توقيت القاهرة المحلي 07:02:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معرض يضمّ 70 عملًا للفنانة المصرية هبة حلمي

حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في "اسمي أزرق"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في اسمي أزرق

حكايات أفران الخزف وبهجة الطين
القاهرة ـ مصر اليوم

في واحدة من أقدم مناطق صناعة الخزف في التاريخ، وهي منطقة الفسطاط القديمة وسط القاهرة، تستكشف الفنانة المصرية هبة حلمي وتُمارس شغفها الجديد بفن الخزف، وذلك في ورشتها التي تقع وسط ورش عشرات الفنانين الذين ينتظرون أمام أفران الخزف خروج مواليدهم الفنية الجديدة، لتجمعهم منطقة تاريخية ذات طاقة إلهامية مُتجددة تصفها حلمي بقولها: «أسست ورشتي في المكان نفسه الذي كان مركزاً لصناعة الخزف تاريخياً منذ المصريين القدماء مروراً بالعصر الإسلامي بمراحله. أعمل بجانب كبار المعلمين، الذين يمنحون الطاقة والمعرفة لسيدة مثلي تعيش اليوم في القرن الحادي والعشرين».

ولعل تلك الطاقة والشغف المتنامي بفن الخزف الذي وجد طريقه في مشروع الفنانة هبة حلمي، قد وصل نتاجه لمجموعة خاصة أطلقت عليها «اسمي أزرق» التي تتراوح بين نحو 70 عملاً ما بين أعمال خزفية ولوحات تصويرية تُعرض حالياً في غاليري «موشن آرت» بالقاهرة، ويستمر حتى 27 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

تجد الفنانة هبة حلمي في الخزف عالماً فنياً مليئاً بالدهشة، على حد تعبيرها، تقول: «عادة ما يقترن الفن بالأخطاء خلال خطوات العمل والتنفيذ، وتلك الأخطاء هي ما ينتج عنها استكشاف الجديد، خاصة في الخزف، الذي يعتمد على التشكيل من جهة، ومفاجآت نتيجة حرقه في فُرن الخزف، الأمر الذي يمنح الخزّاف متعة محاولة السيطرة على اللون، وانتظار اللون الذي ستمنحه الحرارة للنتيجة النهائية للعمل وتدريجاته».

ويلعب اللون في هذا المعرض دور البطولة، بداية من عنوانه ذي المسحة الأدبية «اسمي أزرق» الذي يشي بالحالة اللونية التي تسود أعمال المعرض من درجات الأزرق المتعددة، حيث تسود درجة أزرق زهرة اللوتس المصرية القديمة، مروراً بالأزرق البحري، والمعدني، والأرجواني، وتعتبر الفنانة أنّ اللونين الأزرق والذهبي أساسيان في التعبير عن روح العالم القديم ومنبع الكتابة والخط والخزف الذي يعد هو جوهر مشروعها الفني.

تتحدث هبة حلمي عن التشكيل بالاستعانة بالطين تقول: «الطين مادة حُرة، وأنا لا أقوم في المقابل بلي ذراع تلك الحرية، بل أجد نفسي أتماهى مع تلك الحرية، وصنعت منه أشكال أقرب للشقافات القديمة والأطباق والمنحوتات»، وقد منحت الفنانة الشقافات الفخارية التي ظهرت في المعرض شقوقاً وتعرجات تُحيل لملمس القطع الأثرية القديمة التي تمنحها خيوط اللون الذهبي مزيداً من الإمعان في الحالة القديمة، والتي تستلهمها هبة حلمي من فنون الحضارة اليابانية القديمة حيث كانوا يقومون بتصليح كسور الأسطح الخزفية بمعدن الذهب، وهو مبني على فلسفة الـ«وابي سابي» اليابانية القائمة على تقدير الأشياء الناقصة أو العابرة أو غير المُكتملة، فقامت في معرضها بتحية تلك التقنية الفنية القديمة بملء شقوق الخزف بالاستعانة بورق الذهب.

ولعل هذا التكنيك المُستلهم من حضارة آسيوية قديمة، يتعانق وروح المعرض الذي يجد في الحضارات القديمة منهلاً لفنونه، فقد استعانت الفنانة أيضاً بتكنيك البريق المعدني في الخزف الذي كان يُستخدم في العصور الإسلامية القديمة، وكذلك الخط العربي الذي استعانت به كحليّات زخرفية على سطح بعض الأعمال الخزفية واللوحات التصويرية، في امتداد لاهتمامها وشغفها الفني والشخصي بالخط العربي الذي تتلمذت على يد «أسطواته»، وأبرزهم شيخ الخطاطين محمد حمام الذي رحل عن عالمنا هذا العام.

ووفق حلمي فإنّ الخزف يمنح الفنان صلة مباشرة بكثير من الروافد المعرفية الأخرى أبرزها الكيمياء ومعادلاتها التي تتدخل مباشرة في تحديد درجة لون الخزف بعد حرقه، وكذلك تأثير درجة حرارة الجو «يتأثر الخزف باختلاف درجات حرارة أو برودة الجو». وتضيف: «أضافت ممارسة الخزف لي كل هذا الاتصال المباشر بتأثيرات الجو ودرجات الحرارة، وما زلت أمارسه بخلفيتي كرسامة في المقام الأول وانفعالي بمشاهداتي المبكرة مع (أسطوات) هذا الفن لعل أبرزهم الفنانة السويسرية إيفيلين بوريه، التي أسست مدرسة الفخار والخزف في محافظة الفيوم منذ ستينات القرن الماضي، وكذلك فناني الفسطاط القديمة، وحتى زياراتي لمتحف الفن الإسلامي الذي يعج بفنون الخزف القديم».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

فيلا إمباين واحدة من أجمل روائع الفن المعماري في بروكسل

المقرنصات منحوتات تجريدية تحاكي الطبيعة بمنهجية إسلامية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في اسمي أزرق حكايات وأسرار أفران الخزف وبهجة الطين في اسمي أزرق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon