c "شحادة الشلالدة" شاب فلسطيني يُبدِع في تصنيع الآلات الموسيقية رغم - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلقى دعماً وتحفيزاً لدراسة صناعة وترميم الكمان في بريطانيا

"شحادة الشلالدة" شاب فلسطيني يُبدِع في تصنيع الآلات الموسيقية رغم القيود

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شحادة الشلالدة شاب فلسطيني يُبدِع في تصنيع الآلات الموسيقية رغم القيود

صنع آلة موسيقية جديدة من نوع «الكمان» يدوياً،
رام الله-- مصر اليوم

داخل ورشته الصغيرة الواقعة في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ينشغل الشاب شحادة الشلالدة (28 سنة) لساعاتٍ طويلة مسابقاً الوقت لإنجاز صنع آلة موسيقية جديدة من نوع «الكمان» يدوياً، ليواصل بذلك مسيرة شغفه وحبّه للآلات خاصّة الوترية منها الذي بدأ مُذ كان بعمر الطفولة.

يعود الشاب بالذاكرة للوراء، ويقول لمصادر إعلامية: «درست الموسيقى بجمعية الكمنجاتي المحلية في عمر 15 سنة، وتنبّه حينذاك عدد من المدرسين لاهتمامي بتفاصيل الآلات الوترية وشكلها، الذي نبع بالأساس من حبّي للتعامل مع الأخشاب والتعرّف على أنواعها»، مبيّناً أنّ أستاذاً إيطالياً كان يزور الجمعية لصيانة الآلات المتعطلة لاحظ ذلك أيضاً، وقام بتوجيه دعوة له لزيارة ورشته في إيطاليا.

خوضه لتلك التجربة كان علامة فارقة، فتحت الباب أمامه لمزيدٍ من الإبداع، فأنتقل من مراحل العمل على إصلاح الآلات المعطوبة لمراحل صنعها، وكانت «الكمنجة» أول آلة صنعها. لاقى إنتاجه الأول الذي استغرق شهوراً طويلة، قبولاً كبيراً من صاحب الورشة وبعض ذوي الخبرة.

«على أثر ذلك تلقيت دعماً وتحفيزاً لدراسة تخصص صناعة وترميم الكمان في كلية نيوارك ببريطانيا من المحيطين» يضيف، موضحاً أنّ التكلفة المالية العالية لدراسة هذا المجال كانت ستقف عائقاً أمامه، لولا تدخل عدد من المؤسسات المحلية التي تُعني بالفن وأصحاب المواهب وتقديمها المساعدة له.

في عام 2012. أنهى الشاب الذي يعدّ من أوائل صانعي الآلات الوترية الغربية في فلسطين دراسته، وعاد لمسقط رأسه ليبدأ العمل في المشغل التابع لجمعية الكمنجاتي. حيث تولى مهمة إصلاح أعطاب آلات الطلبة وغيرهم من العازفين المحليين والدوليين الذين ذاع بينهم صيته وصار مصدر ثقة بالنسبة لهم.

شقه لطريقٍ مغاير في التعامل مع الآلات، عن طريق الدمج بين الطبيعة الموسيقية التي تتطلبها الحالة المحلية وخبرته التي اكتسبها على أيدي أساتذة محترفين في عدد من الدول الأوروبية، أهْلَه ليكون المشارك العربي الوحيد في مسابقة «ترينالي» بمدينة كريمونا بإيطاليا، وهي مسابقة تقام كل ثلاث سنوات يشارك بها مئات صانعي الآلات من مختلف دول العالم وكان هذا في شهر سبتمبر (أيلول) عام 2018.

يكمل شلالدة كلامه «المسابقة الدولية كان فيها إلى جانبي نحو 400 شخص، وشاركت بآلة من نوع (الفيولا)، استغرقت مني عملية صنعها أربعة أشهر، استطعت فيها مطابقة شكلها للمواصفات الواردة في شروط المسابقة»، مشيراً إلى أنّ آلته حصلت بحسب نتائج لجنة التحكيم على المرتبة العشرين، وهذا بحد ذاته إنجاز له ولبلده التي لمع اسمها لأول مرّة في مثل هذه المسابقة، كما يقول.

تمرّ عملية تصنيع الآلات التي تتراوح مدتها بين الثلاثة أشهر والسبعة حسب نوع وحجم الآلة، بعدد من المراحل أولها الرسم وقص الخشب وتجهيزه ثم الانتقال لحفره وفق الحاجة، وبعدها يتم تركيب الأوتار وملحقاتها وموازنتها، ليبدأ لاحقاً فحصها وتجريبها. ويعتمد شلالدة في ذلك على أذنه التي أصبحت مع الوقت أداته الأفضل لقياس أداء آلاته التي يُعدُّ كلّ واحدة منها بمثابة كائنٍ حي يحتاج لعناية ورعاية خاصّة.

40 آلة تقريباً، هي مجموع ما صنعه الشاب العشريني حتّى وقت إعداد هذا التقرير، توزعت أنواعها بين «الفيولا، والكمان، والتشيللو». يبيّن أنّ جميعها حظي بإعجاب العازفين وأصحاب الاختصاص، منبهاً إلى أنّ فرصة التصريف في السوق المحلية نادرة بسبب الحالة السياسية السائدة التي أدت لضعف الاهتمام بالموسيقى بشكلٍ عام.

«الحب والحلم بواقع أفضل وحياة دون تشويش الاحتلال، هي رسالتي من الموسيقى للعالم»، يتابع حديثه، لافتاً إلى أنّ كلّ الآلات التي صنعها حملت علامته التجارية مع شهادة صنع تفصيلية تشبه إلى حدٍ كبير شهادة ولادة الطفل الجديد.

وهذا الاهتمام بتلك التفاصيل يرجع وفقاً لقوله للصعوبة التي يواجهها خلال عملية الصنع، فالأمر بحاجة لتركيز عالٍ ومعرفة بعدد من العلوم مثل العلوم الموسيقية، وعلوم الصوتيات.

المعيقات التي تواجه الشاب خلال عمله كثيرة وأهمها عدم توفر المواد الخام محلياً التي يعتبر خشب القيقب والسبروس وهو الأمر الذي دفعه للسفر إلى أوروبا لتوفيرها، إضافة لذلك فهو يعاني أحياناً من صعوبة في التنقل بسبب قيود الاحتلال. 
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ  
وفاة الموسيقار عازف الكمان عبد الرحمن العربي في القاهرة
رحيل عازف الكمان عبد الرحمن العربي في منزله في القاهرة

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شحادة الشلالدة شاب فلسطيني يُبدِع في تصنيع الآلات الموسيقية رغم القيود شحادة الشلالدة شاب فلسطيني يُبدِع في تصنيع الآلات الموسيقية رغم القيود



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon