القاهرة – وفاء لطفي
سئلة عديدة تتوارد في أذهان الجميع، بمجرد حلول شهر رمضان الكريم، تتعلق بمقدر الفدية الواجب على الفاطر إخراجها بسبب عدم صومه، وشروط الإفطار وعدم الصوم، وهل تخرج الفدية نقدا، أم في صورة غذاء لإطعام المحتاجين والمساكين.
ومن منطلق هذه الأسئلة، تواصلت "مصر اليوم" مع مستشار مفتي الجمهورية الدكتور مجدي عاشور، والذي قال: "الطبيب إذا أخبر المريض بأنه مصاب بمرض مزمن ولا يقدر على الصوم بسببه، فإنه يجوز له إخراج فدية من الطعام بدلا من الصوم عن كل يوم".
وعن مفهوم الفدية، أكد عاشور، أنها عبارة عن إطعام مسكين بمقدار وجبتين، منوها بأن دار الإفتاء المصرية حددت مقدار الوجبة من 6 جنيهات إلى 10 جنيهات.
من جهته، يقول الشيخ إسلام النوواي، أحد علماء وزارة الاوقاف، أنه بالنسبة للزوجة التي لا تستطيع الصيام ولو بعد مرور رمضان وعليها فدية: "من عجز عن صيام رمضان وقضائه لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه ، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً وجوباً، وهذا هو مذهب".
وبالنسبة للمريض مرضاً مزمناً، يوضح الشيخ اسلام النوواي، أنه لا يجزئ إخراج القيمة بدلاً من الطعام في الراجح خلافاً للأحناف، للنص على الإطعام في الآية الكريمة: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)، خصوصاً إذا لم يكن هنالك مبرر لإخراج النقود كأن تكون تلك الفدية منقولة إلى مكان بعيد، لعدم وجود مستحقين في مكان الوجوب، أو لوجود من هم في حاجة ماسة كالمحاصرين واللاجئين، مؤكدا أنه لا بأس بدفع النقود إلى وكيل، شخص أو جمعية يشتري بها طعاماً يدفعه إلى مستحقيه، قائلا: "يجوز صرف فدية أيام كثيرة إلى مسكين واحد أو فقير واحد".
وبالنسبة لمن رخّص لهم بالفطر وليس عليهم قضاء ولا فدية، أوضح الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، أن من رخص لهم الفطر دون فدية فهم: "الصبي المجنون، والشخص الكبير إذا هرم وخرف"، في حين أوضح أن من رخّص لهم بالفطر وعليهم القضاء دون فدية فهم المغمى عليه، والمسافر الذي يقطع مسافة 81 كم، والمريض الذي يخاف من تفاقم مرضه بالصوم، أو شعر بمشقة شديدة مع الصوم، والمرأة الحائض، تطبيقا لقوله تعالى: "وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا".
ونوه الشيخ خالد الجندي، في تصريحات لـ "مصر اليوم" أن هناك نوعًا أخر، وهو من رخّص لهم الفطر وعليهم الفدية فقط، وهم المريض الذي لا يرجى شفاؤه؛ أي المصاب بمرض مزمن؛ كالسرطان والكلى والسكري، حيث يتفاقم مرضه بالصوم لحاجة الجسم إلى العلاج والطعام والشراب، والشخص الهَرِم والذي قد يؤدي صيامهما إلى المشقة أو الهلاك.
وردا على سؤال، إن مات العاجز عن الصيام، يؤكد الشيخ خالد الجندي، إنه في تلك الحالة يتوجب على الورثة إخراج فدية صيامه من المال الذي تركه قبل توزيع الإرث، وإن لم يترك المال وكان أولاده لديهم المال فهم المسؤولون عن إخراج فدية الصيام.
أرسل تعليقك