توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسجد "سيدي رمضان" في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مسجد سيدي رمضان في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون

المساجد العتيقة
الجزائر - مصر اليوم

تحتضن أرض الجزائر كثير من المساجد العتيقة التي يعود تاريخها لمئات السنين، وتتوزع عبر أغلبية محافظاتها الـ58. وأينما تحط الرحال بمدينة جزائرية وإلا تسمع عن اسم "المسجد العتيق"، قد يكون بهذا الاسم أو أن مساجد أخرى بتسميات مختلفة لكنها عتيقة تروي كلها قصة تعلق هذا الشعب العربي بدينه الإسلامي الحنيف. 

ومن بين أقدم تلك المساجد يوجد "جامع سيدي رمضان" الواقع بحي القصبة العتيق بمدينة الجزائر العاصمة والمصنف تراثاً عالمياً من قبل منظمة "اليونسكو" عام 1962، وتم بناءه من قبل حكام "بني مزغنة" قبل 10 قرون خلت. تكشف الوثائق التاريخية عن "جامع سيدي رمضان" أن تأسيسه كان بين القرنين الـ10 ميلادي والـ11، وبني على أنقاض المدينة الرومانية "إيكوزيوم" من قبل "بني مزغنة" الذين وضعوه ضمن حدود دولتهم التي كانت ممتدة آنذاك من منطقة "باب عزون" بالقصبة السفلى إلى منطقة باب الوادي.

فيما أشارت أبحاث تاريخية أخرى، إلى أن بنائه كان في القرن الـ10 ميلادي من قبل قبائل أمازيغ، وهو ما يجعله في المحصلة واحدا من أقدم المساجد بالجزائر.  كما تشير الأبحاث التاريخية عن هذا المسجد العتيق، بأن تدشينه تم عام 362 هجري الموافق لـ973 ميلادي في عهد بولوغين بن زيري، فيما ورد في لوحة تذكارية توجد بـ"جامع سيدي رمضان"، وهي عبارة عن رخامة موضوعة في أحد أركان مقصورة المسجد، وكُتب عليها: "بسم الله الرحمن الرحيم، تم تدشين جامع سيدي رمضان سنة 1622م".

تباين أصل تسمية "جامع سيدي رمضان" بين الباحثين الجزائريين، ومن أكثرها تداولا أن تسمية هذا الصرح الديني مشتقة من اسم أحد جنود الجيش الإسلامي الذي شارك في حملة الفتوحات الإسلامية بمنطقة شمال أفريقيا وهو القائد العربي "عقبة بن نافع"، واستقر بالجزائر إلى غاية وفاته، حيث تم دفنه بإحدى زوايا المسجد. غير أن باحثين آخرين يقولون إن أصل تسميته يعود إلى ولي صالح يسمى "سيدي رمضان" تعود أصوله إلى ولاية بسكرة الواقعة في جنوب شرق الجزائر، فيما أشارت أبحاث أخرى بأن "سيدي رمضان" كان واحدا من علماء الحنفية والمالكية في الجلسات القضائية التي كانت تعقد في المسجد.

وخلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830– 1962)، نجا جامع "سيدي رمضان" من تحويله من قبل جنود الاحتلال إلى كنائس أو اسطبلات للخنازير والأحصنة أو مسكن لجنوده كما فعل مع كثير من مساجد الجزائر. إلا أن سلطات الاستعمار الفرنسي قررت مصادرة أوقاف الجامع والتي قدرت حينها بنحو 50 عقارا وبناية كانت تستعمل مداخيلها في معاشات موظفي الجامع والصيانة.
 
تبلغ مساحة جامع "سيدي رمضان" الواقع بالعاصمة الجزائرية 400 متر مربع، وطوله 32 مترا، وعرضه 12 مترا، وتصل طاقة استيعابه الإجمالية للمصلين إلى 1000 مصلٍ، وبه مئذنة واحدة يبلغ طولها 10 أمتار بالطراز المغاربي. ويظهر جامع "سيدي رمضان" شامخاً بخليج الجزائر رغم عوامل الزمن، ويتم الوصول إليه عبر الأزقة الضيقة التي تميز حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة. ويحمل سقف المسجد 18 عموداً من الحجارة، وتبعد كل واحدة عن الأخرى بنحو 3 أمتار، فيما يشد السقف 4 أعمدة بأشكال عادية تنتهي بنقوش هندسية في أعلاها.

وينقسم المسجد إلى 3 أروقة بالطول و9 أروقة بالعرض، تحت سقوف قرميدية، وبه أيضا محرابين، ويوجد به ما يعرف بـ"السقيفة" وهي رواق أو ساحة صغيرة تقود مباشرة إلى قاعة الصلاة، وبها عين تشتهر بمائها البارد طوال العام، وبه أيضا غرفة صغيرة يطلق عليها "المقصورة" بجانب المسجد، فيما يطلق عليها سكان العاصمة الجزائرية "البويتة" وتعني "البيت الصغير جدا"، وهي غرفة مخصصة للإمام. ورغم كثرة المساجد، إلا أن كثيرا من سكان العاصمة لازالوا يفضلون التوافد على مسجد "سيدي رمضان" خصوصاً في شهر رمضان، حيث تنظم فيه حلقات يومية للذكر، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، والتهجد.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

غلق التحرير وكوبري أكتوبر و15 مايو بسبب موكب المومياوات الملكية

جولة بمسار موكب المومياوات الملكية قبل نقلها لمتحف الحضارات

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسجد سيدي رمضان في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون مسجد سيدي رمضان في حي القصبة العتيق في الجزائر صرح شامخ منذ 10 قرون



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon