تضم محافظة الإسكندرية العديد من المناطق الأثرية المهمة، حيث كانت عاصمة للدولة المصرية لأكثر من 900 عام منذ أن أسسها الإسكندر الأكبر ٣٣٢ قبل الميلاد.ولا تزال مدينة الإسكندرية تحتفظ بالعديد من آثار هذه الفترات، التي كانت فيها عاصمة لمصر، قبل أن تنقل العاصمة إلى القاهرة. داخل منطقة جليم بعاصمة مصر القديمة "الإسكندرية" يضم قصر المجوهرات الملكية آلاف القطع الذهبية الملكية، ويطلق عليه "قصر المجوهرات" وهو لإحدى أميرات الأسرة العلوية المالكة.
وأسست هذا القصر زينب هانم فهمي عام 1919، ومن ثم أكملت بناءه وأقامت به ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء عام 1923. وتم استخدام القصر ليكون استراحة لرئاسة الجمهورية فيما بعد حتى تحول إلى متحف بقرار جمهوري عام 1986. يوجد داخل المتحف آلاف القطع الذهبية النادرة التي جعلته من أهم المقاصد السياحية، حيث يمكن من خلاله التعرف على مدى اهتمام الأسر الملكية بالحلي والقطع الذهبية المرصعة بالماس والأحجار الكريمة والمجوهرات، والمشغولات الذهبية المتعددة.
خلال جولة داخل المتحف يمكن للزائر مطالعة المشغولات الذهبية والمجوهرات الخاصة بالأميرات والأمراء، وحجم اهتماماتهم بالمشغولات الذهبية.يقول الأثري المصري مجدي شاكر: "الأميرة فاطمة الزهراء التي يحمل القصر اسمها من أميرات الأسرة العلوية، ولدت عام 1903 ووالدتها هي السيدة زينب فهمي، شقيقة المعماري علي فهمي، وقد شارك في تصميم القصر على طراز المباني الأوربية من الناحية المعمارية.
يتكون القصر من جناحين يربطهما ممر عرضي ويتكون كل من الجناح الشرقي والجناح الغربي من طابقين وبدروم، وسط حديقة للزهور وأشجار الزينة.والد الأميرة فاطمة الزهراء هو الأمير علي حيدر بن الأمير أحمد رشدي بن الأمير مصطفى بهجت بن فاضل باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، والي مصر، ومؤسس النهضة الحديثة.
تحمل جدران القصر الكثير من اللوحات الفنية والفسيفساء، وعشرة أبواب من الزجاج الملون والمعشق عليها رسوم وقصص لمشاهد تاريخية أوروبية الطراز، وقصص أسطورية مثل روميو وجولييت بالإضافة إلى رسوم جدارية تمثل زواج صاحبة القصر، والكثير من النقوش الفنية النادرة على أسقف الغرف.
أرضية القصر من الخشب البلسندى والورد والجوز، وبعض المناطق تضم لوحات فسيفسائية عالية الدقة. كان القصر يستخدم للإقامة الصيفية الملكية، وحين قامت ثورة 1952، وبعد مصادرة أملاك الأسرة الملكية تم السماح للأميرة بالإقامة حتى عام 1964، قبل أن تتنازل عنه.التحف والمجوهرات والمشغولات الذهبية الموجودة في المتحف تعود للفترات المتعاقبة، بدءا من محمد علي باشا حتي عهد الملك فاروق الأول.
يضم المتحف 11 ألفا و500 قطعة خاصة بأفراد الأسرة المالكة، موزعة في عشر قاعات.ويوجد في القصر مجموعات مهداة من رؤساء الدول الأوروبية على رأسها "صينية أوجينى" الشهيرة، التي أهديت للخديوي إسماعيل خلال افتتاح قناة السويس، وهي من الذهب ومرصعة بالماس والياقوت والزمرد.كما يضم "طبق العقيق" ضمن مجموعة الملك فاروق، فهو تحفة تاريخية نادرة روسية.
أما طاقم "القهوة" الذي يزن نحو 25 كيلو من الفضة فقد أهدته شركة القناة العالمية للوالي محمد سعيد باشا، وهو من الفضة الفرنسية.هي مجموعة لمحمد علي باشا، من بينها علبة نشوق من الذهب المموه بالمينا عليها اسم محمد علي، إلى جانب مجموعة أخرى من المشغولات الذهبية.وتتكون من مجموعة تشمل 12 "ظرف فنجان" من البلاتين والذهب، ونحو 2753 فصا من الماس وحافظة نقود من الذهب المرصع بالماس.
ويوجد نحو أربعة آلاف من العملات الأثرية المتنوعة، وساعات من الذهب وصور بالمينا الملونة للخديوي إسماعيل والخديوي توفيق.كما يوجد مقبض من ذهب مرصع بالماس للملك فؤاد، وميداليات ذهبية ونياشين تحمل صورته، ومجموعة من مجوهرات الملكة نازلي، من الذهب مرصعة بالماس البرلنت، وتاج من البلاتين المرصع بالماس والبرلنت للأميرة شويكار.
كما تضم إحدى الغرف مجموعة من تحف ومجوهرات الملك فاروق والملكة نازلي ومنها شطرنج من الذهب المموه بالمينا الملونة المرصع بالماس، وكذلك "صينية ذهبية" تحمل توقيع "110 من الباشوات".أما مجموعة الأميرات سميحة وقدرية حسين كامل، فتضم ساعات الجيب من الذهب المرصع بالماس البرلنت، والفلمنك وسوار ذهب مرصع بالماس البرلنت والفلمنك واللؤلؤ، كما يضم القصر مجموعة الملكة ناريمان، وأوسمة وقلادات وميداليات تذكارية.
ومن المجموعات النادرة أيضا، ما تتعلق بالأميرات فوزية أحمد فؤاد وفائزة أحمد فؤاد، وتضم بعض الأساور ودبابيس الصدر، كما تضم إحدى الغرف تاج الأميرة شويكار وهو من أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد على.وتضم قاعة الملكة فريدة زوجة الملك فاروق التاج الخاص بها والمصنوع من الذهب والبلاتين المرصع بعدد 1506 من قطع الألماس مع قرط من البلاتين والذهب المرصع بـ 136 قطعة من الماس.
قد يهمك ايضا
ثقافة البحر الأحمر تحتفل باليوم العالمى لذوى القدرات الخاصة
«قصور الثقافة» تستكمل ورش تنمية مهارات العاملين بها
أرسل تعليقك