c أشعار عنترة بن شداد تترجم للإنجليزية والأدب الأوروبي يُنشر بالعربية - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قامت جامعة نيويورك بإصدار الترجمة الرابعة لمعلقته "الذهبية"

أشعار عنترة بن شداد تترجم للإنجليزية والأدب الأوروبي يُنشر بالعربية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أشعار عنترة بن شداد تترجم للإنجليزية والأدب الأوروبي يُنشر بالعربية

ترجمة أشعار عنترة بن شداد
نيويورك - مصر اليوم

حين تكون حركة الترجمة في أي ثقافة في حالة صحية، فإنها تتحرك مثل بندول ساعة منتظم جيئة وذهاباً بين قطبين هما: اللغة المنقول منها (اللغة الأصل) واللغة المنقول إليها (اللغة الهدف)، بما يخصب كلتا اللغتين. وخلال هذا العام صدر كتابان يتحركان في هذين الاتجاهين: أحدهما ترجمة إنجليزية لشاعر عربي قديم من القرن السادس الميلادي هو عنترة بن شداد، والآخر ترجمة عربية لطائفة من قصائد الشعر القصصي الرومانسي الإنجليزي تمتد زمنياً منذ نهاية القرن الثامن عشر إلى مطلع العقد الرابع من القرن التاسع عشر.

الكتاب الأول يحمل عنوان: «أغنيات الحرب» ويضم ترجمة لمعلقة الشاعر الجاهلي عنترة؛ ومطلعها:

هل غادر الشعراء من متردم

أم هل عرفت الدار بعد توهم؟

أقرأ أيضًا:

بريطاني يشتري قطعة أثرية عمرها 4000 عام مُقابل 5 دولارات فقط

وقد نقلها إلى الإنجليزية جيمس أ.مونتغومري، وصدرت عن مطبعة جامعة نيويورك في 241 صفحة.  وهي رابع ترجمة إنجليزية لهذه المعلقة؛ إذ سبق أن قدم المستشرق ويليام جونز أول ترجمة لها في أواخر ثمانينات القرن الثامن عشر، ثم تلتها ترجمة الشاعر والمستشرق ألفريد سكاون بلنت، ثم ترجمة المستشرق ج.أ. آربري (ثمة أطروحة دكتوراه ممتازة في المقارنة بين هذه الترجمات قدمتها لجامعة القاهرة الدكتورة هدى شكري عياد ابنة القاص والناقد المصري الكبير في أواخر القرن الماضي).

مكانة عنترة في التراث الأدبي العربي راسخة، فهو أحد شعراء المعلقات السبع (دعيت معلقته «القصيدة الذهبية») وفي المخيلة الشعبية أيضاً. هناك السير الشعبية عنه مثل سيرة بني هلال والزناتي خليفة، والظاهر بيبرس، وهناك في القرن العشرين أعمال أدبية تستوحيه مثل مسرحية أحمد شوقي الشعرية «عنترة»، وكتاب محمود تيمور «ويك عنتر»، ورواية محمد فريد أبو حديد «أبو الفوارس عنترة بن شداد»، وكتاب شكري عياد ويوسف نوفل «عنترة الإنسان والأسطورة». وفي بغداد يقوم تمثال له من صنع ميران السعدي.

ما نعرفه عن شخص عنترة التاريخي قليل (لا يأتي كتاب «الأغاني» للأصفهاني إلا على سيرة موجزة له؛ بل إن البعض قد شكك في وجوده التاريخي أصلاً، وذهب آخرون إلى أن طول المعلقة المنسوبة إليه يوحي بأنه قد أضيفت إليها أشياء من نظم شعراء لاحقين. وما يرويه رواة مثل حماد الراوية الفارسي غير موثوق به)، لكن القليل الذي وصل إلينا منه يقول إنه ينتمي إلى قبيلة عبس في وسط جزيرة العرب، وإنه ولد لأب عربي وأم جارية سوداء، وإنه في شبابه كان عبداً راعياً للأغنام، ثم برز بشجاعته في حرب داحس والغبراء بين قبيلة عبس وقبيلة ذبيان، وإنه كان يعشق ابنة عمه عبلة. ويقال إنه لقي مصرعه في غارة على قبيلة طيئ، وإن كان الأصفهاني يورد روايات مختلفة عن مصرعه.

وترجمة مونتغومري تضع تحت أنظار قارئ اللغة الإنجليزية في الألفية الثالثة هذا الشاعر العاشق الفارس الذي غبر عليه نحو 15 قرناً. لقد دعا المستشرق الإنجليزي مؤرخ الأدب العربي ر.أ. نيكلسون عنترة «أخيل البادية» مشبهاً إياه بالبطل الإغريقي الذي سدد رمحه إلى هيكتور الطروادي فأرداه قتيلاً.

ولكن أمير حسين راجحي في مقالة له بـ«ملحق التايمز الأدبي»، في 12 أبريل (نيسان) 2109، يذهب إلى أن عنترة أقرب إلى بطل إغريقي آخر هو يوليسيز (أوديسيوس) واسع الحيلة، فشعر عنترة هو «الحيلة» التي يتوسل بها إلى إثبات وجوده وجدارته بيد محبوبته وإقرار مكانته في السلم الاجتماعي وتحوله من العبودية إلى الحرية.

الكتاب الثاني عنوانه: «نصوص من الشعر القصصي الرومانسي الإنجليزي» (المركز القومي للترجمة بالقاهرة) للدكتور محمد عناني أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة وأقدر من يترجم الشعر شعراً في يومنا هذا.

يضم الكتاب 5 قصائد ذات أجواء أسطورية وقروسطية هي: «الملاح الهرم» لكولردج، و«لاميا أو الأفعوانة» لكيتس، و«الحسناء القاسية القلب» لكيتس، و«الاستر أو روح العزلة» لشلي (تتحول كلمة «العزلة» بفعل خطأ طباعي في فهرس الكتاب إلى «الغزالة»)، و«حسناء جزيرة شالوت» لألفريد تنسون، مع مقدمة وتعريفات بالقصائد. وينتهي الكتاب بالنصوص الإنجليزية الكاملة للقصائد المترجمة على نحو يتيح للقارئ أن يعارض الترجمات على الأصل.

ولكي تعرف الإضافة التي تضيفها هذه الترجمات الشعرية قارنها بترجمات نثرية سابقة. لقد ترجم ماهر شفيق فريد مثلاً طرفاً من قصيدة تنسون «سيدة شالوت» في كتابه «قاعة من المرايا» (2011) وهاك طرفاً من ترجمته: «راقدة في ثوب أبيض كالثلج - يتطاير فضفاًضا شمالاً ويميناً - وأوراق الشجر تسقط عليها خفيفة - خلال ضوضاء الليل - انساقت متجهة إلى كاميلوت - وإذ تعرجت مقدمة القارب - بين التلال المكسوة بأشجار الصفصاف والحقول - سمعوها تغني أغنيتها الأخيرة - سيدة شالوت».

كيف تجد هذه الترجمة؟ إني أجدها الآن (وقد جعلني مر الغداة وكر العشية كضيف العرس في قصيدة «الملاح الهرم» أكثر حكمة وأشد حزناً) ترجمة مائية! أعني أنها كالماء بلا لون ولا طعم ولا رائحة. إنها تخلو من عنصر الموسيقى؛ وإذا غابت الموسيقى فقل على الشعر السلام. ولكن أنفاس الحياة لا تلبث أن ترف على هذه الأبيات وتضخ الدماء في عروقها حين يحولها عناني إلى هذا الشعر: «كانت ترقد لابسة ثوباً في لون الثلج الناصع - وشمالاً ويميناً طارت أطراف الثوب الواسع - وعليها تتساقط أوراق الشجر الهفهاف - وسط الأصوات المألوفة لليل الرفاف - والقارب يطفو فوق الماء إلى كاميلوت - كان مقدم هذا القارب يتلوى بين الموجات - وأشجار الصفصاف على المرتفعات - تحتضن حقولاً عامرة ونبات - تسمع آخر تلك الأغنيات - من فم غادة شالوت».

لقد تراكم عبر السنين حصاد وفير من الترجمات العربية (أغلبها منثور وأقلها منظوم) للشعراء الرومانسيين الإنجليز: هناك ترجمات شعراء مدرسة أبولو مثل إبراهيم ناجي وعلي محمود طه ومختار الوكيل في ثلاثينات القرن الماضي، وترجمة لويس عوض لمسرحية شلي الغنائية «برومثيوس طليقاً» وقصيدته «أدونيس»، وترجمة عبد الرحمن بدوي العظيمة لقصيدة بايرون «أسفار أتشايلد هارولد» (يخفق عناني في تقدير مكانة بدوي مفكراً ومنشئاً ومترجماً، وهي نقطة عمياء مؤسفة لدى ناقد على مثل هذا الحظ من البصيرة والبصر)، وكتاب «الرومانتيكية في الأدب الإنجليزي» لعبد الوهاب المسيري ومحمد علي زيد (ثاني الرجلين خير من الأول وإن يكن اسمه أقل ذيوعاً).

وترجمة عناني تتويج لهذه الجهود السابقة ودفع بها إلى آماد أبعد وذراً أعلى؛ إذ اجتمع لديه ما لم يجتمع لغيره من علم أكاديمي ومعايشة طويلة للنصوص وذائقة شعرية وقدرة على التصرف في أعاريض الخليل والأخفش ومعرفة بأسرار الإنجليزية والعربية على السواء

وقد يهمك أيضًا:

باحث يأمل بإثبات نظرية أينشتاين في فيزياء الكم وتجاوز فشل السابقين

عرض رسائل نادرة بخط يد أينشتاين في المزاد العلني

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشعار عنترة بن شداد تترجم للإنجليزية والأدب الأوروبي يُنشر بالعربية أشعار عنترة بن شداد تترجم للإنجليزية والأدب الأوروبي يُنشر بالعربية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon