توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجح في أن يمازج ما بين معايشة الواقع وشاعرية أحاسيسه الخاصة

خالد سرور يُحيي الأماني القديمة بمعرض "أحلام العصافير" للفن التشكيلي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - خالد سرور يُحيي الأماني القديمة بمعرض أحلام العصافير للفن التشكيلي

الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية
القاهرة - مصر اليوم

لطالما أبهرتنا أعمال الفنان خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، وهذه المرة عاد ليذكرنا بأحلامنا البسيطة التي سمحنا لها بأن تتلاشى ويطولها النسيان منشغلين بصراعتنا المستمرة مع الواقعة، إلا أن "سرور" استطاع أن يوقظ هذه الأحلام من جديد عبر مجموعة من أعمالها التي يضمها معرضه المقام في قاعة "الزمالك" للفن في العاصمة المصرية "القاهرة".

فإذا كنا قد تخلينا في منتصف الطريق عن أحلامنا الصغيرة أو «أحلام العصافير» - كما يطلق عليها الفنان في عنوان معرضه - عن عمد أو غير عمد - أو سقطت هي بفعل تغيرات الزمن وتبدل حساباتنا وتوازناتنا الخاصة، فإنه لا تزال أمامنا فرص لاستدعائها واستعادة «حلاوة» الإحساس بها، ولذة تمني تحقيقها، ففي رسالة أمل وإحياء للأماني القديمة يذكرنا سرور بأنه «لا يزال بإمكاننا إحياء براءة طفولتنا ونقاوتنا؛ واستعادة الأحلام التي فقدناها عبر السنين أثناء مواجهاتنا العنيفة للواقع وصراعنا الشرس معه».
ومن المؤكد أن الفنان الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، لا يرمي إلى العمل على تحقيق الأماني نفسها بكل بساطتها و«طفولتها» و«سذاجة» معظمها، والدليل على ذلك أننا لا نلتقي فقط داخل لوحاته بساحات للبهجة واللعب يمارس فيها الصغار غريزتهم الطفولية بتلقائية أو نشاهد دمى على مسرح العرائس تؤدي أدواراً مفعمة بالبراءة والمرح، لكننا أمام أطفال يتمتعون بنظرات تحاول إعادة قراءة الواقع، وتحمل الكثير من المعاني والإيحاءات، ويغلفها حال من الترقب والانتظار. وإذا كان سرور نجح أن يحفزنا على الاستمتاع بحكايات سطوحه والاستماع إلى حديث شخوصه الصغار بشغف، فإنه استطاع أن يطمئنا بأنه رغم كل شيء «لسه الأماني ممكنة»، على حد تعبيره، وأنه «لا ينبغي لنا أن نستغني عن طزاجة أفكارنا واتساع خيالنا وجنون آمالنا مثلما كنا نفعل في سنوات عمرنا الأولى!».

إلى هذا، تزود تجربته الإبداعية المتلقي بطاقة نور داخلي، وتبث داخله الحماس لمزيد من الأحلام، ولا سيما أنه نجح أن يمازج ما بين معايشة الواقع وشاعرية أحاسيسه الخاصة وثراء «درامية» أسلوبه، ذلك كله جاء أيضاً متضافراً مع جماليات اللوحات التي تشغل بالنقاء واتساع الأفق والخيال، وكأنها عمل أدبي يضطرنا إلى الوقوف أمام مرآة صادقة لأنفسنا.

إلى هذا، تدهشك على مسطح لوحاته مساحات الألوان الناصعة المبهجة والحالة التعبيرية التي يشكلها من خلال خطوط بسيطة مرحة حررها من القيود الأكاديمية، لتحقق مبتغاه في تجريد الأشكال والتسطيح مع الإيحاء للمتلقي بالبعد الثالث، مستعيناً في ذلك بالألوان وبتكوين منتقى لعناصر اللوحة يستند إلى وضع عنصر ضخم في مقدمتها وآخر صغير في الخلفية، ليشكلا معاً التوهم بالبعد الثالث داخل لوحات مفعمة بالأحاسيس التي تتدفق عبر حركة الأطفال التلقائية ونظراتهم الصادقة.

ومن اللافت أيضاً في أعماله بالمعرض، الممتد إلى 4 أبريل (نيسان) الحالي، احتفاؤها بالرمزية، التي تتخذ مستويات عدة؛ ويقول سرور لـ«الشرق الأوسط»، «عندما أريد توصيل رسالة لا بد من التأكيد على أشياء معينة، وهنا تبرز أهمية الرموز بدلالاتها»؛ ولذك يسترجع من التراث ويستمد من البيئة بعض المفردات والموتيفات المهمة مثل الهلال، والبيوت القديمة، والنجمة الفرعونية، والسمكة، والمراكب الورقية الصغيرة، وبعض الطيور المتحررة من أقفاصها، إلى جانب المساحات البيضاء التي ترمز إلى النقاء والشفافية، وانتقائه للألوان الصريحة من دون تدرجات لونية بما يساعده على تحميل اللوحات مزيداً من الرمزية، فلا يزال محتفياً بالحضور البارز للألوان الساخنة، ولا سيما الأحمر والبرتقالي والأصفر في محاولة إلى بث دفء المشاعر وتعميق الإحساس بالحماس داخلنا تجاه أحلامنا، وجاء اهتمامه باستخدام اللون الأسود ليؤكد ويبرز وضوح هذه الألوان وحميمتها، لتخليص أرواحنا من هموم ومشاكل الواقع رغم أنف «كورونا»، على حد وصفه

قد يهمك أيضًا:

أستاذة في العلاقات الدولية تقترح تأسيس بنك معلوماتي أفريقي

"إبداعات قصصية" تشارك بـ4 إصدارات حديثة في معرض الكتاب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالد سرور يُحيي الأماني القديمة بمعرض أحلام العصافير للفن التشكيلي خالد سرور يُحيي الأماني القديمة بمعرض أحلام العصافير للفن التشكيلي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon