توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عسقلاني يعرض مجسّمات ذات بنيان ضخم لأشخاص في وضع الركوع

غاليري"ضي" للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في القاهرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - غاليريضي للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في القاهرة

غاليري "ضي" للفنون في القاهرة
القاهرة - مصر اليوم

استضاف غاليري "ضي" للفنون في القاهرة معرضين لاثنين من الفنانين المتميزين، أحدهما في مجال التصوير والآخر في مجال النحت ,المعرض الأول للفنان وائل درويش وهو واحد من الفنانين المصريين المتعددي النشاط، تراوح تجربته بين التصوير والتجهيز، كما أن له تجارب خاصة في الفن الرقمي، وإن كان كثّف نشاطه أخيرًا في مجال التصوير, أما المعرض الآخر فهو لأحمد عسقلاني، وهو من أبرز الأسماء الشابة في مجال النحت في مصر.

التجربة التي يعرضها درويش تحت عنوان "لا توقع" هي حصيلة عمل ممتد من 2011 حتى 2017، وهي سنوات اتسمت باضطراب أوضاع مصر وعدد من البلدان العربية، ومن ثم كان لها تأثير واضح على تلك التجربة. يجمع درويش شتات أفكاره، ويلملم تناقضات الوضع في مساحة اللوحة ليعبر عن ما يعتريه أو يشعر به إزاء ما حدث. في اللوحات، بشر يتحركون في فراغ من اللون والخطوط والعلامات، ونقاط مضيئة وخربشات تتناثر فوق المساحة. تتخلل المشهد عناصر أخرى متّخمة بالرمز، طيور وأقفال ومائدة خاوية وهواتف ذات طراز قديم ورقعة للشطرنج. الأعمال التي يعرضها درويش متفاوتة في المساحة، ويجاوز بعضها الثلاثة أمتار عرضًا هي مساحات بانورامية لمشهد محتدم بالدراما، تتحرك فيه هذه العناصر لتصنع لنا حالة تصويرية متفردة.

للبشر وجود طاغٍ في أعمال وائل درويش، فهو يرسمهم أفرادًا أو في حشود متلاصقة، مؤكدًا الملامح تارة أو مكتفيًا برسم الخطوط الخارجية للجسد أو الوجه. أشكال ظلية تظهر وتختفي، تتوارى أشباحها خلف تراكمات اللون والخطوط والتهشيرات. في واحدة من لوحاته، رسم درويش أربعة أشخاص يرتدون أزياء رسمية، مع ربطات العنق التي تتدلى على صدورهم كالمشانق. هؤلاء بلا رؤوس، مجرد هياكل منصوبة تحتل ثلثي المساحة، وفي الخلفية حشود ضبابية لبشر ينتظرون، وتفصل بين المشهدين مساحة مشتعلة من الأحمر القاني كلون الدم. في لوحة أخرى كبيرة، يظهر وجه عملاق كأنه ينبثق من رحم الأرض، وعلى الجانب يحاول أحدهم التسلق باتجاه السماء، وثمة خيوط أفقية تحتلها أسراب من الطيور. هكذا يوظف درويش رموزه، ويستخدم مفرداته على سطح العمل. هو يؤطر مساحاته اللونية بخطوط قاتمة أو يترك حدودها أحياناً مفتوحة ليتوالد بينها لون جديد.

في تجربة درويش تشتبك رمزية العناصر بالمقومات التصويرية، فلا تستطيع الفصل بينهما. لوحاته مليئة بالرمز لكنه رمز غير مخل، لا يطغى فيه المعنى على الشكل ولا يجور الشكل على المعنى.

 عرض الفنان أحمد عسقلاني مجموعة متنوعة من أعماله النحتية. الأعمال التي يقدمها عسقلاني مقسّمة إلى مجموعتين، تعتمد الأولى على الممارسة التقليدية في تنفيذ المجسّم النحتي من طريق الخامات المعروفة والمتداولة، وهو يعتمد على خامة البرونز تحديدًا. أما المجموعة الثانية فهي خاصة بالمجسّمات المنفّذة بسعف النخيل، وهو محور تجربة عسقلاني وقلبها. تنتشر الصناعات المعتمدة على سعف النخيل في ربوع مصر والعالم العربي، لكنها قاصرة كما هو معروف على صناعة السِلال والأغراض المنزلية. التفت عسقلاني إلى تلك الخامة المحلية الشديدة الخصوصة كجزء من بحثه عن هوية تميزه، ولعله نجح في ذلك إلى حد كبير، فقد تحوّلت مجسّماته المصنوعة منها إلى علامة دالة على تجربة يخوضها بكثير من الحنكة ويتعامل معها كجزء من تكوينه الثقافي كواحد من أبناء صعيد مصر حيث ينتشر استخدام هذه الخامة، والأهم من ذلك أنه يسعى إلى تطويرها بالبحث عن فضاءات جديدة لتوظيفها كخامة طيّعة وقابلة للإضافة والاكتشاف.

يعرض عسقلاني مجسّمات صرحية شكّل بها رؤية بصرية تجهيزية في فضاء القاعة. هي مجسّمات متجاورة ذات بنيان ضخم لأشخاص في وضع الركوع. هو تجهيز في الفراغ يكتسب حضوره من تجاور هذه العناصر مجتمعة، فيما يهيئ الفنان للمشاهدين الفرصة لدخول قلب العمل والاستمتاع بصرحية البناء والتكوين. الأشكال تتمتع بحميمية، وثمة حالة من الوجد الصوفي تسيطر على الأجواء.

قدّم عسقلاني أعماله تلك تحت عنوان «مناجاة»، وهو إطار عام تنسجم تحته المعروضات. وتقف تجربة الفنان في مجال النحت بثقة بين غيرها من التجارب. فهو يملك بصمته الخاصة وأبلغ ما في هذه التجربة هو حرصه على البحث والاكتشاف في مواجهة مقولات الحفاظ على السائد والمستقر.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاليريضي للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في القاهرة غاليريضي للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في القاهرة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon