c محطات في حياة أغاثا كريستي ملكة الرواية البوليسية الأكثر رواجًا - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطعت الطريق أمام كتابة سيرتها الذاتية بإعلانها الشروع في كتابة مذكراتها

محطات في حياة أغاثا كريستي ملكة الرواية البوليسية الأكثر رواجًا في العالم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - محطات في حياة أغاثا كريستي ملكة الرواية البوليسية الأكثر رواجًا في العالم

أغاثا كريستي ملكة الرواية البوليسية
واشنطن ـ مصر اليوم

وحده شكسبير كان أكثر رواجاً من أغاثا كريستي... ملكة الرواية البوليسية كانت أكثر روائيي العالم انتشاراً بأكثر من ملياري نسخة بيعت على مدى 40 عاماً من العطاء في عالم الرواية البوليسية والمسرح وحتى الشعر... ورغم ذلك، فإنها كانت أكثر الشخصيات الأدبية غموضاً، حيث كانت الأم الروحية لـ«هوركيل بوارو» المفتش ذي الخلايا الرمادية المتفوقة، و«الآنسة ماربل» العجوز العانس ذات الذكاء الخارق، نموذجاً للّباقة البريطانية. كانت قليلة الكلام وتتفادى الأضواء دائماً، وحين تُسأل عن حياتها الخاصة، تجيب بأن «الكتب هو ما يهم القرّاء؛ وليس البحث في حياة الكُتاب». وكان ذلك من باب الحفاظ على خصوصيتها، لدرجة أنها قطعت الطريق أمام كل من حاول كتابة سيرتها الذاتية بإعلانها خلال رحلة إلى العراق عام 1950 الشروع في كتابة مذكراتها قبل أن يسبقها إلى ذلك أحد. وبعد أن استغرقت منها 15 سنة، صدرت: «أغاثا كريستي... السيرة الذاتية» بعد سنة فقط من وفاتها، وهو أكثر مما خصّت به أي رواية لها. كانت تقول: «أنا سعيدة لعلمي بأني حين سأرحل عن هذا العالم، سأكون أول من يكتب قصتي، لن أدع أحداً يلفق الأكاذيب حول حياتي».

السيرة؛ وإن ضمت أكثر من 670 صفحة، لم تفسر الغموض الذي ميز مراحل من حياة أغاثا كريستي؛ وأهمها اختفاؤها شتاء 1926 لمدة 11 يوماً دون أن يعلم أحد مكانها. الحدث الذي أثار اهتماماً إعلامياً واسعاً في بريطانيا فتح الباب أمام فرضيات مجنونة: كأن تكون الشرطة البريطانية (اسكوتلانديارد) هي من نظمت اختطاف الروائية لتستعين بخبراتها في بعض الملفات المسجلة «سرّي للغاية»، أو أن تكون القضية كلها من تلفيقها لتدبير قتل عشيقة زوجها، أو قد اختفت لتعاقب زوجها الخائن. على أن آراء كثيرة ترى أن «ملكة الجريمة» نظمت بذكاء أنجح حملة دعاية عرفها تاريخ الأدب.

اقرأ أيضًا:

فهد السيّابي يكتب عن "كوميديا الموت الساخرة" حول الوضع السياسي في سورية

يكتب فرنسوا ريفيار في السيرة الذاتية التي خصّصها لها بعنوان: «دوقة الموت» (دار نشر «لو ليفر دو بوش»):
«الكُتاب الذين يلجأون للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ويدفعون أموالاً طائلة معتقدين أنهم أكثر حظاً من سابقيهم؛ قد يجهلون أن كاتبة موهوبة من بداية القرن الماضي قد سبقتهم لذلك بنجاح، وهذا من دون أن تدفع فلساً واحداً». أما ماري هيلين بايلاك فتكتب في كتابها «أغاثا كريستي... حياة غامضة» أنه «بعد الثالث من ديسمبر (كانون الأول) 1926 لم تعد أغاثا كريستي (كاتبة) فحسب؛ بل انتقلت إلى منزلة (الكُتاب النجوم). كل تحركاتها أصبحت محل اهتمام الإعلام. البريطانيون، الذين تفاعلوا بشّدة مع حادثة اختفاء الكاتبة التي تعرضت لخيانة الزوج وموت الوالدة، أقبلوا على أعمالها بشغف. وبعد أن كانت رواياتها تبيع بضعة آلاف نسخة، سجّلت رواية (مقتل روجر أكرويد) التي نشرت في الفترة نفسها قفزة كبيرة؛ إذ بيع منها أكثر من 8 آلاف نسخة، وهو الإقبال الذي لم يتوقف عن الارتفاع: 50 ألفاً بالنسبة لـ«الآنسة ماربل»، و60 ألفاً لـ«اللّغز الأخير»، وهي نسب مرتفعة بالنسبة لتلك الفترة. رغم هذه النظريات، فإن الإجماع يبقى كاملاً بخصوص الموهبة السردية لأغاثا كريستي التي تفننت في تحريك أبطالها وفق سياق درامي مشوّق، مثل رواية «جريمة على النيل»، أو «مقتل روجر أكرويد» التي يعدّها الكاتب الفرنسي بيار بايارد في عمله النقدي: «من قتل روجر أكرويد» (دار نشر «مينوي») أهم أعمال أغاثا كريستي؛ بل أهم أعمال الأدب البوليسي على الإطلاق، ليس فقط بسبب الجدل الذي أثارته «نهايتها الصادمة»، ولكن أيضاً لأنها تؤرخ لبداية الأدب البوليسي بصفته جنساً أدبياً مستقلاً.

والغريب أن نقرأ أن الكاتبة البريطانية الأكثر رواجاً في العالم بعد شكسبير لم تكن تطمح يوماً في الوصول إلى العالمية، وكانت تكتب وهي مراهقة لتهرب من التطريز على الوسادات والرسم على أواني الخزف. كتبت في مذكرتها تقول: «قد يكون أكثر تشويقاً الإقرار بأن هدف حياتي منذ البداية كان أن أصبح كاتبة تحظى بشهرة كبيرة. ولكن بكل نزاهة؛ هذه الفكرة لم تكن تخطر على بالي حين بدأت الكتابة...»؛ هذا أنها ترعرعت في وسط برجوازي يعشق الكتابة ويمارسها في نوع من الهواية: أختها الكبرى «مادج» كانت تؤلف قصصاً قصيرة، ووالداها كانا يكتبان الشعر. تكتب أليسون جوزيف مؤلفة مجموعة «أغاثا تحقق» على موقع «غودريدز»: «ما جعل روايات أغاثا كريستي تحظى بشعبية كبيرة اهتمامها بالتفاصيل، وإحساسها بالقيمة المكانية، فهي لم تختزل مسرح الأحداث في البيوت اللندنية الفاخرة؛ بل خلقته أيضاً في بلاد بعيدة مثل مصر وسوريا والعراق، مضيفة نبرة من غموض وجاذبية الشرق الساحر».

ما ميز المشوار الأدبي لـ«سيدة الجريمة الأولى» أيضاً غزارة إنتاجها، فقد كتبت على مدار 40 عاماً أكثر من 60 رواية بوليسية، و30 رواية قصيرة، و10 مسرحيات. وكانت تكتب أكثر من 7 ساعات في اليوم في أي مكان توجد فيه؛ حتى في معسكرات التنقيب التي كانت تقيم فيها وهي ترافق زوجها عالم الآثار المعروف ماركس مالوين. وأخصب فتراتها الإنتاجية كانت بين 1930 و1940 حين ألّفت نحو 24 رواية، و4 قصص قصيرة، ومسرحية. وهي تشرح في مذاكراتها وبكل براغماتية كيف وصلت إلى تحقيق هذا الإنجاز: «أقول لنفسي إنني أحتاج إلى إنجاز شيءٍ ما في البيت؛ مثل ترميم الشرفة، وينقصني لذلك مبلغ معين، ثم أجلس وراء آلة الكتابة وأبدأ في التفكير في حبكة روائية، ولا ينقضي وقت طويل إلا وقد وضعت الهيكل الأساسي للرواية، وحصلت على مبلغ لترميم شرفتي».

قد يهمك أيضًا:

"الدار العربية للعلوم" ترصد "رسائل القطط" في أحدث إصداراتها

الدار العربية للعلوم تصدر رواية "التدفق الهادئ لنهر أونا"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطات في حياة أغاثا كريستي ملكة الرواية البوليسية الأكثر رواجًا في العالم محطات في حياة أغاثا كريستي ملكة الرواية البوليسية الأكثر رواجًا في العالم



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon