c غاليري"ضي" للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عسقلاني يعرض مجسّمات ذات بنيان ضخم لأشخاص في وضع الركوع

غاليري"ضي" للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في القاهرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - غاليريضي للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في القاهرة

غاليري "ضي" للفنون في القاهرة
القاهرة - مصر اليوم

استضاف غاليري "ضي" للفنون في القاهرة معرضين لاثنين من الفنانين المتميزين، أحدهما في مجال التصوير والآخر في مجال النحت ,المعرض الأول للفنان وائل درويش وهو واحد من الفنانين المصريين المتعددي النشاط، تراوح تجربته بين التصوير والتجهيز، كما أن له تجارب خاصة في الفن الرقمي، وإن كان كثّف نشاطه أخيرًا في مجال التصوير, أما المعرض الآخر فهو لأحمد عسقلاني، وهو من أبرز الأسماء الشابة في مجال النحت في مصر.

التجربة التي يعرضها درويش تحت عنوان "لا توقع" هي حصيلة عمل ممتد من 2011 حتى 2017، وهي سنوات اتسمت باضطراب أوضاع مصر وعدد من البلدان العربية، ومن ثم كان لها تأثير واضح على تلك التجربة. يجمع درويش شتات أفكاره، ويلملم تناقضات الوضع في مساحة اللوحة ليعبر عن ما يعتريه أو يشعر به إزاء ما حدث. في اللوحات، بشر يتحركون في فراغ من اللون والخطوط والعلامات، ونقاط مضيئة وخربشات تتناثر فوق المساحة. تتخلل المشهد عناصر أخرى متّخمة بالرمز، طيور وأقفال ومائدة خاوية وهواتف ذات طراز قديم ورقعة للشطرنج. الأعمال التي يعرضها درويش متفاوتة في المساحة، ويجاوز بعضها الثلاثة أمتار عرضًا هي مساحات بانورامية لمشهد محتدم بالدراما، تتحرك فيه هذه العناصر لتصنع لنا حالة تصويرية متفردة.

للبشر وجود طاغٍ في أعمال وائل درويش، فهو يرسمهم أفرادًا أو في حشود متلاصقة، مؤكدًا الملامح تارة أو مكتفيًا برسم الخطوط الخارجية للجسد أو الوجه. أشكال ظلية تظهر وتختفي، تتوارى أشباحها خلف تراكمات اللون والخطوط والتهشيرات. في واحدة من لوحاته، رسم درويش أربعة أشخاص يرتدون أزياء رسمية، مع ربطات العنق التي تتدلى على صدورهم كالمشانق. هؤلاء بلا رؤوس، مجرد هياكل منصوبة تحتل ثلثي المساحة، وفي الخلفية حشود ضبابية لبشر ينتظرون، وتفصل بين المشهدين مساحة مشتعلة من الأحمر القاني كلون الدم. في لوحة أخرى كبيرة، يظهر وجه عملاق كأنه ينبثق من رحم الأرض، وعلى الجانب يحاول أحدهم التسلق باتجاه السماء، وثمة خيوط أفقية تحتلها أسراب من الطيور. هكذا يوظف درويش رموزه، ويستخدم مفرداته على سطح العمل. هو يؤطر مساحاته اللونية بخطوط قاتمة أو يترك حدودها أحياناً مفتوحة ليتوالد بينها لون جديد.

في تجربة درويش تشتبك رمزية العناصر بالمقومات التصويرية، فلا تستطيع الفصل بينهما. لوحاته مليئة بالرمز لكنه رمز غير مخل، لا يطغى فيه المعنى على الشكل ولا يجور الشكل على المعنى.

 عرض الفنان أحمد عسقلاني مجموعة متنوعة من أعماله النحتية. الأعمال التي يقدمها عسقلاني مقسّمة إلى مجموعتين، تعتمد الأولى على الممارسة التقليدية في تنفيذ المجسّم النحتي من طريق الخامات المعروفة والمتداولة، وهو يعتمد على خامة البرونز تحديدًا. أما المجموعة الثانية فهي خاصة بالمجسّمات المنفّذة بسعف النخيل، وهو محور تجربة عسقلاني وقلبها. تنتشر الصناعات المعتمدة على سعف النخيل في ربوع مصر والعالم العربي، لكنها قاصرة كما هو معروف على صناعة السِلال والأغراض المنزلية. التفت عسقلاني إلى تلك الخامة المحلية الشديدة الخصوصة كجزء من بحثه عن هوية تميزه، ولعله نجح في ذلك إلى حد كبير، فقد تحوّلت مجسّماته المصنوعة منها إلى علامة دالة على تجربة يخوضها بكثير من الحنكة ويتعامل معها كجزء من تكوينه الثقافي كواحد من أبناء صعيد مصر حيث ينتشر استخدام هذه الخامة، والأهم من ذلك أنه يسعى إلى تطويرها بالبحث عن فضاءات جديدة لتوظيفها كخامة طيّعة وقابلة للإضافة والاكتشاف.

يعرض عسقلاني مجسّمات صرحية شكّل بها رؤية بصرية تجهيزية في فضاء القاعة. هي مجسّمات متجاورة ذات بنيان ضخم لأشخاص في وضع الركوع. هو تجهيز في الفراغ يكتسب حضوره من تجاور هذه العناصر مجتمعة، فيما يهيئ الفنان للمشاهدين الفرصة لدخول قلب العمل والاستمتاع بصرحية البناء والتكوين. الأشكال تتمتع بحميمية، وثمة حالة من الوجد الصوفي تسيطر على الأجواء.

قدّم عسقلاني أعماله تلك تحت عنوان «مناجاة»، وهو إطار عام تنسجم تحته المعروضات. وتقف تجربة الفنان في مجال النحت بثقة بين غيرها من التجارب. فهو يملك بصمته الخاصة وأبلغ ما في هذه التجربة هو حرصه على البحث والاكتشاف في مواجهة مقولات الحفاظ على السائد والمستقر.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاليريضي للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في القاهرة غاليريضي للفنون يستضيف فنانين متميزين في مجال التصوير والنحت في القاهرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon