الرياض ـ مصر اليوم
مع إيقاع العصر السريع الذي قلّص من أوقات القراءة لدى الكثير من الناس، تنبّه شبان سعوديون لذلك، مقررين الدخول إلى عالم البث الصوتي الإلكتروني، ليطلقوا بودكاست «ساندويتش ورقي»، قبل نحو 4 سنوات، ليصل عدد مستمعيه اليوم إلى أكثر من 5 ملايين مستمع عربي، وهو «بودكاست» أشبه بوجبة سريعة التحضير، يقدم خلال دقائق معدودة قصة كتاب وقصة القارئ مع الكتاب، مما يمنح المستمع فرصة التعرف على الكتب وملخصاتها في وقت قصير.
وتبدو فكرة تقديم المعرفة على هيئة ساندويتش لذيذة أمر ظريف، لكنه منهك، كما يصفه أنس بن حسين، مؤسس البودكاست، الذي يوضح أن المواد الأصلية الأولية لإعداد حلقات البودكاست هي «الكتب» التي يقدم البودكاست ملخصاً لها، ويضيف: «هذا المشروع شجعنا على البحث العلمي وبالتالي التوسع في المعلومة بشكل أفقي». ويُشترط أن يكون الكتاب غير عربي، ولم يترجم، أو لم يأخذ حقه في الانتشار «عربياً»، وهي معضلة أخرى تزيد من تفرد البودكاست الذي تجاوز 115 حلقة حتى الآن. وعن بداية الفكرة، يبين بن حسين أنها انطلقت أثناء ابتعاثه للدراسة في الخارج، عندما كان يستمع إلى الراديو المحلي لمدينة ليستر البريطانية، وأثار ذلك شغفه للبحث والتعرف أكثر على عالم المواد السمعية.
أقرأ أيضًا:
الجنيه المصري جاء اسمه من الجِن بسبب أخطاء القراءة في اللغة العربية التقليدية
لكن هل من الممكن أن يحل البودكاست مكان الكتاب كبديل للمعرفة؟، يرى بن حسين استحالة ذلك، ويقول: «نحن نعرض الكتاب ونجمّله في عين القارئ، كي يذهب لقراءته، فلسنا بديلاً عن القراءة». ورغم ما يصفه بن حسين بـ«الحقيقة المزعجة» في تواضع معدلات القراءة بين الشبان، إلا أنه يؤكد أن هدفهم هو تحفيز القارئ على الذهاب إلى المكتبة، ويضيف: «عصر الكتب الورقية لم ينتهِ، ونحن نريد الحفاظ عليها، ونشجع على اقتنائها».
ويوضح بن حسين خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هذا البودكاست انطلق من الإيمان بفكرة أن «القراءة عملية تفاعلية وعلاقة ديالكتيكية بين نص وقارئ، وهو ما جعلنا نتحرك»، هذا الهاجس الذي يصفه خرج منه ساندويتش ورقي (بودكاست، مدونة صوتية، برنامج إذاعي). وعن الهدف يقول «أن يسهم في تحويل الكتاب إلى عرض مسرحي شائق، مقطوعة موسيقية أخّاذة، لوحة فنية آسرة».
ويردف: «نحاول أن نجعل الكتاب وجبة تنافس في إثرائها أطروحات نعوم تشومسكي وفي أدائها تمثيل روبرت دينيرو وفي تشويقها مسلسل (قيم أوف ثرونز)». ويوضح أن البودكاست الذي بدأ بميكروفون درجة خامسة واستوديو بسيط، وبارتجال في الإلقاء وطريقة حوارية عادية بين صديقين، أصبح يعمل الآن في استوديو متكامل، لمناقشة كتب أكثر عمقاً، ويتوقع القائمون عليه أن ينتقلوا للمرحلة التالية، وهي تواصل مباشر حي وتفاعلي 100 في المائة مع كل من له اهتمام بالقراءة.
ويتفاءل القائمون على بودكاست «ساندويتش ورقي» في مستقبل صناعة البودكاست الثقافي في السعودية، والذي بات شكلاً رائجاً للمهتمين بعالم الكتب والمكتبات، حيث يقول بن حسين إن البودكاست سيطلق تطبيقه الخاص في 2020.
وقد يهمك أيضًا:
المفكر النابلسي يؤكد أن الإسلام يحث على طلب العلم
الإماراتي خالد الخوري يؤكد أنه سعيد بتكريمه في تونس بجائزة "القلم الصحفي"
أرسل تعليقك