القاهره - مصراليوم
اكتشف فريق بحثي دولي تقوده ستيفاني بانزر، الباحثة بقسم الأشعة بجامعة باراسيلسوس الطبية في ألمانيا، أول حالة تسمم بالرصاص في مصر القديمة، كانت تخص طفلاً توفي في سن السابعة أو التاسعة.وتوصلت بانزر ورفاقها لهذا الاكتشاف، الذي تم توثيقه في العدد الأخير من «المجلة الدولية لعلم الآثار»، أثناء فحص 21 من مومياوات الأطفال من مصر القديمة باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، للتحقيق في مدى انتشار خطوط توقف النمو، والمعروفة أيضاً باسم «خطوط هاريس».وهذه الخطوط عبارة عن صفائح عظمية موجهة بشكل عرضي في منطقة نمو العظام الطويلة، وتتشكل بسبب توقف النمو، وتكون مرئية فقط في التصوير الشعاعي، ويمكن تقدير العمر الذي تشكلت فيه من خلال صورة الأشعة، وتحدث نتيجة لسوء التغذية أو المرض.
وبينما عثر الباحثون على تلك الخطوط في 18 مومياء من أصل 21 (نسبة 86 في المائة)، كانت هناك حالة فريدة لطفل عانى من تسمم الرصاص، الذي تم اكتشافه من وجود ما يعرف بـ«خطوط الرصاص».ويتم رؤية هذه الخطوط أثناء نمو العظام في الطفولة، وهي ذات كثافة إشعاعية، وتظهر في الجزء من العظام الطويلة الواقع بين الكردوس، وهو «النهاية المستديرة لهذهالعظام»، وجسم العظم، وتحدث بسبب زيادة التكلس الناتج عن خلل التمثيل الغذائي في العظام المتنامية، الذي يزداد مع زيادة مدة التعرض للرصاص.
ويقول الباحثون في مقدمة دراستهم، إن هذه المومياء ذات الخطوط الرصاصية، هي أول حالة من الأدلة الإشعاعية على التسمم بالرصاص من مصر القديمة، وكانت بارزة بشكل خاص في العظام حول الركبة، ووجدت أيضاً في الذراع، بعظم العضد القريب ونصف القطر البعيد.ولم يجد الباحثون صعوبة في تفسير سبب معاناة تلك الحالة من التسمم بالرصاص، حيث كانت معادن النحاس والقصدير والحديد والرصاص، شائعة للاستخدام اليومي في مصر القديمة، واستخدم الرصاص على وجه التحديد كمركب في الأحبار، وفي تركيبة صبغات الشعر ومساحيق التجميل والكحل التجميلي للعين.والمومياوات التي تم فحصها بالدراسة من مقتنيات متاحف ألمانية (18 مومياء) وإيطالية (مومياء) وسويسرية (مومياوتان)، وتعود أقدم هذه المومياوات إلى المملكة القديمة (حوالي 2686 - 2160 قبل الميلاد)، لكن معظمها تعود إلى الحقبة الهلنستية (332 - 30 ق.م) والرومانية (30 ق.م - 395 م).
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
زاهي حواس يكشف ٣٠ تميمة أحجار كريمة من نتائج أبحاثه عن الملك أمنحتب الأول
العناني يركد أن موكب المومياوات وطريق الكباش أسهما في توفير عدد كبير من الوظائف
أرسل تعليقك