c قلعة "مارد" شمال السعودية تستعيد وهجها ومناعتها مجدّدًا - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 16:26:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرّت عليها سبع ملِكات عربيات وتمرّدت أمام "زنوبيا"

قلعة "مارد" شمال السعودية تستعيد وهجها ومناعتها مجدّدًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - قلعة مارد شمال السعودية تستعيد وهجها ومناعتها مجدّدًا

قلعة "مارد" شمال السعودية
القاهرة - مصر اليو

تعد قلعة «مارد» في منطقة الجوف شمال السعودية أهم قلاع الجزيرة العربية التاريخية وتطل هذه القلعة على واحدة من أقدم المستوطنات البشرية وهي «دومة الجندل» التي كانت عاصمة لممالك وحضارات عربية قديمة. وقد تم مؤخراً إعادة ترميم القلعة وأحيطت بها أماكن ترفيهية تجذب الزوار والسياح.

وظهرت المنطقة على مسرح التاريخ المدوّن في العهد الآشوري، وتحدثت المصادر التاريخية عن أن عدداً من الملكات العربية حكمنَ الدول التي قامت فيها، وكانت دومة الجندل عاصمة لها. وحددت المصادر 7 منهن، مشيرة إلى الملكة «سمسي»، ووُضعت على مستوى واحد مع فرعون مصر وآن آمار السبئي، مما يعطي دلالة على المركز الرفيع الذي تمتعت به ملكات دومة الجندل بقلعتها «مارد» المنيعة. القلعة مثّلت سداً منيعاً في وجه المستعمرين، ولعل أبرز من رصد ذلك هو الأمير الراحل عبد الرحمن بن أحمد السديري، أمير منطقة الجوف، تاسع أمير للمنطقة في الفترة من 1943 حتى عام 1990، حيث نجح في جمع تاريخ المنطقة من خلال كتاب حمل اسم «الجوف وادي النفاخ».

ظهرت المنطقة على مسرح تاريخ المدن في العهد الآشوري، وهناك نصوص مكتوبة ومفصلة تتحدث عنها تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. وتقدم هذه النصوص صورة العلاقات السياسية بين هذه المنطقة والأجزاء الأخرى من العالم القديم. وتشير المصادر الآشورية إلى دومة الجندل بـ(أدوماتو)، أو (أدومو)، كما تشير إلى وقوعها ضمن ممتلكات قبيلة قيدار العربية، كما تبدأ الإشارة إلى دومة الجندل في القرن الثالث الميلادي في عهد الملكة العربية الشهيرة (زنوبيا)، ويبدو أن هذه الملكة غزت دومة الجندل، لكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فارتدّت خائبة، وقالت قولها الشهير: «تمرد مارد وعزّ الأبلق»، ومارد هذا هو قصر مارد في دومة الجندل، والأبلق قصر مشهور في تيماء. كما ظهرت المدينة مرة أخرى في السجل التاريخي في القرن الخامس الميلادي عندما سيطر عليها الملك العربي امرؤ القيس، وتبع ذلك ظهور مملكة الأكيدر. وقد ذكر امرؤ القيس في معلقته الشهيرة كلاً من تيماء ودومة الجندل عندما وصف سيلاً أثار الوعول وبث فيها الذعر ودفعها إلى الهرب، تطلب النجاة كل مطلب. والوعول المذعورة الهاربة كالشجر المنكبّ على ذقنه، وسيلة توسّل بها الشاعر لتمثيل عِظم السيل:

فأضحى يسحُّ الماء حول كُتيفة

يكبُّ على الأذقان دوح الكنهبل

ومر على القنّان من نفيانه

فأنزل منها العصم من كل منزل

وتيماء لم يترك بها جذع نخلة

ولا أطما إلا مشيدا بجندل

وكان اسم الجوف يطلق على مدينة دومة الجندل إلى وقت قريب حين تمت تسمية المنطقة بكاملها بهذا الاسم واستعادت دومة الجندل اسمها التاريخي القديم الذي كان يستخدم مرادفاً لاسم الجوف، وتقول المصادر إن مدينة دومة الجندل القديمة وقلعة «مارد» يرجع تاريخهما إلى أكثر من ألفي عام. ورد ذكرها في مدونات من العصر الآشوري وهناك نصوص مكتوبة ومفصّلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، محددةً اسم مدينة دومة الجندل بوصفها مقراً لعدد من الملكات العربيات مثل «تلخونو» و«تبؤة» و«تارابوا» و«زبيبة» و«سمسي». أما قصر «مارد» فهو عبارة عن قلعة مسوّرة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة وأُعيد بناء بعض أجزائها إلا أن القسم الأكبر منها ظل على حالته منذ إنشائها في قديم الزمان. وفي كتابه «في شمال غربي الجزيرة العربية» قال علّامة الجزيرة العربية الراحل الشيخ حمد الجاسر، عن حصن «مارد»: «لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت أن هذا الحصن يقع على جبل أو تل صخري، بمعنى أصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتداً نحو الشرق، حيث تقع شرقه وشماله أرض منخفضة تنتشر فيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الحصن، والحصن يسيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف».

وزار الكابتن بتلر ورفيقه الكابتن أيلمر الجوف عام 1908م وكانت المنطقة تحت حكم ابن رشيد وكان أميرها فيصل بن رشيد الذي كان قد وصل في أثناء الزيارة إلى دومة الجندل ونزل في قلعتها، وبعد أن حصل بتلر على إذن بالسفر من سكاكا إلى دومة الجندل توجها إليها وزارا أميرها وهنا يصف بتلر الزيارة: «بوصولنا إلى الجوف توجهنا إلى القلعة التي يسكنها الأمير وهي قلعة كبيرة مبنية من الحجارة والطين، طولها نحو تسعين ذراعاً وعرضها خمسون، وترتفع جدرانها إلى ما يقرب من أربعين قدماً مع وجود أبراج عند كل زاوية يرتفع البرج منها إلى ستين قدماً تقريباً ولا توجد نوافذ للقلعة، وهي حصن دفاعي منيع، وتوجهنا إلى قاعة للاستقبال حيث تناولنا القهوة ثم خرجنا إلى ساحة شاهدنا فيها المدفعين البريطانيين الصنع اللذين ذكرتهما الليدي آن بلانت، ومن هناك صعدنا السلم المؤدي إلى مجلس فيصل بن رشيد لمقابلته... ووجدنا ابن رشيد يجلس في غرفة ذات سقف منخفض يعتمد على أعمدة خشبية، وكان السجاد يغطي أرضية الغرفة حيث جلس حراسه ورجاله، أما ابن رشيد نفسه فكان يجلس بالقرب من الموقد في الطرف القصيّ من الغرفة، وعند دخولنا نهض الأمير وتقدم لاستقبالنا»

قد يهمك أيضًا:

اتحاد كتاب مصر يطلق جائزة أحمد شوقي الدولية للإبداع الشعري

أحمد حجازي وعبد الحزيز المقالح يفوزان بجائزة "أحمد شوقي" الدولية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلعة مارد شمال السعودية تستعيد وهجها ومناعتها مجدّدًا قلعة مارد شمال السعودية تستعيد وهجها ومناعتها مجدّدًا



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon