c منحوتات الفراعنة تُدهش العالم وتجذب ملايين السياح إلى مصر - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 14:24:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عرفوا التعبير الفني قبيل آلاف السنين

منحوتات الفراعنة تُدهش العالم وتجذب ملايين السياح إلى مصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - منحوتات الفراعنة تُدهش العالم وتجذب ملايين السياح إلى مصر

منحوتات الفراعنة
القاهرة - مصر اليوم

يندهش الكثيرون حين يعلمون أن فن النحت في مصر يعود للعصر الحجري الحديث، وأن قدماء المصريين، عرفوا قوانين ونسب ذلك الفن، وخطوطه الأساسية التي باتت راسخة لديهم في عالم التعبير الفني قبيل آلاف السنين.

وشهدت الحضارات المصرية الأولى، مثل حضارة البدارى فى أسيوط، وحضارة نقادة في قنا، انتشارا للأعمال الفنية المنحوتة من تماثيل ولوحات.وانتشرت في تلك الفترة من تاريخ مصر القديمة، تماثيل لربات الأمومة ونباتات وحيوانات ومناظر تعبر عن الخصوبة والماء والنماء.

ويقول المدير العام الأسبق لآثار الأقصر ومصر العليا، سلطان عيد إن من أقدم التماثيل التى وجدت عليها بعض المناظر المنحوتة هى تماثيل المعبود " مين "التي اكتشفت على يد المستكشف فلندرز بترى، في معبد قفط قرب الأقصر في حفريات جرت خلال عامي 1893 و1894، وهى تماثيل ضخمة يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار، وتدل على مدى تمكن النحات المصري القديم من أدواته الفنية قبيل آلاف السنين.

وبحسب عيد، فقد تباينت آراء علماء المصريات بشأن التاريخ الذى نحتت فيه مجموعة تماثيل المعبود "مين" حيث رأى البعض أنها ترجع للعصر المبكر، ورأى آخرون أنها ترجع لعصر الانتقال الأول. وفقا لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ )

وقال مؤرخون بأنها ترجع لعصر الأسرة الأولى، وتمسك البعض بأنها ترجع لفترة حضارة نقادة الثالثة.

مناظر منقوشة

وكما برع الفنان المصري القديم في نحت التماثيل، فقد برع أيضا في النحت على الجدران، وكان ذلك بجانب نحت التماثيل، نحت النقوش البارزة ، والنقوش الغائرة.

وقد أسرف المصريون القدماء في استخدام "زخارف الحوائط الشاملة، وكما يقول د. منصور النوبى، العميد الأسبق لكلية الآثار في مدينة الأقصر، فإن معظم اللوحات الحجرية، وقواعد التماثيل والمذابح كانت مزخرفة بنحت بارز، وقد شهدت تلك المناظر المنحوتة في الحجر تطورا لافتا في عصر ما قبل التاريخ، وهذا التطور هو قيام الفنانين القدامى بتلوين تلك النقوش المنحوتة .

وبحسب النوبى، فقد كان نحت المناظر المنقوشة يحتاج إلى دقة عالية، ويتم من خلال مرحلتين، أولها نقل الرسوم التي سيجرى نحتها سواء بالنحت البارز أو النحت الغائر، من ورق البردى إلى الجدران والسقف ورسمها بالقلم والمداد، ثم يقوم النحاتون مستخدمين الأزاميل بنحتها، فيعيدون نفس الأشكال التي كانت مرسومة على ورق البردى، لتصبح منقوشة على الحوائط والأسقف والأعمدة.

وقد كان نحت التماثيل و النقوش والمناظر البارزة والغائرة في الفن المصري القديم، أمر يجرى بدقة متناهية تحتاج إلى تمتع الفنان ببراعة فائقة تستحق الإعجاب.

ويضيف العميد الأسبق لكلية الآثار في مدينة الأقصر أن براعة النحات فى مصر القديمة، ودقة أعماله الفنية من تماثيل ولوحات جعلت أمهر الفنانين المعاصرين يعجزون عن تقليد تلك الأعمال، وتبقى أعمال هؤلاء المقلدين مجرد استنساخ فاتر لأعمال فنية خالدة.

النظرة الدينية

ويقول علماء المصريات إن قدماء المصريين استلهموا فنونهم التي تحظى بإعجاب العالم حتى اليوم، من إدراكهم الدينى ورؤيتهم للعالم المحيط بهم والقوى المسيطرة عليه بحسب معتقداتهم ، وكانت أعمالهم منحوتاتهم من تماثيل ولوحات ونقوش بارزة وغائرة، هي "مرآة لعواطفهم الداخلية نحو البشر ".

 وقد مارس قدماء المصريين جميع الفنون، بمهارة عظيمة، وأجادوا استخدام وتطويع مختلف المواد لتقديم أعمال فنية تجذب ملايين الزوار من سياح العالم في كل عام، ممن يفدون إلى الأقصر وأسوان ودندرة وأبيدوس والجيزة، للتمتع برؤية أعظم أعمال تشكيلية أبدعها الفنان المصري القديم قبيل آلاف السنين.

ويقول علماء المصريات جورج بوزنر وسيرج سونرون وجان يويوت وأ.أ . ادواردز و ف . ل . ليونيه في كتابهم المشترك معجم الحضارة المصرية القديمة، والذى ترجمه الكاتب والمترجم المصري أمين سلامة إنه على الرغم من أنه " يفصلنا بون شاسع عن حضارة الفراعنة، ويفصلنا عن قدماء المصريين علوم الإغريق وهبوط الرسالات السماوية " إلا أنه يبدو أن أولئك المصريين قريبين منا فى أعمالهم الفنية وصاروا مألوفين لدينا عن طريق كتاباتهم وأعمالهم الفنية.

وأشاروا إلى أن قدماء المصريين نحتوا تماثيل للأرباب وابتكروا لهم رموزا مقدسة، " فمزجوا النظرة الميثولوجية عن الكون والحركة السحرية التي أعطته الحياة فنحت الفنان المصري القديم كائنات تكاد تكون من لأحياء ".

وأضافوا أن " الكتابات التي تنقش على التماثيل المنحوتة من مختلف أنواع الأحجار، هي التي تمنح الحياة لتلك التماثيل وتبرز شخصيته على مر الزمان.. وأن النقوش الهيروغليفية التي تزين معظم الأعمال النحتية المصرية القديمة، ليست مجرد زخرفة، وليست نقوشا تافهة، وسواء كان منظرها سارا أو غير سار، فهي تضفى على تلك التماثيل الجميلة معنىً حقيقيا وشخصية حقيقة ".

تأثيرات بصرية

وكما تقول عالمة المصريات آنا رويز في كتابها "روح مصر القديمة" لمترجمته إكرام يوسف، فإن نحاتي مصر القديمة  "حققوا تأثيرات بصرية رائعة وبارزة فى أعمالهم الفنية، بغرس عيون مصنوعة من الكريستال الملون أو الأوبسيديان وهو زجاج أخضر قاتم اللون أو أسود نجم عن نشاط بركاني، مما يضفى عليه تأثيرا واقعيا ومروعا للغاية.

وهناك تمثال للكاهن الأكبر رع حتب، بجانب زوجته الأميرة نوفرت، ويرجع للعام 2600 قبل الميلاد، أثار رعب لصوصا محتملين فى العام 1871 الميلادي، حيث فزع اللصوص من العينين المرصعتين البراقتين اللتين بدتا متحركتين على ضوء الشموع التى كان يحملها اللصوص، حتى أنهم تركوا أسلحتهم وأدواتهم وفروا رعبا.

ويقول الأكاديمى والفنان التشكيلى المصري د.صالح عبد المعطى إن فناني مصر القديمة، تركوا لنا أعمالا فنية خالدة، تثير إعجاب العالم، وأن من أجمل الأمثلة على براعة الفنان المصري القديمة، ورقي أسلوبه الفنى، هو التمثال النصفي للملكة نفرتيتى، الذى نحته فنان مصري قديم يدعى " تحوتمس" وعثر عليه داخل ورشة أثرية بمنطقة تل العمارنة في محافظة المنيا.

ويتفرد التمثال بدقة تفاصيله ليعبر عن مدى البراعة التي وصل لها الفنان المصري القديم، وخاصة فناني حقبة العمارنة، حيث ظلت قواعد الفن ثابتة عبر تاريخ مصر القديمة، ولكن خلال عصر الدولة الحديثة "بلغ الفن أعلى درجات رقيه" وجاء التغيير الأعظم فى عصر الملك اخناتون، الذى أسس دولة العمارنة وبث روحا جديدة في الفن المصري القديم

قد يهمك أيضًا:

منتدى "اليونسكو - نت اكسبلو 2019" يستعرض 10 ابتكارات رقمية مذهلة

مدينة العين الإماراتية تستعد لإقامة أول مهرجان سينمائي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منحوتات الفراعنة تُدهش العالم وتجذب ملايين السياح إلى مصر منحوتات الفراعنة تُدهش العالم وتجذب ملايين السياح إلى مصر



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 12:45 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية
  مصر اليوم - ميس حمدان تتحدث عن تطور السينما السعودية

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon