل إلى أن المتوفاة ظلت لفترة كافية لعدة ساعات على هذه الوضعية، قبل أن يتم اكتشاف الجثمان، فأدى التشنج الذي يعقب الموت إلى تيبس العضلات والمفاصل وإبقاء مومياء الأميرة على وضعية الوفاة هذه فلم يتمكن المحنطون من تأمين إغلاق الفم أو وضع الجسد في حالة الاستلقاء كما كان المعتاد مع باقي المومياوات، حيث يبدو أنه لم يهمل المحنطون عملهم عن عمد ولكن ظروف الوفاة أدت لوضعية المومياء هذه وغير المعتادة.
وأظهرت صور فحص الأشعة المقطعية أن المحنطون لم يستخرجوا مخ المومياء، حيث لا يزال يرى المخ بداخل تجويف الجمجمة، ولكنه يميل إلى الجانب الأيمن وذلك لوضعية الجسد على هذا الجانب عند الموت وبعد التحنيط، حيث ساعدت الدراسات السابقة التي قام بها دكتور زاهي حواس ودكتور سحر سليم على المومياوات الملكية باستخدام الأشعة المقطعية على تحديد ملامح التحنيط في الأسر المختلفة.

وترجح هذه الدراسة، من خلال ملاحظة خصائص طريقة تحنيط "مومياء المرأة الصارخة" (مثل عدم استخراج المخ) أنها قد تكون ميريت أمون ابنة الملك سقنن رع، من نهاية الأسرة السابعة عشر 1558-1553 قبل الميلاد وليست ابنة الملك رمسيس الثاني (1279-1213 قبل الميلاد) من الأسرة التاسعة عشر.
وسيستكمل دكتور زاهي حواس مع دكتورة سحر سليم وبقية الفريق العلمي مشروع المومياء المصري وعمل فحوصات الـ DNA على مومياء "المرأة الصارخة"، مما قد يساعد على تأكيد هويتها.

قد يهمك أيضـــــــًا  :

الكشف عن حالة نادرة لتحنيط مومياء تمساح في مصر الفرعونية

أول دراسة بالأشعة تفجّر مفاجآت عن أسرار "مومياء فرعونية مركبة"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل لغز مومياء المرأة الصارخة في مصر التي حيرت العلماء حل لغز مومياء المرأة الصارخة في مصر التي حيرت العلماء



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon