أعلن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن التوصل إلى اتفاقية تعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» لترجمة الكتب من اللغة العربية إلى لغات أخرى ومن اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية والتي سيتم توقيعها خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ينطلق في الـ 30 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في حفل تدشين كتاب سموه «بيبي فاطمة وأبناء الملك» بنسخته الألمانية والذي أقيم مساء أول من أمس بمدينة فرانكفورت.
وأشار إلى أهمية هذه الخطوة في التعاون مع اليونسكو حول ترجمة أهم الكتب والسعي للبعد عن ما يحتوي على الغث والمنفر من الكتابات في مختلف العلوم، مؤكداً سموه أهمية استمرار مثل هذه الاتفاقيات مع أحد أهم الجهات المختصة سعياً لديمومة الاتفاقية في طريق واضح وبعيداً عن التخبطات.
وقدم حاكم الشارقة خلال كلمته الشكر إلى الدكتور جورج أولمز المؤسس والرئيس التنفيذي لدار أولمز للنشر التي تترجم مؤلفات سموه إلى اللغة الألمانية، قائلاً: «أشكر صديقي جورج أولمز فنحن على مدار 40 سنة التقينا على الكلمة الصادقة وكان نشاطنا أن نترجم الكتب العربية إلى لغات أخرى».
اقرأ أيضًا:
"الثقافة" تنظم ورشة فنون تشكيلية بعنوان "صناعة الفخار" في الأقصر
ولفت إلى أهمية اللقاءات التي تجمعه بالأدباء والناشرين في مختلف الدول والمناطق، وقال :
«هذا التجمع اليوم إنساني بصفة خاصة حيث كل واحدٍ منا يحمل في قلبه إيماناً قوياً وهو المحافظة على الكلمة الصادقة التي هي في نظرنا أقوى من أي شيء على هذه الأرض، ونحرص في كل سنة أن نلتقي ليس فقط في ألمانيا وإنما في مناطق كثيرة، نلتقي لتنشيط الذاكرة وحتى نستطيع أن نحافظ على وعودنا التي قطعناها على أنفسنا باعتقادنا بأن الإنسان يستطيع أن يطور هذه الأرض ويعمرها إلى مستوى كبير».
تحديات
وأوضح أن هنالك الكثير من المشكلات التي واجهت المنطقة العربية والإسلامية منذ القدم مثل الاحتلال والعزل عن العالم وصولاً إلى القتل والتشريد وتحطيم الموروث.
مشيراً إلى أن مواجهة هذه التحديات يتكون بالوقوف مع بعضنا البعض لمواجهة هذا الدمار، لافتاً سموه إلى أنه في لقاءاته السنوية مع الأدباء والناشرين والمثقفين في الدول المختلفة يجد الأمل الكبير والهم المشترك مع الكثير من الحريصين على مواجهة هذا الدمار لحماية الإنسان الذي خلقه الله تعالى لتعمير الأرض.
واختتم حاكم الشارقة كلمته، قائلاً: «نتمنى أن نلتقي دائماً على كلمة صادقة بيننا ولا نسعى إلى ما يعرف بصراع الحضارات وإنما لتعاون الحضارات ولتبادل الحضارات».
وتفضل بتوقيع عددٍ من النسخ الألمانية لكتاب «بيبي فاطمة وأبناء الملك» وأهداها للسادة الحضور من كُتاب ومثقفين وناشرين.
وخلال الحفل ألقى الدكتور جورج أولمز المؤسس والرئيس التنفيذي لدار أولمز للنشر كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره لصاحب السمو حاكم الشارقة على جهوده الثقافية والعلمية الحضارية التي تعكس حرصه الكبير على التبادل الحضاري والنهوض بالفكر الواعي والنبيل ونقل الثقافة العربية والإسلامية إلى كافة أقطار العالم.
وأشار إلى التعاون الكبير الذي استمر على مدى 40 سنة مع سموه في النشاط الثقافي وترجمة الكتب التي تثري المكتبات، مثمناً الدعم الكبير الذي يوليه سموه للشؤون الثقافية.
وألقى البروفيسور غونتر مايو، مدير مركز البحوث في العالم العربي بجامعة ماينز، كلمة قدم فيها لرواية «بيبي فاطمة وأبناء الملك» التي تروي قصة هامة لفترة زمنية تاريخية تعود إلى نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر خلال حكم ملوك هرمز، متناولاً تسلسل الفصول التي امتازت بالتدرج في تناول الأحداث التاريخية.
ومشيداً بالوصف الدقيق للحياة الاجتماعية لأحد أهم الأسر الحاكمة والموقع الاستراتيجي التجاري للمنطقة، بالإضافة إلى دقة المراجع والمصادر المستخدمة في الكتاب.
وخلال الحفل استعرض الدكتور ستيوارت كلارك، زميل الجمعية الفلكية الملكية، في كلمة له مجموعة من استنتاجاته العلمية والتأملية خلال تجاربه التي أجراها في دراسة الفلك والفضاء.
فيلم
كما تناول الدكتور غابرييل هيميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة سيلفا، في كلمة له خلال الحفل عدداً من الاستنتاجات العلمية حول دراسته للأشجار والعلاقة التكاملية بينها وبين الأرض والسماء. وتخلل الحفل عرض فيلم مرئي يستعرض أهم أحداث كتاب «بيبي فاطمة وأبناء الملك» وتسلسلها التاريخي والأهمية الجغرافية لمملكة هرمز.
وفي ختام الحفل دعي الضيوف من الأدباء والكُتاب والناشرين لتناول مأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو حاكم الشارقة بهذه المناسبة.
وكان قد حضر حفل تدشين الكتاب كل من: محمد الحربي القائم بأعمال سفير الدولة لدى الجمهورية الألمانية، وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والمهندس علي بن شاهين السويدي رئيس دائرة الأشغال العامة، وعبدالعزيز تريم مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام اتصالات المناطق الشمالية.
وأحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وراشد محمد الكوس المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، والدكتور عمرو عبدالحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث، وعدد من المسؤولين وجمع من الأدباء والمثقفين والناشرين.
تقدير
أهدى الدكتور جورج أولمز حاكم الشارقة كتاب «بيبي فاطمة وأبناء الملك» بنسخته الجلدية المذهبة، كما قدم له هدية تذكارية تقديراً لجهوده الثقافية وهي عبارة عن آنية فضية منحوت عليها في قاعها هركوليز بشكل بارز بالإضافة على 69 قطعة من متحف برلين تعود إلى ما بين 50 و15 سنة قبل الميلاد
قد يهمك أيضًا:
رئيس قطاع الفنون التشكيلية يفتتح معرض "سيمفونيات" للفنانة وهاد سمير
أرسل تعليقك