القاهرة - محمد التوني
رغم مرور عامين على رحيل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، ما زالت زوجته الإعلامية نهال كمال حريصة على زيارة المنزل الذي عاش فيه آخر لحظات حياته في الإسماعيلية، يوم الجمعة من كل أسبوع، وزيارة قبره، حاملة الورود التي كان يحبها.
وفي الذكرى الثانية لرحيل فارس العامية في مصر والوطن العربى، قالت إن روح الأبنودي تعيش معها، وإنه موجود بنصائحه ودعمه الدائم لها ولأسرته، التي ضمت شخصية جديدة هذا العام وهي حفيدته الأولى "ليلى".
وتوجّهت نهال بسؤال لوزارة التربية والتعليم العالي، كيف تقوم الجامعات الإسبانية بترجمة وتدريس شعر الأبنودي، ولم تفكر أي جهة مصرية في تدريس أشعاره للطلاب، لأنه التخليد الحقيقي لذكرى شاعر يستحق أن يكون موجودا على خريطة التعليم في مصر.
وتضيف: "لقد شاهدت الطلاب الإسبان وهم يلقون شعره باللغة الإسبانية، وكانت فرحة كبيرة، وأعتقد لو كان الأبنودي موجودا في هذه اللحظة لكان في أسعد حالاته، لأنه دائما كان يقول إن عائق اللغة يقف أمام عبور أشعاره إلى العالم".
وأكدت أن ترجمة قصائد الأبنودي إلى الإسبانية مجانية، وليست للبيع التجاري، بل لنشر الثقافة فقط، وأشرف عليها المركز المصري في إسبانيا.
وحول رحلة إسبانيا قالت:"صاحبتني خلالها ابنتي نور الأبنودي، وطلبوا مني الحديث عنه خلال الحفل، وكل ما قلته، إنني عندما أذهب إلى أي مكان لا أجد من لا يعرف الأبنودي".
وأوضحت "نهال" أنها طلبت في خطاب رسمي لوزير الثقافة أن يدرس شعر الأبنودي في الجامعات والمدارس، وأن ما دفعها اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير منظومة التعليم، من خلال متابعتها مؤتمر الشباب في شرم الشيخ، لافتة إلى أن الوزير رحب جدا بالفكرة، وقال إنه أرسل خطابين إلى وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، وردت وزارة التربية والتعليم بأنها لا تدرس شعر العامية في المدارس، رغم أن كل ما طلبته تدريس "أيامي الحلوة" المكتوبة باللغة العربية الفصحى، وهي نموذج لعادات وتقاليد الصعيد.
نهال ترى أن هناك مسافة بين الإرادة السياسية، والأجهزة التنفيذية، حيث وجدت الرئيس متحمسا لتطوير التعليم والمناهج، وفي المقابل لا يوجد أي اهتمام من الأجهزة التنفيذية، وأنه لا بد من إدراج شعر العامية في الجامعات، بينما جاء رد من وزارة التعليم العالى بأنهم سوف يدرسون "أيامي الحلوة" من العام المقبل.
وأضافت أن إحدى الجامعات المصرية الكبرى اتفقت معها على تنظيم يوم مخصص لإحياء ذكرى الأبنودي بندوات حول شعره، وإلقاء قصائده، وبعد الاتفاق على تفاصيل اليوم، تم إلغاؤه دون أي أسباب واضحة، ولا تعلم حتى الآن سبب إلغاء الاحتفال.
وعن آخر ما وصل إليه متحف السيرة الهلالية بأبنود، تقول نهال: متحف السيرة الهلالية حلم الأبنودي طوال سنوات مضت، وكان على مدار ما يقرب من ٣٠ عاما يذهب للشعراء الشعبيين في جميع أنحاء قرى مصر ليقوم بجمع السيرة الهلالية بمجهوده الشخصي، وكان يجمعها من خلال مسجل أهداه له الراحل عبدالحليم حافظ، وكان يقول إن السيرة الهلالية "إلياذة" العرب، ولذلك اختار قرية أبنود لتكون مقرا للمتحف ومكتبة للأطفال وغرفة للباحثين لدارسي التراث الشعبي، وهذا نوع من الوفاء والعرفان لقريته، وتم افتتاح المتحف خلال ذكرى الأربعين لوفاته، لكن المتحف يحتاج إلى دفعة قوية، من حيث تزويده بالمجلدات، والكتب، وإرسال رحلات مدرسية وجامعية للاستفادة من الموروث الثقافي به، ويحتاج إلى إلقاء الضوء عليه أكثر ليكون منارة للثقافة كما كان يحلم الأبنودي.
أرسل تعليقك