توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

باعتباره عاملًا مهمًا للحفاظ على التنوع الثقافي في المملكة

"اليونيسكو" توافق على تسجيل "كناوة" المغربي ضمن التراث الثقافي اللامادي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - اليونيسكو توافق على تسجيل كناوة المغربي ضمن التراث الثقافي اللامادي

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)
الرياض - مصر اليوم

وافقت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي اللامادي، أول من أمس، بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، على تسجيل فن «كناوة» كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وذلك خلال اجتماعات الدورة الرابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).

وقالت وزارة الرياضة والشباب والثقافة المغربية إن اللجنة الحكومية الدولية اقتنعت بـ«جدية وجودة الملف المغربي»، الذي أعده خبراء قطاع الثقافة، و«أبرز الخصائص التاريخية والفنية والاجتماعية المميزة لهذا الفن»، وكذلك «أبرز الجهود المبذولة للتعريف به والمحافظة عليه وتثمينه وضمان نقله للأجيال الصاعدة»، وذلك انسجامًا مع التزامات المغرب في إطار هذه الاتفاقية التي صادق عليها منذ عام 2006.

وأضافت الوزارة أن فرقة موسيقية تراثية موفدة من قبلها قامت بتقديم فقرات من فن «كناوة» في قاعة الاجتماعات مباشرة، بعد الإعلان عن التسجيل، مما سمح لممثلي وفود الدول الحاضرة بالوقوف على نغماتها وآلاتها الموسيقية وطريقة لباس «الكناويين»، التي تُحيل كلها على «الجذور الأفريقية لهذا النوع من الموسيقى الروحية والفنية المغربية».

ورأت الوزارة أن تسجيل هذا العنصر كتراث عالمي «سيشكل لبنة أساسية في المشروع الوطني للمحافظة على التراث الثقافي غير المادي، وسيساهم في إشعاعه على المستويين الوطني والدولي».

وأبرزت أن هذا الإنجاز، الذي وصفته بـ«الهام»، ينضاف للثقافة المغربية، بعد يوم واحد من تسجيل المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات المرتبطة بـ«النخلة» ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وذلك في إطار ملف مشترك بين عدد من الدول العربية.

وخلّف تسجيل فن «كناوة» كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي، ردود فعل مغربية مرحبة، احتفت بهذه الالتفاتة من أعلى هرم ثقافي عالمي نحو «موسيقى خضعت للتهميش فترة طويلة، لكنها لامست القلوب وجذبت الزوار من جميع أنحاء العالم».

ورأى أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لـ«جمعية الصويرة موغادور»، في تسجيل «كناوة» ضمن قائمة التراث اللامادي الإنساني تتويجًا رائعًا لكل فناني «كناوة» بمختلف ربوع المغرب. وشدد أزولاي على أن هذا الاعتراف من طرف المجتمع الدولي بكونية المغرب، وغناه الاستثنائي، وتنوعه تحت قيادة العاهل المغربي محمد السادس، ينصف الالتزام الريادي والرؤيوي لمدينة الصويرة، التي أعادت إحياء ذاتها انطلاقًا من العمق الذي يمثله الموروث، الذي له مزية الجمع بين الحداثة والتفرد المثالي للذاكرة المشتركة.

وتحدث أزولاي عن «مهرجان كناوة وموسيقى العالم»، مشيرًا إلى أنه أدخل الصويرة ضمن كوكبة الكبار، وهي المدينة التي كانت «اليونيسكو» قد أعلنتها، قبل أسابيع قلية، مدينة مبدعة، حين وضعتها ضمن قائمة المدن العالمية التي تتخذ من الإبداع أساسًا لتطورها في مجالات الموسيقى والفنون والحرف الشعبية والتصميم والسينما والأدب والفنون الإعلامية وفن الطبخ.

وقال أزولاي إن هذا التتويج المزدوج، بقدر ما يصالح «مدينة الرياح» (لقب تشتهر به الصويرة) مع بريق ماض مجيد، ينفتح بها على قصة جديدة غنية وتعد بأجمل الأشياء.

وقالت «جمعية يرما كناوة» إن قبول «اليونيسكو» طلب المغرب بتسجيل «كناوة» على «قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية»، هو «تتويج لمعركة طويلة من أجل الاعتراف وتثمين والحفاظ على ثقافة (كناوة) بالمغرب والعالم».

ورأت الجمعية أن انضمام «كناوة» إلى قائمة التقاليد، وفنون العرض، والطقوس، والمظاهرات، والمهارات، والتعابير الحية التي تتوارثها الأجيال، والتي تمثل، حسب «اليونيسكو»، «عاملًا مهمًا للحفاظ على التنوع الثقافي في مواجهة العولمة المتزايدة، والحوار بين الثقافات»، هو «حدث تاريخي بالنسبة إلى المغرب»، و«ثمرة المجهودات المتواصلة والشراكة المثالية بين السلطات العمومية والفاعلين في المجتمع المدني ومجموعات (كناوة) في كل ربوع البلاد».

كما رأت فيها إقرارًا دوليًا بـ«مساهمة (كناوة) في إشعاع التراث الثقافي المغربي والأفريقي»، وبرهانًا على «غنى وتنوع التعابير الثقافية المغربية».

وشددت الجمعية على أن من شأن هذا الانضمام أن يتيح لهذا الفن «مواصلة انفتاحه على العالم، وتعزيز قدرته على التحاور والتمازج مع تعابير فنية وثقافية أخرى على المستوى العالمي».

وذكرت الجمعية بالخطوات التي تم القيام بها لتسجيل فن «كناوة» ضمن قائمة التراث اللامادي، مشيرة إلى أن أول طلب في الموضوع قد تم في 2009، ليتطلب الأمر عشر سنوات كاملة من «المثابرة والمرافعات والإيمان الراسخ من أجل الإقناع وحشد التأييد»، مع الإشارة إلى أن فناني «كناوة» استطاعوا، خلال العشرين سنة الأخيرة «ترسيخ فنهم وتصديره بفضل (مهرجان كناوة وموسيقى العالم) المنظم منذ 23 سنة تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس».

وختمت الجمعية بالتشديد على أن هذا الانضمام سيمنح «مزيدًا من القوة للإنجازات التي تحققت إلى غاية اليوم، بهدف اعتماد الآليات الضرورية لحماية هذا التراث وتيسير انتقاله بين مختلف الأجيال».

وبتسجيله ضمن «قائمة التراث الثقافي اللامادي الإنساني»، ينضاف فن «كناوة» إلى ستة عناصر أخرى للتراث المغربي، مسجَّلة على «قائمة التراث اللامادي للإنسانية»، هي: «الفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا»، و«موسم طانطان»، و«الحمية المتوسطية»، و«الصيد بالطيور الجارحة»، و«مهرجان حب الملوك»، و«الممارسات والدريات المتعلقة بشجر الأركان»، و«رقصة تسكوين».

ويختصر فن «كناوة» جانبًا مهمًا من تاريخ المغرب، في ارتباط بعمقه الأفريقي، الذي يتم استحضاره عند الحديث عن تنوعه الثقافي، خاصة فيما يتعلق بمكوناته وروافده التي أسهمت في تشكيل الفسيفساء الثقافي للبلد، ضمن خاصية الوحدة في التعدد.

وليست «كناوة» مجرد موسيقى عادية، من جهة أنها بقدر ما تتميز بإيقاعات قوية، محملة بثقل الأساطير والمعتقدات الموغلة في القدم، ومشحونة بالإرث الحضاري للبلد في علاقة بعمقه الأفريقي، كما أنها، كما يرى الكاتب المغربي محمد الصالحي «مزيج من حنين وشوق وألم وغربة وانفصام»، حيث «يصيح الكناوي مهتزًا نحو الأعلى، كما لهيب نارٍ، في ضوء ضَربات الطبل وإيقاع (السنتير)، وهي آلة محض أفريقية، وآلات يدوية حديدية ذات إيقاع حادّ، يبدأ بطيئًا ليتسارع كلما اقتربت الذات الكناوية من لحظة الجذبة».

ويرى المغربي محمد الكوخي، في كتابه «سؤال الهوية في شمال أفريقيا»، أن التفاعل الثقافي، الذي حصل بين المكون الأفريقي، ذي الجذور المقبلة من منطقة جنوب الصحراء، مع المكونات الثقافية الأخرى المتعددة في شمال أفريقيا، أدى إلى «بروز نمط خاص من الثقافة الشعبية ذات الموسيقى المميزة والمعتقدات العجائبية، التي يختلط فيها الواقع بالخيال، وتاريخ العبودية والواقع القاسي لفئة من المهمشين اجتماعيًا، بالتاريخ العريق للزوايا الصوفية في شمال أفريقيا».

ويشدد الكوخي على أن الصحراء لم تكن، في يوم من الأيام، حاجزًا أمام الاتصال الثقافي بين شمال أفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء، حيث ظل الاتصال التجاري والسياسي يلعب دورًا حاسمًا في تقوية علاقات التفاعل الثقافي بين شمال وجنوب الصحراء، ممثلًا لذلك بالطريقة التي انتشر بها الدين الإسلامي في جزء مهم من جنوب الصحراء، انطلاقًا من قواعده بشمال أفريقيا.

وفي سياق تناول تاريخي لعلاقة المغرب بعمقه الأفريقي، توسع خلاله في تناول محطات من حكم المرابطين (1056 - 1147)، والموحدين (1121 - 1269)، والمرينيين (1242 - 1465) والسعديين (1554 - 1659)، لم ينس الكوخي أن يستعرض فترة حكم المولى إسماعيل العلوي (1672 و1727)، خاصة ما تعلق منها ببناء «جيش البخاري»، المكون من جنود من أصول جنوب صحراوية، حيث اعتبر هذه الفترة التاريخية «مهمة جدًا في تغلغل العنصر البشري والثقافي الأسود في النسيج السياسي والاجتماعي والثقافي للمغرب»، حيث سيظهر إلى الوجود أحد أهم المكونات الثقافية التي تبرز التأثير الأفريقي لجنوب الصحراء على منطقة شمال أفريقيا، وبالضبط في مجال الموسيقى الثقافية الشعبية، وذلك بالتوازي مع التأثير الأندلسي الشمالي، حيث ظهر في تلك الفترة نوع موسيقي جديد عُرِف باسم «الموسيقى الكناوية»، ومعه طريقة صوفية جديدة عُرِفت باسم «الزاوية الكناوية»، التي سيشدد على أن ما يميزها الموسيقى «الكناوية» ذات الإيقاعات الأفريقية المميزة، التي تستخدم فيها عدة آلات موسيقية، هي «الكنبري» أو «الهجهوج» والطبل والمزمار و«صنوج» حديدية، فيما يلبس العازفون لباسًا خاصًا يميزهم، يتكون، عادة، من ألوان فاقعة، مثل الأحمر والأزرق، ويضعون على رؤوسهم طرابيش تتميز بلونها وزخرفتها بالصدف. وعادة ما يترافق العزف الصاخب مع أهازيج وأغانٍ مبهمة المعاني تظهر عليها بوضوح اللكنة الأفريقية عند نطق الكلمات، مع طابع حزين يمكن لمسه خلف صخب الأصوات والألوان.

وقد يهمك أيضًا:

علماء الآثار يكتشفون "إكسير الخلود" في قبر صيني قديم

علماء الآثار يكتشفون غرفة سرية في دارة الإمبراطور نيرون

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليونيسكو توافق على تسجيل كناوة المغربي ضمن التراث الثقافي اللامادي اليونيسكو توافق على تسجيل كناوة المغربي ضمن التراث الثقافي اللامادي



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon