رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان، شهد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي اختتم دورته الرابعة والستين، الأحد، إقبالا كثيفا من الزوار، من رواد الفكر والثقافة حتى طلاب المدارس. المعرض الذي انطلق في الثالث من ديسمبر أقيم بأرض المعارض في بيروت على مساحة لا تتعدى 2200 متر مربع، بينما كان يقام قبل الأزمة، وتحديدا قبل انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، على مساحة تصل إلى 10 آلاف متر مربع، حسبما أكدت رئيسة النادي الثقافي العربي المشرف على تنظيم وإقامة المعرض سلوى السنيورة بعاصيري .
وقالت السنيورة بعاصيري إن "عدد زوار المعرض فاق التوقعات رغم الأزمة المعيشية، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تعطش الشعب اللبناني للثقافة".
وأضافت أن "معظم الزوار جاؤوا لتوجيه رسالة بأن الحركة الثقافية لا زالت مستمرة في بيروت. منهم من اشترى الكتب ومنهم من حضر الندوات الثقافية التي أقيمت على هامش المعرض".
ولفتت السنيورة بعاصيري إلى "تجاوب طلاب المدارس لزيارة المعرض"، وقدرت حضور ما لا يقل عن 10 آلاف طالب وطالبة بخلاف طلاب الجامعات، واعتبرت أن "معرض الكتاب في بيروت ينقسم إلى جزأين، الأول تجاري والآخر ثقافي بحت. معرض هذا العام أكد تعطش اللبناني للجزء الثقافي".
وحثت رئيسة النادي الثقافي العربي دور النشر التي كان لها تواجد رمزي هذا العام، على العودة العام المقبل بوجود أكبر، خصوصا أن "المعرض يعد عميد المعارض في العالم العربي لما لبيروت من نكهة مختلفة في هذا المجال"، حسب تعبيرها.
وأضافت أن "الأزمة الاقتصادية لا تزال مستمرة وربما تتفاقم، لكن اللبناني شعر أن هناك غذاء روحيا يجب أن يلتفت إليه، وهو ما يعطيه القدرة على الاستمرار بدل الاستسلام للأزمة السياسية والمالية".
وأوضحت: "أقيمت على هامش المعرض 25 فعالية ومنها ندوات لمناقشة كتب صدرت حديثا، إلى جانب مناقشة قضايا مهمة منها اللغة العربية والتنمية والتراث اللبناني وخطط التعافي".
وقالت السنيورة بعاصيري: "ما ميز معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الحالية كثافة الزوار، حيث شدد العشرات منهم على أن الكتاب أولوية لهم رغم الضائقة المالية التي تعانيها معظم الأسر في لبنان".
نسبة إقبال مفاجئة
وفي السياق ذاته، قال المسؤول الإعلامي للمعرض أكرم حمدان إن المنظمين "فوجئوا بنسبة الإقبال وحركة الزوار التي شهدها المعرض منذ اليوم الأول وحتى الساعات الأخيرة منه، خصوصا من قبل طلاب المدارس والمعاهد والجامعات الذين تجاوز عددهم 10 آلاف طالب من مختلف المناطق اللبنانية".
ولفت حمدان، إلى الإقبال الكثيف على شراء الكتب خاصة بين جيل الشباب، معتبرا أن ذلك "أمر لافت خاصة أننا في عصر التكنولوجيا والإنترنت، وهو ما يشير إلى أن الشباب لا يزال لديه شغف القراءة".
وأشار المسؤول الإعلامي إلى زيادة عدد زوار المعرض مقارنة بالدورة السابقة التي عقدت استثنائيا في مارس الماضي، حيث "كان الهدف منها آنذاك الإعلان عن عودة المعرض بعد توقف قسري لمدة 3 سنوات بسبب جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية".
وأضاف حمدان: "معظم دور النشر المشاركة في المعرض من لبنان، وتبلغ 133 دار نشر. الحضور العربي كان رمزيا وسط مشاركة دول منها سلطنة عمان والعراق وتونس وسوريا ومصر".
وأقيمت هذه الدورة من المعرض في ظل أزمة مالية واقتصادية أدت إلى انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار، إلى جانب تزايد معدلات الفقر التي تجاوزت نسبة 82 بالمائة من سكان لبنان مقارنة مع نسبة 42 بالمائة عام 2019، وفقا لإحصاءات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، إضافة إلى أزمة في القطاع المصرفي من جراء تقييد السحوبات بالدولار.
ويعود تنظيم أول معرض للكتاب في بيروت إلى 23 أبريل عام 1956، وحقق وقتها نتائج كبيرة كانت الدافع لأعضاء النادي الثقافي العربي للمضي قدما في إقامته سنويا وبصورة دائمة، ليصبح مع مرور الزمن أحد الركائز والمعالم الثقافية لبيروت ولبنان والعالم العربي.
وفي عام 1992 تغير اسم المعرض من "معرض بيروت العربي للكتاب"، إلى "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
افتتاح “معرض بيروت للكتاب” والكشف عن عشرات الإصدارات الجديدة
ختام فعاليات معرض بيروت العربي للكتاب في دورته الستين
أرسل تعليقك