c باليه آنا كارنينا دراما راقصة لرائعة تولستوي - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 13:54:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجوب بها فرقة "دي ميلانو" مسارح العالم

باليه آنا كارنينا دراما راقصة لرائعة تولستوي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - باليه آنا كارنينا دراما راقصة لرائعة تولستوي

دار الأوبرا المصرية
موسكو ـ مصر اليوم

إرث أدبي كلاسيكي يتحول إلى دراما، تكتب كلماتها بالأنغام والحركات على مسارح العالم، إنها تراجيديا «آنا كارنينا»، رائعة ليو تولستوي الأدبية عن الصراع بين عاطفة الأمومة والحب، التي لا تفقد بريقها. بلمسات فنية، تمزج الرقص المعاصر بحركات الباليه الكلاسيكية، تواصل فرقة باليه «دي ميلانو» تقديم عروضها في عدد من دول العالم، من بينها مصر، حيث قدمت الفرقة أخيراً عرضاً على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية، استطاع خطف الأنظار، نظراً لحركاته التعبيرية المميزة، التي ترافقها موسيقى الموسيقار الروسي تشايكوفسكي، ورؤية مصمم الرقصات الإستوني تييت كاسك، الذي قرر أن يبرز ما اختزله تولستوي بين السطور.

يقع العرض في فصلين، يضم الفصل الأول 8 مشاهد مفعمة بالحيوية، ويبدأ بمشهد تعريفي عبر الحفل الراقص الذي نتعرف فيه على كل الشخصيات، ونلمس آفاق الصراع الذي سيحدث فيما بينها لاحقاً، ويجمع المشهد بين حركات الرقص الجماعي، ثم الرقص الثنائي، والرقص المنفرد. تطل الأم والزوجة الارستقراطية آنا كارنينا بحركات رشيقة وقورة على خشبة المسرح، تأسر القلوب من حولها بأناقتها، إلى أن يطلبها الضابط فرونسكي للرقص، وعلى الفور تبدأ شرارة الحب بينهما، فتحلق الباليرينا آريانا كابوديكاسا برشاقة الفراشة مع الراقص الباليرينو أليساندرو أورلاندو بحركات تشع بوهج رومانسي، تجتذب أنظار من حولهما في الحفل، تبدأ آنا في الابتعاد عنه خشية أن تقع في غرامه، بينما تبتعد الشابة كيتي عن فرونسكي الذي يتجاهلها، وتعلق بجنون بحب آنا.

تغادر آنا سريعاً هاربة إلى عاصفة ثلجية، ويبدأ المشهد الثاني؛ حيث تصعد آنا إلى القطار محاولة قراءة رواية بين يديها، لكن عقلها يشرد مع فرونسكي، وإذا به يصعد منتظراً القطار، تحاول آنا الهروب منه، فهي تعرف أن قصة حبهما لن تكتب لها النهاية السعيدة.

في المشهد الثالث، تغادر آنا القطار، لتجد زوجها وابنها في انتظارها، يجبرها زوجها كارنين على تأبط ذراعه، وكأنه يجرها خلفه لتنقاد وراءه، في وداعه تنساق آنا وتعلو وجهها علامات اللامبالاة، لكنها في الوقت ذاته تشعر بنفور من طريقة معاملة زوجها وعدم اكتراثه لها، بينما يزيد إعجابها بفرونسكي الذي يقدم نفسه لزوجها، بينما تجاهله الزوج.
نتعرف في المشهد الرابع على جوانب أخرى من شخصية زوج آنا، حيث يقبل بتودد إحدى الصديقات له، في وجود آنا وابنهما، تتجاهلهما آنا، وتنصرف للاهتمام بابنها، وتشجعه على تقديم أنشودة روسية تقليدية، ثم تصطحبه المربية خارج الغرفة.

في المشهد الخامس، يتألق بطلا العرض في إبراز الصراع بينهما، عبر الإيماءات والتعبيرات الجسدية، إذ يلتقي كارنين بفرونسكي في حفل شاي للطبقة العليا من المجتمع، ويلحظ كارنين فرحة كل من فرونسكي وآنا باللقاء، لا يتمكن من السيطرة على غضبه، فتطلب منه آنا الانصراف على الفور، بحركات تعبيرية بأيديها وقفزات تعبر عن رغبة في التحرر والانطلاق.
برع المصمم تييت كاسك في إخراج المشهد السادس حيث يروي بالرقص الجدال بين كارنين وزوجته، بعد أن انتظرها في المنزل، فبرقصات وأرجل قوية تضرب خشبة المسرح يعبر الراقص عن غضب كارنين من زوجته، وإحراجها له أمام الناس دون كلمات، وتبدأ الراقصة في التعبير عن حالة آنا التي تواري حقيقة حبها، وفي الوقت نفسه تخجل من البوح والاعتراف وتحاول نفي الشكوك حولها.

أقرأ أيضًا:

الاحتفال بالذكرى العشرين للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا

يبدأ التصاعد الدرامي للأحداث، إذ تتجادل آنا مع فرونسكي، معبرة عن صراعها المرير بحركات باليه معاصرة أكثر تعقيداً، ويحاول فرونسكي أن يهدئ من روعها، لكنها تواجهه برغبتها بقطع علاقتها به، نجد فرونسكي يؤدي بحركات دائرية رشيقة وتوظيف لحركات باليه كلاسيكية، مع الأداء التمثيلي، ليقنعها بالاستماع لقلبها والعزوف عن قرارها، فتستسلم للحب.
يبدأ الفصل الثاني من الباليه بمشهد سباق الخيل؛ حيث يسقط فرونسكي من على خيله، لتصدر من آنا شهقة عالية تكشف مشاعرها حياله، يغضب زوجها كارنين، فيجرها بعنف للرحيل للمنزل، لكنها تنهار وتعترف له بحبها لفرونسكي، في مشهد تمثيلي مؤثر، ويمنعها كارنين من رؤية ابنها.

تغادر آنا لتذهب إلى فرونسكي الذي يواسيها ويشفق عليها، يحاول تخفيف معاناتها ظناً منه أن حبه لها قد ينسيها عاطفتها تجاه ابنها، وتجسد الحركات الراقصة الناعمة والخشنة هنا الاضطرابات التي تحيط بحياتهما وتهدد حبهما. بعد لحظات يقسم المسرح ببراعة لغرفة الطفل في روسيا، وغرفة آنا وفرونسكي في إيطاليا، حيث يلهو الابن بقطار في حزن مفتقداً أمه، بينما تحاول آنا الانغماس في قصة حب، لكن قلبها وعقلها مع ابنها.
تقرر آنا في المشهد التالي الهروب لرؤية ابنها سراً دون علم زوجها، وتلتقي بالفعل بالابن، وتجلس لتلهو معه، إلا أن مجيء كارنين يجعلها تفر قبل أن يراها، تعود آنا بحزن يثقل كاهلها، تحاول الانغماس مرة أخرى في حياتها الجديدة مع فرونسكي الذي يبدأ في الانشغال عنها، ويقدم رقصة تتضمن سقطات على الأرض والترنح، تعبر عن انغماسه في معاقرة الخمر والابتعاد عن آنا، التي تحاول إقناعه بالظهور سوياً في حفل كبير بدار الأوبرا، تتعرض آنا للاحتقار من قبل الرجال والنساء، وتسقطها إحدى نساء الطبقات العليا على الأرض، تعود آنا مهرولة للمنزل، يلحق بها فرونسكي، وإذا به يجدها تهاجمه باتهامات، تقدم آنا رقصات عنيفة تجسد حالة الشجار، تتضافر مع إيقاعات الموسيقى السيموفونية العالية، فتؤجج انفعال المتلقين بالمشاعر المتضاربة لآنا وحالتها النفسية المحطمة.

في المشهد العاشر، يأخذنا الديكور لأجواء درامية كئيبة وضبابية، حيث تعايش آنا حالة الإحباط وتفكر في الموت، برقصات تعبر عن حالة الوهن والذبول التي وصلت إليها. تتردد في الانتحار بشرب الدواء المخدر، لكنها تتناوله ليعم المسرح ظلام حالك. في المشهد الأخير، تخرج آنا إلى محطة القطار لنستمتع برقصة جماعية للمسافرين في محطة قطار روسية عتيقة، ووسط المسافرين يظهر فرونسكي ويقوم معهم بحركات جماعية تعكس نسيانه لها، تحمل آنا حقيبة السفر، لكنها متخبطة، والمسافرون الراقصون لا يرونها، وكأنها نسياً منسياً، تحاول آنا أن تلقي التحية في محاولة أخيرة لتستعيد حياتها ووجودها، لكنها تقابل بجمود من المسافرين، تسير آنا متخبطة لنرى ضوءاً شديداً، يصاحبه صوت عجلات القطار السريعة وصافرته، ليسدل الستار على النهاية المأساوية لآنا كارنينا.

يتمرد العرض على التقاليد الكلاسيكية لفن الباليه، فتصميم الديكور للمصمم ماركو بيستا جمع بين البساطة وأدق التفاصيل التي تسرد تفاصيل الدراما الراقصة، مع الحفاظ على المساحات الواسعة لتحرك الراقصين بخفة وحيوية، والاستعانة بستائر من التول المرسومة، ليكثف التعبير عن الوحدة والصراع، واستحوذ فيدريكو فيراتتى بتصميمات الملابس على أعين الجمهور عاكساً أيضاً ملامح كل شخصية وتحولاتها، مع الحفاظ على ملامح الحقبة التاريخية في الملابس. أما المؤثرات البصرية التي أشرف عليها ماركو ترياكا فقد نجحت في إكساب المشاهد المسرحية أبعاداً سينمائية، بل حقيقية، فتشعر كأنك في محطة القطار ووسط عاصفة ثلجية أو في قاعة الرقص الكلاسيكية بأحد قصور روسيا الإمبراطورية في القرن التاسع عشر.

وقد يهمك أيضًا:

"الأوبرا" المصرية تطلق "معرض الفن حياة" في جامعة عين شمس

ألحان بليغ حمدى تضئ مسرح الجمهورية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باليه آنا كارنينا دراما راقصة لرائعة تولستوي باليه آنا كارنينا دراما راقصة لرائعة تولستوي



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 09:11 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
  مصر اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon