c الضائقة الاقتصادية تدفع العائلات اللبنانية إلى تغيير عاداتها في العيد - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 18:19:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"العيدية" نوع من أنواع الرفاهية بعد أن كانت من أهم مراسم العيد

الضائقة الاقتصادية تدفع العائلات اللبنانية إلى تغيير عاداتها في العيد

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الضائقة الاقتصادية تدفع العائلات اللبنانية إلى تغيير عاداتها في العيد

عيد الاضحى في لبنان
بيروت - غنوة دريان

 يستقبل اللبنانيون عيد الأضحى المبارك بشكل مختلف تمامًا هذا العام، عمّا كان عليه في الماضي, ليس بسبب الضائقة الاقتصادية فقط وإنما بسبب تغير العادات والتقاليد التي كانت تحكم الأسر اللبنانية في العيد. فقد كان الهم الأول عند اللبنانين هو شراء ملابس العيد للأطفال التي كانت تعتبر من أولى أولويات الأسر اللبنانية, أما اليوم فهناك الكثير من الأسر وبسبب الضائقة الاقتصادية التي يمر بها المجتمع اللبناني بأكثريته الساحقة, لم تعد هذه العادة من أولويات العائلات اللبنانية.

 وقد اعتاد العديد من الأطفال ان لبس العيد لم يعد من الضروريات وكثير منهم قد حرموا من تلك المتعة التي يحلمون بها خاصة في الطبقة  دون المتوسطة, التي لم يعد بإمكانها شراء ملابس العيد لأولادهم مما يشكّل حسرة كبيرة لديهم, فالكثير منهم يفضلون أخذ أولادهم إلى مدينة الملاهي حيث أصبحت كلفتها باهظة, بسبب اختفاء ما يسمى بحرج العيد, الذي كان منتشرًا في الكثير من المناطق اللبنانية, أما اليوم فهناك وجهة واحدة وكلفة في نفس الوقت, الأضاحي كانت جزءًا لا يتجزأ من عادات عيد الأضحى وربما أكثرها أهمية في الماضي كانت

العائلات الميسورة والمتوسطة  تذبح الأضاحي وتوزعها على العائلات الفقيرة وكانت العائلات البيروتية تتباها أمام بعضها البعض بحجم الأضاحي, التي ذبحتها بمناسبة العيد, أما اليوم وبسبب حالة التردي الاقتصادي وعدم قدرة الطبقة الوسطى, على تقديم الأضاحي فأصبحت هذه العادة مقتصرة فقط على العائلات الميسورة, في ظل ظاهرة بدأت تجتاح المجتمع اللبناني, وهي ظاهرة التفكك الأسري والتكافل الاجتماعي.

في الماضي، كانت العائلات البيروتية تجتمع  فيما يسمى بالبيت الكبير أي بيت الأب والأم  وفي حال وفاتهما كانوا يجتمعون عند الأخ أو الأخت الكبرى وكانت هذه العادة تعتبر عادة شبه مقدسة انطلاقًا من مقولة كانت بالنسبة إلى البيروتيين :"إلا ما عندو كبير يشتري كبير" أما اليوم فقد أصبحت هذه العادة تقتصر على عدد قليل من العائلات . يقول عبد الله شاتيلا مختار منطقة رأس بيروت لا يوجد مقارنة بين العيد اليوم والعيد في الماضي. فاليوم أصبح العيد مجرد أقفال للمؤسسات والدوائر الرسمية, أما فكرة التزاور والتهنئة بالعيد أصبحت نادرة للغاية, فأنا مثلا أفتح مكتبي خلال العيد لأن هناك العديد من أصدقائي المسنين يشعرون بالمرارة لأن أولادهم يكتفون بالاتصال بهم عبر الهاتف ويهنئونهم في العيد. أو يكتفون بزيارة قصيرة لا تتجاوز الساعة, لذلك يفضلون الاجتماع عندي للعب الطاولة والورق, حتى لا يفكرون بتصرف أولادهم حتى يهربون من الشعور بالمرارة  تجاه تصرفات أولادهم , هم الذين كانوا يقضون أول وثاني أيام العيد مع العائلة.

ويضيف المختار شاتيلا أن الصغار اليوم أصبحوا يتحكمون بقرارات الكبار فهم يريدون فضاء العيد مع الاصدقاء وليس بين افراد الاسرة  وهذا شيء محزن للغاية. ويعتبر الدكتور رائد محسن الأخصائي النفسي أن ظاهرة التفكك الأسري بدأت في الاتساع في لبنان منذ عدة سنوات وأصبحت المعايدة على تطبيق "الواتس أب" تأتي تماشيًا مع العصر فكل واحد منا سواء مرسل الواتس أب أو متلقيه يعتبره أنه قام بواجبه . والجميع أصبح متقبلًا هذه الطريقة بالمعايدة بسبب حالة التقوقع التي يعيشها كل منا فكل واحد لديه حياته الخاصة وأسلوبه في ممارسة هذه الحياة وليس لديه أي استعداد للتنازل عنها حتى لو كان من أجل والديه.

والعيدية كانت شيئًا بمنتهى الأهمية في الماضي وفرحة للأولاد لا توصف اليوم العيدية أصبحت نوعًا من أنواع الرفاهية, بعد أن كانت من أهم طقوس العيد. وتقول منى الدامرجي في الماضي كانت العيدية بالنسبة لنا هي أهم شيء في هذه المناسبة السعيدة, وكان والدي بالرغم من أننا ننتمي إلى عائلة بسيطة يحرص على إعطاء كل واحد منا عيديته, هو وجدي أما اليوم

وبسبب ما نمر به من ضائقة اقتصادية فإننا لا نستطيع أن نعطي أولادنا العيدية التي تسعد قلوبهم خاصة  وأنهم يطلبونها بالدولار ونحن عاجزون عن فعل ذلك ومن المخجل أن أقول لكم بأنني أعطي أولادي 10 دولارات فقط لأنه ليس بإمكاني إعطائهم أكثر من ذلك خاصة وأن لدي أربعة أولاد, وهناك الكثيرون مثلي فنحن مجتمع أصبح يعاني من عدم قدرته على تلبية متطلبات أولادهم، والبعض منهم يحزن لهذا الحال, ولكنهم لا يتفهمون واقع الحال وهذا ليس ذنبهم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضائقة الاقتصادية تدفع العائلات اللبنانية إلى تغيير عاداتها في العيد الضائقة الاقتصادية تدفع العائلات اللبنانية إلى تغيير عاداتها في العيد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon