c تهديدات صريحة بهدر الدماء تواجه "مشروع ليلي" في لبنان - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 17:17:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يتمسِّيتمسِّكون بمنع حفلتها في "مهرجانات جبيل"كون بمنع حفلتها في "مهرجانات جبيل"

تهديدات صريحة بهدر الدماء تواجه "مشروع ليلي" في لبنان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تهديدات صريحة بهدر الدماء تواجه مشروع ليلي في لبنان

فرقة "مشروع ليلى"
بيروت -مصر اليوم

صدرت في لبنان، تهديدات صريحة بهدر الدماء، ودعوات لاستخدام القوّة لمنع إحياء حفلة فرقة "مشروع ليلي" المقرّرة في "مهرجانات جبيل" في 9 آب/ أغسطس المقبل؛ ولتبرير هذا الموقف، عرض بعض مستخدمي مواقع التواصل مضمون ألبوم الفرقة بعنوان "ابن الليل" 2015، بعد 4 سنوات على إصداره.

واستعاد هؤلاء منشورات قديمة لمغنّي الفرقة الرئيسي حامد سنّو، يشارك في أحدها رابط مقال يحتوي صورة معدلة لمريم العذراء، استُبدِل وجهها بوجه المغنية الأميركية مادونا. ولتعزيز موقفهم بضرورة منع الفرقة بالقوّة، نشر بعضهم مقاطع من الأغاني محور الجدل، ومن بينها "حرّفوه، رددوه، قدّسوه، ورتلوه" (من أغنية أصنام)، كدليل لإدانة "مشروع ليلى".

وبادر رجال دين مسيحيون للتعليق، فوصف الكاهن ثاوذورس داود الفرقة بـ" الشباب الفاجر المجدّف الذي يهين المقدسات باسم الفنّ". وناشد الكاهن كميل مبارك اللبنانيين مقاطعة "الفرقة التي ستغني في جبيل لنشر الخلاعة والفساد واحتقار المقدسات".

اقرأ أيضًا:

الفنان ناصيف زيتون يُثير أزمة كبيرة في مهرجان قرطاج

وكان موقف الكاهن نسيم قسطون أكثر لينًا، إذ دعا لمواجهة الحفلة بالصلاة، واستخدام طريقة المسيح بالاعتراض السلمي، لأن "التهديد والوعيد (...) وسيف القسوة"، بعيدة عن تعاليمه.

وتلقفت السلطات الكنسية الرسمية فورة مواقع التواصل بسرعة، فأصدرت مطرانية جبيل المارونية بيانًا طالبت بمنع الحفلة، لأنّ أغاني الفرقة "تمسّ بالقيم الدينيّة والانسانيّة وتتعرّض للمقدّسات المسيحيّة. كما صرّح رئيس "المركز الكاثوليكي للإعلام" عبدو أبو كسم في حديث إذاعي أنّ بعض أغاني "مشروع ليلى" تشكّل "إساءة وخطرًا على المجتمع"، وأضاف: "ما رح تقطع" (أي أنّ الحفلة لن تمرّ).

"حفلتكم لن تمر"

سبقت الموقف الرسمي الحازم تهديدات صريحة باللجوء إلى القوة لمنع إحياء الحفلة، قادها مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي عبر وسوم مثل "دمكم عليكم" وأخرى تتضمن إشارات للميول الجنسية.

ومن بين أعتى المهاجمين "شارل سركيس" الذي يشير حسابه على فيسبوك إلى أنه ينتمي إلى "الحزب الديموقراطي المسيحي - منظمة فرسان المسيح الملك - لبنان" (يتابع صفحة الحزب 700 شخص تقريبًا).

وكتب سركيس، "حفلتكم لن تمر إلّا على جثثنا حتى لو تجندت الدولة اللبنانية كلها لحمايتكم". كما شارك صورة لجندي على صهوة حصان بزيّ صليبي يحمل سيفا، مرفقة بتعليق: "لغة الحوار الوحيدة التي سنتبادلها بكل محبة حتى انقضاء الدهر".

ونشر الحزب المذكور بيانا جاء فيه: "ها هي الشياطين تضرب مجددا". ودعا إلى منع إقامة هذه الحفلة "إن لم يكن بالوسائل السلمية، فبالقوة".

وكتب الناشط في "التيار الوطني الحرّ" ناجي حايك على صفحته: "هذا ليس تحذيرًا من حفلة جبيل، بل تهديد مباشر لهذه الجماعة ولكل من يساهم بالتسويق لحفلاتها، سيمنع العرض بالقوّة، وليس بالتمنّي".

ويقول النائب عن "التيار الوطني الحرّ" في البرلمان سيمون أبي رميا في اتصال مع بي بي سي إنّ "التواصل مع لجنة المهرجانات قائم لتخفيف التشنج. ونحن نحترم حرية الرأي والتعبير، وفي الوقت ذاته نقدّر عدم المسّ بالشعائر".

رد فعل الفرقة

واكتفى حامد سنّو بالكتابة على فيسبوك، آسفًا "لكمية التطرف الهائلة والبلبلة"؛ وأشار إلى أنه شارك مقالًا عن المغنية مادونا لا أكثر، وليس هو من كتب المقال، ولا من رسم الصورة المرفقة به. وأضاف: "حرية تعبير ما في (...) وحتى حرية القراءة؟ أقفلوا الانترنت بأكمله ألن يكون ذلك أسهل؟".

و قال منتج "مشروع ليلى" في اتصال مع "بي بي سي"، "نعالج الموضوع بعيدًا عن الإعلام"، وردًّا على سؤال إن كان يخشى تعرّض أحد أعضاء الفرقة لأذى جسدي، أجاب، "لا تعليق".

وفضَّل المكتب الإعلامي في "لجنة مهرجانات جبيل" بدوره عدم التعليق، بانتظار اجتماع سيعقد خلال الأيام المقبلة يضمّ هيئات دينية وسياسية في جبيل، بجانب المنظّمين، للتوصّل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف.

لكن الفرقة كتبت لاحقا على صفحتها على الفيسبوك أنها فوجئت بعد دعوة مهرجانات بيبلوس الدولية "بحملة مفبركة اقل ما يقال فيها انها تضرب حرية التعبير وتلامس محظور التكفير من دون ان تمت الى الحقيقة بصِلة".

واستغربت من "موجة من الاعتراضات على اغنية من هذه الاغنيات الان"، قائلة إنها لا تسيء الى أحد بشيء ولا تنتقص من اي من القيم والأديان التي يُؤْمِن بها كل إنسان قويم، وسبق ان أدتها الفرقة في مهرجانات سابقة عالمية وفي لبنان مثل بعلبك وبيبلوس وعمشيت واهدن وغيرها.

وأشارت الى ما وصفته بـ "تشويه المضمون الحقيقي" لأغانيها مؤكدة احترامها "للاديان ورموزها كافة".

هذه ليست المرّة الأولى التي تغنّي فيها فرقة الروك اللبنانية في "مهرجانات بيبلوس"، إذ وقفت على مسرحها عام 2010، حين كانت لا تزال في بداية الطريق. ومرت تسع سنوات على الحفلة الأولى، وباتت الفرقة من أكثر الفرق شعبيّة في العالم العربي، وأحيت عشرات الحفلات على مسارح عربية وعالمية، كما تحوّل حامد سنو إلى رمز للمدافعين عن حقوق المثليين، وظهر على أغلفة مجلات عالميّة كأول مغنٍ "عربيّ مسلم ومثليّ"، يعلن عن هويته بفخر.

"تحريض على القتل ولا محاسبة"

بحسب المحامية نادين فرغل فإنّ أغاني فرقة "مشروع ليلى" موضع الجدل، لا تتناول الشعائر الدينية بإجلال، ولكن لا يمكن إدراجها قانونيًا تحت "خانة تحقير الدين المسيحي، وحتى صورة مريم العذراء المحوّرة التي نشرها سنّو على صفحته، فليس هو من صمّمها، بل أعاد مشاركتها فقط، كما أنها لا تمسّ الحياء، ولا تحقير فيها".

ومن ناحية الهجوم على الفرقة، "فإنّ ما نشر على بعض صفحات فيسبوك يصنّف قانونًا كتحريض على القتل، وتصل عقوبته إلى سجن ستّ سنوات".

لكن فرغل تستبعد، في "ظلّ الجوّ السائد في لبنان حاليًا، أن يحاكم أيّ أحد يهاجم مَن يشتبه في تعرّضه لرمز ديني"، مشيرةً إلى أمثلة شهدتها الساحة اللبنانية قبل مدّة، "مثل من هاجموا المدوّن شربل خوري بسبب طرفة كتبها عبر حسابه عن القديس شربل، ومن هاجموا الممثل باتريك مبارك بعد تسريب تسجيل له يهاجم فيه الدين الاسلامي، وتوقيف رئيس الاتحاد العمالي العام المستقيل في لبنان، بشارة الأسمر، بسبب طرفة قالها في مقطع فيديو مسرّب عن البطريرك الراحل نصر الله صفير".

أما جورج قزي المدير التنفيذي "للمؤسسة العربية للحريات والمساواة" المعنية بالدفاع عن الحقوق الجنسية والجندرية، فيقول إنّ ما نشر من تهديدات على صفحات "مواقع التواصل مجرد مبادرات فردية، ونحن بانتظار تحرّك السلطات لملاحقة من هدّدوا بشكل صريح بالأذى، ونأخذ تلك التهديدات على محمل الجدّ".

ويذكّر قزي ببعض "التوقيفات التي طالت في الفترة الأخيرة أشخاصًا كتبوا "ما هو أقلّ خطورة بكثير على مواقع التواصل"، في إشارة إلى موجة استدعاءات وصلت حدّ التوقيف والسجن، وأثارت جدلًا على الصعيد المحلي حول انخفاض سقف الحريات في البلاد. وأضاف قزي: "هناك الكثير من المثليين المتدينين، وربط المثلية بإهانة الأديان جهل لا أكثر"

قد يهمك أيضًا:

4 فنانين يطالبون بسحب أعمالهم من بينالي متحف ويتنى للفنون بـسبب اللاجئين

بعثة مصرية تكتشف كنوز أثرية في قاع البحر في محافظة الإسكندرية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تهديدات صريحة بهدر الدماء تواجه مشروع ليلي في لبنان تهديدات صريحة بهدر الدماء تواجه مشروع ليلي في لبنان



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon