توقيت القاهرة المحلي 19:12:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الدنيا رواية هزلية" دعوة للحلم في فضاء ساخر

معالجة جديدة لمسرحية توفيق الحكيم في مكتبة الإسكندرية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - معالجة جديدة لمسرحية توفيق الحكيم في مكتبة الإسكندرية

مكتبة الإسكندرية
القاهرة - مصر اليوم

خيط رفيع بين الممكن والمستحيل، بين الجدية والهزل، تغزل به مسرحية «الدنيا رواية هزلية» أحداثها التي تعرض على خشبة مسرح مكتبة الإسكندرية حالياً، وهي واحدة من ثلاثة عروض حظيت بمنحة مقدمة من المكتبة لتشجيع الشباب على تقديم تجارب خلاقة لا تخضع لقوانين السوق ولا تتسم بالطابع التجاري. تروي المسرحية، التي تعد واحدة من عيون مسرح «عميد المسرح العربي» توفيق الحكيم، مأساة «موظف أرشيف» يدعى «خالد» في مستهل حياته المهنية ويتبع إحدى الجهات الحكومية، حيث تختنق روحه تحت وطأة عمل بيروقراطي ممل ومكرر لا يتطلب أي مجهود، بينما يتوق بكل جوارحه إلى عمل شيء مبتكر وجديد. رئيسه المباشر في العمل يحاصره بمهام تافهة، بينما زميلته «الآنسة علوية» لا هم لها سوى التزين والتجمل وتحظى بامتيازات في الحضور والانصراف بسبب جمالها الذي يجعل الكل يسعى لاسترضائها.

يجد البطل ضالته المنشودة في واحد من الكتب التي تتحدث عما يسمى تناسخ الأرواح وحلول الجسد في أجساد أخرى، حيث يستغل توفيق الحكيم هذا الكتاب باعتباره «المبرر الدرامي»، حيث ينتقل البطل بسبب «الوصفات» التي يحتويها إلى حيوات وأزمنة وشخصيات أخرى في جو من الفانتازيا والخيال الجامح، نراه على سبيل المثال سعيداً منتشياً، لأنّه تحول إلى عالم شهير توصل إلى اكتشاف مذهل يتمثل في إعادة الحياة لخلايا مومياوات فرعونية فارق أصحابها الحياة. تشاركه زوجته حلم الاكتشاف، لكنها تعاني من إهماله الشديد لها على نحو يوشك أن يوقعها في مأزق الخيانة الزوجية. في مشهد آخر، نجد البطل وقد تحول إلى أنطونيو الذي يطارح كليوباترا غراماً مشوباً بالتوتر السياسي بين روما ومصر في أزمنة سحيقة، كما يتحول إلى سياسي تسبب في حرب ذرية وأصبح ضحية لتسمم الأنهار، حيث تناول وجبة أسماك ملوثة بالإشعاع.

وهذه ليست المرة الأولى التي يُعرض فيها هذا النص على خشبة المسرح، فقد سبق تقديمه في ستينات القرن الماضي على خشبة المسرح القومي، من إخراج وبطولة مدحت مرسي وسهير البارودي، بينما تعددت المعالجات الحديثة، من بينها عرض مهرجان «الساقية» الثالث عشر. ويكشف مخرج العرض رامي نادر، عن سبب تحمسه لتنفيذ هذا العمل بالذات: «هذا العمل يجمع بين الفكر والكوميديا في معادلة رائعة، وهذا ما أعجبه منذ قراءته له للمرة الأولى حين كان طالباً في العام الأخير بكلية التجارة، وقام بإخراجه على مسرح الجامعة».

ويضيف رامي قائلاً: «من المعروف أنّ مسرح توفيق الحكيم يُقرأ ولا يُمثل بسبب طابعه الذهني، وهذا يتضمن نوعاً من التحدي المحبب لي، حيث لم نلتزم بالنص الأصلي حرفياً، وأضفنا له العديد من اللوحات الدرامية المستلهمة من مسرحيات أخرى لتوفيق الحكيم أيضاً مثل (مصير صرصار) و(عهد الشيطان)، كما استبدلنا المصلحة الحكومية الموجودة في النص الأصلي بمركز اتصالات أو (كول سنتر) حتى يصبح العرض أكثر قرباً لروح العصر». من جانبه، يؤكد الممثل الشاب أواب شبانة، الذي يجسد الشخصية الرئيسية «خالد»، سعادته بهذا العمل، حيث يقوم بالعديد من الشخصيات مثل «موظف الكول سنتر» و«العالم» و«مدرب التنمية البشرية»، مما يستنفر طاقاته المختلفة ويضعه في تحد قوي، وهو كيفية التنقل من شخصية إلى أخرى بهدوء وسلاسة وعلى نحو مقنع للمتفرج.

قد يهمك ايضا:

محاضرة عن "الكنيسة القبطية" في مكتبة الإسكندرية الأربعاء

تعلم "الهيروغليفية" يجذب المصريين لفك رموز تاريخ أجدادهم

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معالجة جديدة لمسرحية توفيق الحكيم في مكتبة الإسكندرية معالجة جديدة لمسرحية توفيق الحكيم في مكتبة الإسكندرية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon