c فنانة تُجدد التواصل الإنساني في ظل جائحة "كورونا" بطريقة مبتكرة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 23:59:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كمامات ومظلات ملونة تعكس رسومات إليزابيث تورك

فنانة تُجدد التواصل الإنساني في ظل جائحة "كورونا" بطريقة مبتكرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فنانة تُجدد التواصل الإنساني في ظل جائحة كورونا بطريقة مبتكرة

فنانة تُجدد التواصل الإنساني
لندن ـ مصر اليوم

في أعماق المساحات الخضراء الخاصة بـ«مجتمع المتقاعدين» في «سان أنطونيو غاردنز»، كانت الفنانة إليزابيث تورك منشغلة للغاية في عملها الفني الأخير، وهو مشروع فني طموح يَسهل عليها تصوره في مخيلتها، ولكنها لم تتمكن من جلبه إلى الحياة والنور بعد. كانت تورك تسأل السكان: «ماذا تقولون لأنفسكم عند مواجهة الصعاب والشدائد؟»، في محاولة لاستشفاف الإلهام من أجل مشروعها الفني الذي من شأنه أن يخلق بصيصاً من الأمل في خضم جائحة فيروس «كورونا» المستجد الراهنة. ومع مجتمع المتقاعدين الذي تبلغ مساحته 31 فداناً، وعلى اعتباره اللوحة الفنية الخاصة بتورك، في وجود 500 من السكان والموظفين الذين تستعين بهم في عملها الفني الجديد، تصورت الفنانة إليزابيث تورك، وجود حديقة برية من العقاقير التنشيطية ضمن العمل الفني المتحرك الذي أطلقت عليه اسم «التطلع». تقول تورك، التي تبلغ 59 سنة، وهي زميلة بارزة لـ«منحة العبقرية» لدى «مؤسسة ماك آرثر» منذ عام 2010: «كان الانغماس التام في هذا المشروع الفني من الأعمال الشجاعة للغاية؛ نظراً لأنّه حافظ على مشاعر التفاؤل حية بداخلي».

وجاء تصميم «التطلع» على غرار مشروع «شورلاين» السابق عليه، وهو عمل فني بالانتداب من متحف «لاغونا» للفنون في عام 2018؛ ذلك الذي استجلب 1000 متطوع إلى شاطئ «لاغونا» في ولاية كاليفورنيا عند الفجر، وهم يحملون مظلات ذات تصاميم خاصة ومضاءة على نحو جميل. وتفاعل المتطوعون المشاركون في التّجربة الفريدة من نوعها أثناء تجوالهم على شاطئ «لاغونا» أثناء مشاهدة المئات من الناس الفعالية الرائعة من أعلى المتحدرات المطلة على المنطقة.
وأرادت تورك، من واقع الإلهام الذي استوحته من حالة الصمود والتفاؤل التي لمستها لدى سكان مجتمع المتقاعدين، أن تخلق تجربة جديدة ومثيرة للبهجة والأمل على غرار مشروع «شورلاين» على شاطئ «لاغونا» قبل عامين، تلك التي تعصف بخرافات عجز وضعف كبار السن. وفي هذه المرة، ورغم كل شيء، ستُغلق المنشأة الممولة من جانب القطاع الخاص أمام الجمهور بسبب المخاوف ذات الصلة بالسلامة العامة. وتخطط تورك إلى إيجاد عمل فني متعدد الوسائط؛ ذلك الذي يعرض صوراً دائمة التغير من لقطات لطائرة مسيرة تصور المشاركين أثناء انتقالهم عبر كثير من المواقع في الأراضي الخضراء مترامية الأطراف.
عندما حلت كارثة الوباء على الولايات المتحدة الأميركية، كانت تورك، التي تعيش في مدينة نيويورك ونيوبورت بيتش في ولاية كاليفورنيا، تواصل العمل على خطط لإعادة إنشاء مشروع «شورلاين» في دولة لاوس بجنوب شرقي آسيا. ولكن سرعان ما جرى إرجاء هذا المشروع إلى وقت لاحق.
ثم وصلت إليها دعوة من «سان أنطونيو غاردنز»، على مسافة 30 ميلاً إلى الشرق من مدينة لوس أنجليس في كاليفورنيا، حيث يضم مجتمع المتقاعدين هناك عدداً من أساتذة الجامعات من كليات «كليرمونت» المجاورة. وفي فبراير (شباط) الماضي، كانت تورك – وهي خريجة كلية «سكريبس» – قد ألقت محاضرة هناك تتعلق بأعمالها الفنية، بما في ذلك المنحوتات الرخامية المميزة وهي بعنوان: «نقطة تحول: أصداء الانقراض» (وهي معروضة في معارض «هيرشل آند أدلر» بمدينة نيويورك حتى 11 ديسمبر/ كانون الأول من العام الحالي)، بالإضافة إلى مشروع «شورلاين» سالف الذكر.
ولقد تواصل معها المسؤولون هناك في يوليو (تموز) الماضي بشأن تصميم المظلات لمتجر الهدايا الخاص بهم. غير أن المناقشات سرعان ما تناولت سكان مجتمع المتقاعدين، الذين تتراوح أعمارهم بين 64 سنة و104 سنوات.تقول تورك عن ذلك: «لقد لمست الفكرة صميم قلبي على الفور. وقلت لنفسي: أي مجتمع أفضل للتواصل والتفاعل معه من أجل تذكيرنا بالفرح، والبهجة، والصمود، من كبار السن الضعفاء الذين يقودون مسيرتنا مرة أخرى صوب البهجة والتآزر».
كانت السيدة مورين بيث، المديرة التنفيذية بمجتمع المتقاعدين في «سان أنطونيو غاردنز»، متردّدة بعض الشيء بشأن السّماح لسكان المجتمع بالمشاركة في الفعالية بسبب جائحة فيروس «كورونا» المستجد، كما قالت: «لكن لأنني أعلم أن هناك حاجة ماسة وملحة من أجل فعل شيء إيجابي في الظروف الراهنة، شعرت بأنّه من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نتجاوز بعض القيود قليلاً».
وهكذا، وفي أحد أيام شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تجمّع المشاركون وهم يرتدون الكمامات الواقية، وكل منهم يحمل مظلة ملونة بألوان زاهية وتعكس رسومات الفنانة تورك للنباتات التي ترمز إلى الصمود في مواجهة الشدائد. ولقد ساعد عرض المظلات المتنوعة في تشجيع احترام معايير التباعد الاجتماعي بين المشاركين.
وحتى يكون عرض «التطلع» أكثر شمولاً، رتّبت تورك تصوير السكان الذين لم يتمكنوا من المشاركة بأنفسهم في تلك الفعالية. وتلقى أولئك الذين يعانون من صعوبات في الحركة آلية تتيح لهم ربط المظلات الملونة بالكراسي المتحركة أو أجهزة المشي التي يستعينون بها.
وخلال الأسابيع السابقة على موعد الفعالية، أعد السكان خطابات مكتوبة وموجهة إلى تورك رداً على سؤالها سالف الذكر بشأن مواجهة الصّعاب والشدائد. ومن شأن بعض ردودهم - على شاكلة: «كن شجاعاً»، و«إنني مقاتل»، و«تنفس» - أن يجري دمجها في العمل الفني النهائي ضمن الوسائط المتعددة التي تستعين بها تورك في الفعالية.
انطلق عرض «التطلع» للمظلات الملونة من ناحية حوض السباحة في مجتمع المتقاعدين - داخل المياه وحولها - حيث كان عازف الساكسفون يعزف موسيقى الجاز المهدئة للأعصاب، في حين كانت الطائرات المسيرة تحوم في الأجواء من فوقهم كي تصور الفعالية بأسرها من أعلى. وفي وقت لاحق، انطلق عشرات المشاركين من المتقاعدين عبر «حديقة المجتمع» على نغمات موسيقى «مسيرة جنود الصفيح» لتشايكوفسكي. وعند ملعب الغولف، رقص كثير من المشاركين على إيقاع موسيقى «نغمات بلا قيود»، وتجمّع حولهم المئات من السكان الآخرين الذين كانوا يتمايلون وهم يحملون المظلات الملونة من أجل خلق حالة من الظلال الواسعة على الأعشاب الخضراء.
وفي نهاية الفعالية، تجمع المشاركون كلهم في ساحة الانتظار المركزية، ثم انتقلوا إلى التفاعل الأخير قبل التفرق على أنغام أغنية «يا له من عالم رائع» لعازف الترومبيت الأميركي لويس آرمسترونغ. وبقي كثير منهم في الخلفية، مع المظلات التي ما زالت مفتوحة، ولا يريدون لذلك اليوم الرائع أن ينتهي أبدا.
وصف مايكل لامكين، بروفسور الموسيقى المتقاعد، ونائب رئيس كلية «سكريبس» الأسبق، تلك الفعالية بأنّها لحظة من لحظات الفرح والابتهاج والاحتفال الحقيقي. وأضاف، «هناك كثير من الانقسامات في عالمنا المعاصر، وفعالية مثل هذه التي تجمع الناس معاً وتوحد بينهم في مشروع واحد، يمكن أن تبث روح الطمأنينة والشعور بالرضا عن كونهم بشراً لبضع لحظات جميلة، وهذا مما يبعث على الارتياح بينهم».

وقد يهمك أيضًا:

وزير الآثار المصري يتفقد المتحف القومي للحضارة المصرية استعدادًا لـ"الموكب المهيب"

افتتاح معرض للحرف التراثية بمتحف قصر المنيل في مصر

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانة تُجدد التواصل الإنساني في ظل جائحة كورونا بطريقة مبتكرة فنانة تُجدد التواصل الإنساني في ظل جائحة كورونا بطريقة مبتكرة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"

GMT 18:12 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

إغلاق مقاهي روما تحسبًا لشغب جماهير ليفربول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon