c فنان نيوزيلندي يستخدم رموزًا من عالم الموضة وسيلة لطرح رسالته - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 08:07:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اختار وشاحات مارغريت ثاتشر و"صديري" رجالي في سان فرانسيسكو

فنان نيوزيلندي يستخدم رموزًا من عالم الموضة وسيلة لطرح رسالته السياسية والاجتماعية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فنان نيوزيلندي يستخدم رموزًا من عالم الموضة وسيلة لطرح رسالته السياسية والاجتماعية

رموز من عالم الموضة
برلين - مصر اليوم

الفنان النيوزيلندي سيمون داني الذي يعيش حاليا في برلين يجمع في معرضه الفني الجديد بين أسماء لماركة ملابس شهيرة وملابس رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر وشركة علاقات عامة. ويعد داني هو الشخصية التي تقف وراء العرض الجديد في غاليري ألتمان سيغيل في سان فرانسيسكو الأميركية تحت عنوان «الأمن عبر الغموض»، والذي يمزج بين علامة «باتاغونيا» منتجة الصديري الرجالي المفضل لدى رؤساء شركات التقنية، و«سيلزفورس» (شركة علاقات العملاء العملاقة)، ورئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر. وكانت النتيجة عبارة عن أطروحة بصرية حول عدم المساواة في الدخل، والرأسمالية العالمية، والعالم الرقمي القائم على مرجعيات اتجاهات الموضة المختلفة.

ويثبت العرض أيضا أن الملابس ما تزال جزءا حقيقيا لا يتجزأ من عملة عصرنا الحاضر، بصرف النظر عن الأماكن التي يصرفك إليها بصرك أينما حللت، بعد كل شيء، لا يمكن لماركة «باتاغونيا» ومارغريت ثاتشر أن تتحولا إلى الأسماء التي يمكن لأغلب الناس أن يضعوها في عبارة واحدة. فإن أيام الأوج والعنفوان بينهما تفصل بينها عقود طويلة، كما تنفصل قواعد قوتهما عبر المحيط الواسع، فضلا عن فلسفات الحياة لكل منهما والتي هي أبعد ما تكون عن التماهي.

ورغم ذلك فهناك قاسم مشترك ما يجمع بين باتاغونيا ومارغريت ثاتشر: إذ منح كل منهما العالم أفكارا من الملابس والأذواق التي تجاوزت أصولهما المتباينة وتحولت إلى رموز وشعارات على مستوى عالمي، ففي حالة باتاغونيا، على سبيل المثال، كان «الصديري» الرائع ذو السحاب التذي تحول إلى ما يشبه الزي الرسمي لفعاليات عالم رأس المال الخاص ورأس المال الاستثماري ومختلف شركات التقنية التي تعشقه.

وفي حالة السيدة ثاتشر، استكمالا للمثال نفسه، كان الوشاح الحريري الذي اعتبر - مع التنورة الكلاسيكية والبلوزة الرصينة - من أبرز علامات القوة والبأس للسيدة الملقبة دوما بالمرأة الحديدية، وهي المرأة التي كانت ترتدي ملابسها - تماما كمثل الجنرال الذي يتأهب للحرب والقتال - في معاركها لتحرير الأسواق وجلب الرأسمالية القاسية إلى الأجواء المالية البريطانية.

وبالجمع بين الرمزين، تمكن الفنان داني، البالغ من العمر 37 عاما، من العثور على شكل وصياغة الفكرة، من المعروف عن داني أعماله التي تستكشف ثقافة التكنولوجيا وتأثيرها على المجتمع. ولقد نشأ منذ نعومة أظفاره في نيوزيلندا ثم انتقل بعد ذلك إلى ألمانيا في عام 2007 للالتحاق بمدرسة الفنون هناك.

وبعد التخرج، شرع في تطوير بصمته الفنية الذاتية، إذ بدأ في متابعة الشخصيات التي اعتبرها من قوى التغيير النموذجي، حيث كان يتابع تغطياتهم الصحافية، وخطاباتهم، ومؤلفاتهم، ويراجع ويتحقق من مدى التقدم الذي أحرزوه في حياتهم العملية، وكان من بينهم بيتر تيل. وكان هو شخصية معرض داني في عام 2019 في أوكلاند عاصمة نيوزيلندا تحت عنوان «مفارقة المؤسس». وكان تيل هو رجل الأعمال الرأسمالي الاستثماري التقني الكبير الذي اشتهر بشراء مساحات كبيرة من الأراضي في تلك البلاد، حتى أطلقوا عليه اسم اللورد تيبولت المستوحى من لوحات الألعاب الخيالية. كما طرح داني شخصية دومينيك كامينغز، مهندس الانتصار الانتخابي الذي ناله بوريس جونسون، في محاولة للمقارنة بينه وبين السيدة ثاتشر.

وقال داني، في مقابلة هاتفية من برلين قبل أيام قليلة من الافتتاح: «كانت السيدة ثاتشر ملء السمع والبصر في ثمانينات القرن الماضي، إذ كانت تصوغ نوعا جديدا من السياسات التي تركز على الفرد، مع إلغاء الضوابط التنظيمية قدر الإمكان، مع طرح رؤى الليبرالية العالمية الجديدة»، ورغم أن داني قد سبق له تنظيم المعارض في متحف «موما بي إس وان» وأيضا لدى «سيربنتين» (غاليري في لندن، ومثّل بلده نيوزلندا في الدورة 56 من بينالي فينيسيا الدولي في عام 2015)، فإنها تعتبر المرة الأولى التي يستعين فيها بالموضة والأزياء في أعماله الفنية، ويرجع ذلك جزئيا إلى تأثره بشخصية مارغريت ثاتشر.

وفي أوائل عام 2019 رأى داني كاتالوغا لأحد مزادات دار كريستيز والذي كان يضم عددا من الأوشحة الخاصة بالسيدة مارغريت ثاتشر. وقال داني عن ذلك: «كان هناك عدد من الأشياء التي جرى بيعها، ولكن كثيرا منها كان باهظ الثمن للغاية»، وكان من بينها سترات، ومجوهرات، وفضيات، ومزهريات مزخرفة. ومع ذلك، كانت الأوشحة الحريرية من المعروضات التي حازت على كثير من الزخم، «لقد فكرت، يا للهول! يمكن لتلك الأوشحة أن تكون مادة فنية جديدة وجريئة بالنسبة لي. أعلم أنني أريد فعلا العمل من خلالها».

وانتهى به الأمر ليفوز بشراء 17 وشاحا منها عبر مجموعتين مختلفتين بعد منافسة شرسة للغاية داخل صالة المزادات. كان التقدير السعري لمجموعة واحدة من الأوشحة ما بين 400 إلى 600 جنيه إسترليني، وارتفع الرقم في نهاية المطاف وصولا إلى 3250 جنيها إسترلينيا (ما يساوي 4218 دولارا)، وكان ثمن المجموعة الثانية بين 500 إلى 800 جنيه إسترليني، وبلغ السعر النهائي 3000 جنيه إسترليني (نحو 3894 دولارا). ولقد اشتملت على وشاح من ماركة «نيكول ميللر» مطبوع عليها علامة الدولار، وشعارات من شاكلة «أداة فوربس الرأسمالية»، وأيضا عبارة «لا مكان للشجاعة أو الحكايات»، ورسم لفهد أعاد ذاكرة داني إلى الماضي الاستعماري البريطاني، ووشاح من تصميم شانيل، فضلا عن وشاح بشعار محلات «ليبرتي أوف لندن».

ويقول داني، «بالنسبة لي، إنها تمثل حقبة كاملة من الملابس، أي المظهر الأنثوي المفعم بالقوة في عالم الأعمال، كذلك كانت تعبيرا عن سياسات السيدة ثاتشر التي زادت من واقع اللامساواة حول العالم».

وداني ليس الفنان الأول الذي استخدم رموزا مرئية للرفاهية وعالم الموضة كوسيلة للتعامل مع فكرة التنافر الثقافي. ويقول ستيفانو تونشي رئيس تحرير مجلة «دبليو» السابق: «يفضل عدد من الفنانين استخدام الأزياء لإيصال رسالة لجمهورهم وذلك لأنها مألوفة لمعظم الناس».

والملاحظ أن بيوت الأزياء نقسها استخدمت السياسة نفسها وتعاملت مع فنانين يستخدمون منتجات الأزياء كأداة للتعبير. ولكن داني لا يبدو أنه سيلجأ لهذا الأسلوب رغم أنه يعرف، عن طريق أصدقاء من الفنانين، مصممين وظهر هو نفسه في مجلة «فوغ» الرجالية النسخة ومجلة أزياء كندية، وعند عرض الفكرة عليه بأن يتعاون مع إحدى العلامات التجارية بدا داني كمن أخذ على بغتة، ولكنه عبر عن أمله بأن يكون لمعرضه الفني بعض التأثير على طريقة ارتدائنا للملابس.

قد يهمك أيضًا:

ندوة «الفلسفة الوضعية المنطقية» في مكتبة مصر الجديدة

"ابن رشد" ومكتبة مصر الجديدة العامة تُنظِّم ندوتها الشهرية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنان نيوزيلندي يستخدم رموزًا من عالم الموضة وسيلة لطرح رسالته السياسية والاجتماعية فنان نيوزيلندي يستخدم رموزًا من عالم الموضة وسيلة لطرح رسالته السياسية والاجتماعية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
  مصر اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 07:31 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هارفي ألتر يفوز بجائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2020

GMT 06:50 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة"لكزس "LC ترفع شعار التصميم الجريء والسرعة

GMT 01:30 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

مرسيدس AMG تستعد لإطلاق الوحش جي تي 73 e

GMT 01:01 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على نور عبد السلام صاحبة صوت "لؤلؤ" الحقيقي

GMT 14:07 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"التعليم" المصرية ترد على هاشتاج «إلغاء الدراسة»

GMT 05:00 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يرفض انتقال محمد عواد إلى صفوف سيراميكا

GMT 02:05 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

دعوة شحاتة وأبو ريدة والخطيب و لحضور حفل التكريم

GMT 08:17 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوب يتهم رئيس رابطة الدوري الإنجليزي بالافتقار إلى القيادة

GMT 06:12 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عادات خاطئة تضر العين مع تقدم السن تعرّف عليها

GMT 20:29 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 11:27 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

اقتصاد المغرب سينكمش 13.8% في الربع الثاني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon