c طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 19:41:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كشفت أنه يعمل على مساعدتهم على التعايش مع الصدمة

طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب

الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب
واشنطن - مصر اليوم

تتنقل أقلام التلوين بسرعة على الأوراق البيضاء في مخيم النازحين في كاغا باندورو في شمال جمهورية أفريقيا الوسطى إذ ينكب الأطفال على رسم يومياتهم الزاخرة برجال مسلحين ودبابات مع طغيان اللون الأحمر.

وتتأمل الطبيبة النفسية مامي نوريا مينيكو في إحدى الخيم، هذه الرسوم التي تعتبر مؤشرا على الصحة العقلية للأطفال، ومتنفسا يحتاجون إليه بشدة، وتقول "مشكلتهم هي أنهم يتعرضون لمشاهد العنف بشكل يومي".

وتدير هذه الكونغولية البالغة من العمر "43 عامًا" برنامجًا للصليب الأحمر في مخيم النازحين هذا لمساعدة الأطفال الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة.

وتضيف "الرسم يساعد الأطفال على التعبير عما يشعرون به. إنه يوضح ما لا يمكن للأطفال أن يقولوه بصوت عالٍ... في بعض الأحيان، يبدأ بعضهم البكاء بمجرد بدء الرسم".

وتعد مدينة كاغا باندورو التي تستقبل المخيم بمثابة نموذج لدراسة حالة عدم الاستقرار والعنف الدائر في جمهورية أفريقيا الوسطى.

اقرأ أيضًا:

رواية جديدة تُقدِّم قراءة تحليلية عن "الحرب القذرة على سورية"

وتقع هذه المدينة على مسافة حوالى 330 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة بانغي، على تقاطع طرق استراتيجي يستخدمه رعاة الماشية الرحل.

وكانت كاغا باندورو في قبضة الجماعات المسلحة، لمدة خمس سنوات لا هوادة فيها، وهي ميليشيات تسيطر على معظم أرجاء البلد المضطرب. وعادة ما تزعم هذه الميليشيات أنها تدافع عن مجموعات أو ديانات عرقية معينة، لكنها تقاتل فقط من أجل الاستحواذ على الموارد وتقوم بالابتزاز وأعمال العنف.

وزهقت آلاف الأرواح، في هذه الجمهورية التي يبلغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، وفر 650 ألف شخص من ديارهم وهاجر 575 ألفا آخرين، وفقا لأرقام الأمم المتحدة اعتبارا من كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي.

وشاهد العديد من الأطفال خلال أعمال العنف، الضرب وعمليات الاغتصاب والقتل، ورأى البعض منازلهم وهي تتعرض للغزو وأهاليهم يتعرضون للإهانة أو الأذى أو الاختطاف أو القتل.

وعاد الهدوء النسبي في كاغا باندورو، الشهر الماضي مع وصول القوات المسلحة بعدما وقّعت الحكومة و14 من أمراء الحرب اتفاق سلام في شباط /فبراير، وهو الثامن في سلسلة المعاهدات، وفي الوقت الحالي، يقتصر وجود الميليشيات على قاعدتهم، رغم وجود أعمال عنف متقطعة في ضواحي المدينة.

ومكّن برنامج الصليب الأحمر نوريا مينيكو من تحديد 233 طفلا تراوح أعمارهم بين 5 و15 عاما يعانون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

وفيما تجلس على حصيرة، تسأل مجموعة من ستة أطفال: "من حلم حلما سيّئا الليلة الماضية؟" فترتفع ثلاث أياد، وتخبر فلورين البالغة من العمر 10 سنوات وشقيقتها على حرجها كابوسها قائلة "أمي وأبي أتيا لأخذي لكنني أخبرتهما بأنني لا أستطيع الذهاب معهما"، فقد قُتل والداها العام 2013 على أيدي مجموعة سيليكا المسلحة وهي بغالبيتها مسلمة.

وتقول فلورين التي تم تغيير اسمها لحمايتها "عندما أشعر بالضيق أقوم بهذه التمارين وأفكر في وجبة لذيذة"، ويجلس إلى يمينها إيرفيه البالغ 12 عاما، وهذه جلسة العلاج الثالثة له.

وتظهر رسوم إيرفيه دائما الأمور نفسها: شاحنات صغيرة مزودة مدافع رشاشة مثبتة على ظهرها، جثة في النهر، يد في بئر، منزل يحترق ووالده في الداخل.

ويقول "يجب أن أرسم لأنزع الصور من رأسي وأصبح قادرا على النوم"، وتشير والدته إلى أن الجلسات ساعدت الصبي وحسّنت علاقته بها مضيفة "من قبل، كان يبكي طوال الليل. أما هذا الأسبوع فاستيقظ خمس مرات فقط"، ويساعد العلاج أيضا الأهل على فهم سبب رغبة الطفل في الحصول على الاهتمام أو تصرفهم بعدوانية.

وتعترف والدة إيرفيه بأنه "قبل ذلك، عندما لم يطعني ويفعل شيئا سخيفا، كنت أضربه. لم أكن أفهم، لكنني الآن أصبحت أعلم لماذا ونتحدث عن المشكلة سويا".

ويقول البروفسور جان كريسوستوم غودي كبير الأطباء في مستشفى الأطفال في بانغي، إن المشكلات العقلية المرتبطة بالنزاع منتشرة في بلد يعاني من العنف منذ العام 2003. لكن هذه المسألة تعتبر أيضا من المحرمات، ويوضح "إنها مشكلة صحة عامة فعلية. يمكن أن تسبب الصدمة غير المعالجة الاكتئاب وقد تؤدي إلى العنف... إنها تغذي الحلقة المفرغة".

وتضيف نوريا مينيكو أن الأطفال مثل فلورين وإيرفيه الذين شهدوا أعمال عنف شديدة يتحملون عبئا مدى الحياة، وتلفت إلى أنه "لا يمكننا مسح الأحداث من عقولهم... ما نحاول القيام به هو مساعدتهم على التعايش مع الصدمة التي تعرضوا لها".

قد يهمك أيضًا:

كاتدرائية في برشلونة تحصل على رخصة بناء بعد 137 عامًا من تصميمها

وزير التربية والأديان اليوناني يُعلن افتتاح "مسجد أثينا" أمام المصلين في أيلول

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب طبيبة نفسية تؤكد أن الرسم يُخلِّص أطفال أفريقيا الوسطى من كوابيس الحرب



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 02:21 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

تعرّف على أشهر 9 رؤساء للبرلمان المصري

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الراحة النفسية في ارتداء الملابس أهم من المنظر الجذاب

GMT 12:06 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أحدث صيحات حقائب الشاطئ لهذا الصيف

GMT 10:16 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يزهر الخريف

GMT 09:39 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

الفرق بين العطور الصيفية والشتوية

GMT 21:14 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

هواوي تطلق رسميا نظام HarmonyOS لـ 100 مليون جهاز الليلة

GMT 09:33 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج القوس

GMT 22:33 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

أول إعلان رسمي من إدارة بايدن بشأن سد النهضة

GMT 02:37 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان سلامة توضح أن شخصية ليلي في"الأب الروحي" كانت تحدي

GMT 08:22 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

Casio" " تُعلن عن ساعتها الجديدة الذكية "WSD-F20A"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon