أمسية جاوزت الحدود استحضرت الثقافة المصرية خلالها القيم الإنسانية العليا المتمثلة فى الحق والخير والجمال وذلك خلال افتتاح الدورة 28 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الذى أطلقت فعالياته وزير الثقافة، والدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا بحضور الفنانة جيهان مرسى مدير المهرجان والمؤتمر، وأحياها الملك محمد منير في أولى مشاركاته بالمهرجان.
وخلال الافتتاح ألقت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم كلمة أكدت خلالها أن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ودار الأوبرا المصرية جدار الصد الأول لكل محاولات التشويه الفنية والموسيقية حيث تألق عمالقة الفن المصرى والعربى وزرعوا على مدار ثمانية وعشرين عاما زهور الطرب الأصيل فى بستان وطننا العربى من المحيط إلى الخليج ، وأشارت إلى أن هذه الدورة تتزامن مع ذكرى مرور 150 عامًا على تأسيس أول أوبرا في مصر والوطن العربى حيث كانت الأوبرا الخديوية منارة للفنون الجادة على مدار عقود طويلة وعكست ريادة مصر الفنية والثقافية والحضارية، الأمر الذى أهل دار الأوبرا المصرية أن تكون مركزا للإشعاع الثقافى والفني والحارس الأمين على تراث وهوية الموسيقى والأغنية العربية.
وأضافت أن سحر وقوة الموسيقى وفعالياتها إحدى الأسباب التي قام عليها مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية وهو ما مكَّنه من المواصلة ومواكبة ما تشهده الساحة الفنية من تطور، فالموسيقى أسمى من أن تكون أداة للترفيه فقط بل وسيلة لتطهير النفس، كما تُعد أحد أهم الأسلحة وأسرعها في دحر التطرف وتقويم السلوك والارتقاء بالذوق العام، ووجهت التحية لاسم الراحلة العظيمة الدكتورة رتيبة الحفنى مؤسسة المهرجان، والتي ستظل ذكراها خالدة، كما قدمت الشكر لكل المشاركين فى المهرجان من فنانين وباحثين.
اقرأ أيضًا:
وزيرة الثقافة تشكل لجنة لمعاينة تمثال الفلاحة المصرية في الحوامدية
واختتمت كلمتها بـ"عاشت مصر وعاش وطننا العربى"، كما كرمت وزير الثقافة "الكينج" محمد منير الذى تسلم منها أوسكار المهرجان بعد أن قدم أولى فقراته الفنية، وأكد اعتزازه بالظهور لأول مرة بمهرجان الموسيقى العربية ووصفه بأحد ألمع المحافل الفنية فى العالم، مشيرا إلى الفخر بتاريخه الفنى الذي امتد لأكثر من 40 عاما ونجح خلاله بالمشاركة فى تجديد الأغنية العربية، وتمنى دوام الازدهار للوطن.
كما أهدت وزيرة الثقافة دروع المهرجان التذكارية لـ11 شخصية أخرى ساهمت في إثراء ساحات الإبداع تكريما لهم وهم الشاعر الكبير فاروق جويدة، الموسيقار البحرينى وحيد الخان، المطربة ريهام عبد الحكيم، المطربة مى فاروق، الشاعر والكاتب العراقى كريم عودة، الموسيقار عمرو إسماعيل، المايسترو عادل إسكندر، عازف الكمان محب فؤاد مهنى، عازف الإيقاع الدكتور هشام العربى، الباحثة سلوى الشوان وفنان الخط العربى حمدى زايد.
من جانبه، قال رئيس الأوبرا إن مهرجان الموسيقى العربية حدثاً كبيراً بدأ رحلة الإبداع على يد أهم رموز الموسيقى والغناء فى العالم وهي الراحلة الكبيرة الدكتورة رتيبة الحفنى وبعد سنوات من العمل الشاق والإبداع أصبح أهم جسر ثقافى غنائى يربط بين شعوب المنطقة وينقل للأجيال الجديدة تراثهم وهويتهم الثقافية.
وأضاف أن المهرجان علامة إبداعية مصرية بارزة شديدة الخصوصية نبرهن من خلاله للعالم أجمع على أن بلدنا مصر هى منارة الثقافة والفنون وستظل الأم الحاضنة التى تفتح ذراعيها لكل المبدعين والمثقفين من مختلف البلدان والمجتمعات، مشيرا إلى أن التواجد العربى الكبير والمشرف بالفعاليات يؤكد للعالم أن مصرنا هى نقطة الالتقاء التى تتوحد عندها صفوف الشعوب العربية وتمثل عصب الوطن العربى بأكمله على الصعيد السياسى والثقافى والفنى، وأوضح أن الأوبرا المصرية حريصة على دعم الفن والإبداع الجاد للحفاظ على هويتنا الثقافية والفنية أمام العالم.
وأكدت مدير المهرجان والمؤتمر ريادة مصر الحضارية على مر العصور، وقالت إن مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية أحد الأحداث الثقافية والفنية المهمة التي تضعها الدولة المصرية ضمن أجندتها لتؤكد للجميع دعمها للفنون الراقية والجادة وأن الدولة المصرية دائماً ما تعطي أولوياتها لكل ما يخدم الإنسانية، مشيرة الى اهتمام فناني مصر والعالم العربي بالمشاركة فى فعالياته تدعو للثقة فى المستقبل أفضل للغناء الهادف.
وكانت الأمسية قد بدأت في ساحة الأوبرا الخارجية، حيث شهدت وزير الثقافة مع الجمهور عرضا لكورال أطفال مركز تنمية المواهب بقيادة الدكتور محمد عبد الستار، بعدها افتتحت معرض فنان الخط العربى المكرم حمدى زيد، وبداخل مسرح الأوبرا الكبير انصهر الجمهور مع صوت محمد منير لتولد حالة إبداعية متميزة حيث تغنى بـ"يا ليلة عودى تاني"، الرزق على الله، شيء من بعيد نادانى، غريبة، أهل العرب والطرب يا سمرا، يا لالالى، شمس المغيب، حبنا الكبير التى تضمنت عبارة تعيش وتسلم يا وطنى.
واختتم الحفل بأداء السلام الوطنى بمشاركة الجمهور، واثبت الحفل الذى أخرجه مهدى السيد تطور إمكانات الأوبرا التقنية والبشرية حيث لفت الانتباه التصميم الجذاب للعناصر التقنية من ديكور وإضاءة وصوت للمهندسين محمود حجاج، ياسر شعلان، محمود عبد اللطيف
قد يهمك أيضًا:
وزيرة الثقافة تكرم عددًا من المؤلفات في "ملتقى الكاتبات" في الأعلى للثقافة
أرسل تعليقك