بغداد – نجلاء الطائي
أعلن فريق أثري أميركي، الخميس، عن إكتشاف بقايا هياكل عظمية لستة أشخاص يعود تاريخ بعضها لعهد الامبراطورية الأخمينية، قبل 2400 عام، والأخرى لمرحلة العصر الإسلامي في القرنين الثامن والسابع عشر بعد الميلاد، مبينًا أن ذلك تم خلال أعمال توسيع أحد الطرق في إقليم كردستان.
وأكد رئيس الفريق البحثي، عالم الآثار الأميركي البروفيسور ميشيل دانتي، من جامعة بوسطن، وفقًا لما أورده موقع انترناشنال بزنز تايمز الإخباري البريطاني، وتابعه "مصر اليوم" أن "الفريق كان يعمل في إقليم كردستان الذي يشهد تنفيذ أعمال تنموية شاملة، حيث أدت الأعمال الإنشائية لتوسيع أحد الطرق إلى الكشف عن عدد من المواقع الأثرية مع قطع ذات أهمية ينبغي استخراجها قبل إكمال تلك المشاريع".
وأضاف دانتي بقوله :"أن الأعمال الإنشائية الجارية على الطريق، كشفت عن وجود قبر ومدفن قديم خشينا أن يتعرض للنهب أو تضرر القطع الأثرية الموجودة فيه، ما استوجب حمايته وإستخراج تلك القطع بسرعة، وبنحو حرفي، لإتاحة المجال للأعمال الانشائية"، مشيرًا إلى أن "الفريق لم يتمكن بعد من تحديد عدد المدفونين في القبر لأن بعض البقايا متشابكة برغم أنه يرٌجح أن يكونوا ستة أشخاص".
وذكر عالم الآثار، أن القبر قد اسٌتخدم خلال حقبتين زمنيتين مختلفتين ممتدتين من عصر الامبراطورية الأخمينية قبل أكثر من 2400 عام، إلى مرحلة العصر الإسلامي الأول، في القرنين الثامن والسابع عشر بعد الميلاد، مرجحًا أن تكون بقايا الهياكل العظمية المدفونة في القبر من عهد الامبراطورية الأخمينية الممتدة، من 550 إلى 330 قبل الميلاد.
وتابع دانتي أن البقايا البشرية المدفونة والقطع الموجودة معها تدل على أنها تعود لأشخاص لم يكونوا فقراء، بينما لم يعثر الفريق على دليل يؤكد أنهم أغنياء أيضًا، مبينًا أن الفرضية التي يتبناها الفريق ترُجح أن تكون المدافن قد استعملت لدفن أبناء قرى محلية قريبة، وأن قسمًا من الهياكل العظمية فيها تعود لهم.
وأِشار الموقع البريطاني إلى أن الفريق عثر على قطع عديدة في المدفن المكتشف، بينها سوار مزيّن برأسي أفعى مع أوانٍ فخارية، وعظام حيوانية، بما يشير إلى فرضية دفن طعام مع الموتى خلال رحلتهم في الحياة الأخرى بعد الموت.
يُذكر أن العراق وإقليم كردستان، يزخران بالعديد من المواقع الأثرية الخاصة بمختلف الحضارات التي استوطنت المنطقة منذ فجر التاريخ، وأن غالبيتها ما تزال غير مكتشفة، كالسومرية والبابلية والآشورية والأكدية والكلدانية والإسلامية، فضلًا عن حضارات المناطق المحيطة، لاسيما إيران وتركيا، التي غالبًا ما كانت تمد وجودها إلى بلاد ما بين النهرين لخصوبتها وكثرة مياهها واعتدال مناخها.
أرسل تعليقك