توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فنان الكاريكاتير الكردي دجوار إبراهيم لـ"الشرق الأوسط":

أمرُّ بوضع مادي صعب وأنا مصر على البقاء في كردستان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أمرُّ بوضع مادي صعب وأنا مصر على البقاء في كردستان

فنان الكاريكاتير الكردي السوري دجوار إبراهيم
أربيل - مصر اليوم

عشق فنان الكاريكاتير الكردي السوري دجوار إبراهيم منذ صغره، الرسم، وانجذب إليه بعد أن أنهى دراسته الابتدائية في مدينته الحسكة الواقعة في سورية. ثم أكمل مشواره مع هذا الفن في دمشق حيث تنبه ومنذ سن مبكرة إلى الدور الكبير الذي يلعبه فن الكاريكاتير في إيصال الفكرة بسرعة إلى المتلقي، فغاص في أعماقه. لكن التقييد الذي يمارسه النظام السوري منعه من مواصلة التقدم نحو القمة، لذا مع اندلاع الثورة السورية ترك بلده واستقر في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق حيث وجد البيئة المناسبة لإدامة عمله.

دجوار الذي لم يتجاوز بعد عامه 35 عاما درس الفنون التشكيلية في معهد أدهم إسماعيل في دمشق، ومن ثم بدأ العمل كفنان كاريكاتير في دوريات وجرائد محلية كثيرة في العاصمة السورية، وافتتح أول معرض شخصي عام 2008 وبعدها شارك في الكثير من المعارض المشتركة. ويقول الفنان والصحافي دجوار في حديث لـ"الشرق الأوسط": في أربيل سنحت لي الفرص بالعمل مع الكثير من المؤسسات الإعلامية في إقليم كردستان ولكن للأسف الظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها الإقليم الناجمة عن استمرار الحصار الاقتصادي الذي تفرضه بغداد على كردستان، والحرب التي يخوضها الإقليم ضد مسلحي "داعش" ووجود نحو مليوني نازح ولاجئ في كردستان أثر على عملي مع المؤسسات التي أعمل معها، لذا أعمل حاليا بنظام الأون لاين مع مؤسسة باسنيوز الإعلامية الكردية، وتفوقت مع هذه المؤسسة حقيقة لأنها تعطي أهمية للكاريكاتير.

دخوله عالم الكاريكاتير جاء استكمالا لرغبته وموهبته التي كان يمتلكها منذ الصغر، ووجد في الكاريكاتير الوسيلة الأبرز لعرض ما تحمله مخيلته على طول السنوات الماضية من عمره، فدجوار وكما يقول كان يسجل كل المشاهد التي حوله في مخيلته ودمجها مع أفكاره وبدأ بوضعها على الورق وطورها بمرور الوقت وأتقن الخطوط وطور أسلوبه من الرسم اليدوي إلى الرسم الإلكتروني.

ويضيف دجوار: اختياري لهذا الفن وهذا المجال لم يكن صدفة أو مخططا فقد كنت أهوى الرسوم المتحركة وأفلام الكارتون وبنفس الوقت أردت أن أوصل فكرة أو رسالة ما، لأحقق شيئا ما ووجدت فن الكاريكاتير يوصل ما أود أن أوصله وهكذا تقاطعت أفكاري وموهبتي ورغبتي مع هذا الفن الذي أصبح من أكثر الفنون شعبيا وعالميا لعدة أسباب وأهمها سرعة وصول الفكرة في وقت الكثير منا لم يعُد يمتلك الوقت لقراءة مقالة أو عمود صحافي أما الكاريكاتير فيوصل الفكرة بثوانٍ بشكل ساخر وكوميدي أيضا في وقت أصبحت الابتسامة فقيرة في وقتنا هذا لصعوبة الحياة التي نمرُ بِها.

ويصف الفنان الكردي حياته اليومية بالصعبة للتحديات التي تفرضها التزامات الحياة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة، فما يحصل عليه الصحافي من أجور مالية مقابل عمله لا يمكنه من تلبية احتياجاته واحتياجات عائلته. ويوضح بالقول: ما أحصل عليه مقابل عملي الصحافي لا يكفيني ولهذا أمر بوضع مادي صعب وأنا مصر على البقاء في كردستان في هذه المرحلة الحساسة والتي تمسني بشكل خاص ودائما أتعرض لمواقف صعبة لكنني أجاهد حاليا وأجد أن علينا المدافعة على جميع الجبهات لنصل إلى هدفنا.

يُحاول دجوار أن يرسم يوميا رسمة كاريكاتيرية واحدة على الأقل، لكنه يؤكد أن الحدث يتحكم بالأفكار وأهميتها، ويردف بالقول: الكاريكاتير يرتبط بشكل كامل بما يحدث في المنطقة والعالم وما يدور في فلك السياسة ونستطيع القول: إنه إن لم يكن هناك حدث فالأفكار الروتينية هي السائدة. ومؤخرا، اختار دجوار طريقا آخر لقلمه، وتمثل في تكريسه ضد الرصاص والمفخخات والإرهاب، وواكب برسوماته عن الإرهاب الكثير من مراحل النزاع في المنطقة، ويوضح بالقول: لا أقصد بالإرهاب "داعش" فقط، بل هناك أنظمة أيضا تمارس إرهابها على كل شيء، لكن رسوماته عن الأنظمة الإرهابية وفي مقدمتها "النظامان الإيراني والسوري" اللذان يواصلان القتل والاعتقالات والإعدامات بشكل واضح وصريح أمام العالم، ويؤكد: حربي ضد هذه الأنظمة الديكتاتورية لن تنتهي وسأكرس قلمي وريشتي ضد ممارساتهم.

ويسعى هذا الفنان إلى نشر فن الكاريكاتير الكردي في كل أنحاء العالم، وقد جعل هذا المشروع حاليا ضمن أبرز الأهداف التي يعمل من أجل تحقيقها في المستقبل القريب، ويضيف: أتمنى أن أعمل في مؤسسة تضم رسامين كاريكاتير محترفين كي أجعل الفن الكاريكاتيري الكردي أكثر انتشاراً لأن ثقافة الكاريكاتير ستنتشر عندما نهتم بها ونؤسس لها نقابة أو موقعا أو مؤسسة تضم جميع رسامي الكاريكاتير الكرد وأعمالهم ونبذة عنهم من جميع أنحاء العالم وبهذا أستطيع أن أقول: إنني فعلت شيئا على صعيد العمل.

ويختتم دجوار إبراهيم حديثه لنا بالقول: نحن الآن بحاجة إلى مواصلة الحرب الفكرية ضد التنظيمات الإرهابية لاقتلاعها من الجذور، لذا الفن وخاصة الكاريكاتير يُشكل أحد أهم أعمدة الحرب الفكرية ضد كافة أنواع الإرهاب، وأتمنى أن يكون هناك اهتمام كافي بهذا الفن في الشرق الأوسط بحيث يصل إلى مستوى الاهتمام الذي يتمتع به في الغرب وفي الولايات المتحدة الأميركية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمرُّ بوضع مادي صعب وأنا مصر على البقاء في كردستان أمرُّ بوضع مادي صعب وأنا مصر على البقاء في كردستان



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon