c الحب في ظل "كورونا" بريشة رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 04:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصورّ حبيبين من آسيا يتبادلان قبلة الوداع من وراء كمامتيهما

الحب في ظل "كورونا" بريشة رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحب في ظل كورونا بريشة رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي

فيروس كورونا المستجد
باريس - مصر اليوم

هو واحد من أشهر رسامي الفضاء العام. ولا يشعر كريستيان جيمي بالحرج وهو يعلن عن نفسه بأنّه فنان شوارع. فقد تطورت تلك اللوحات التي تتخذ من جدران المباني المهجورة مجالًا لها وصار لها جمهورها الواسع ومتابعوها ونقادها بل ودخل بعضها المتاحف وصالات العرض الفني. إن الفضل يعود لفنان الجداريات البريطاني بانكسي الذي فرض أعماله على المزادات العالمية رغم أنها من بنات اللحظة، تتعرض لكل ما يمكن أن يصيب فن الهواء الطلق من اضمحلال بسبب الشمس والريح والرطوبة. لا تمكن المقارنة بين جيمي وبانكسي. فالفنان الفرنسي الذي يوقع رسومه باسم "C215" يعتني بشكل خاص بتلوين أعماله. ولهذا فإنها تلقى الإعجاب من شبيبة الضواحي الذين يجدون فيها التعويض عن الشمس البخيلة والبهجة المفتقدة. وآخر تلك الأعمال لوحة بعنوان "الحب في زمن كورونا"، تصور حبيبين يتبادلان قبلة من وراء كمامتيهما. ولقي الرسم الذي ظهر على أحد الجدران في ضاحية "إيفري"، جنوب باريس، اهتمامًا إعلاميًا كب

يرًا نظرًا لما يعكسه من طاقة لونية إيجابية تساهم في التخفيف من القلق العام بسبب انتشار الوباء. ولا يمكن لمن يتمعن في الجدارية أن تغيب عنه مسحة الحزن على وجهي الحبيبين. وكأنها قبلة الوداع الأخيرة بينهما. وكانت هذه آخر رسالة عمومية يوجهها كريستيان جيمي لجمهوره من المارة وعابري السبيل، قبل أن يلزم بيته ويتقيد بتعليمات التباعد. لم تتوقف مساهمة الفنان البالغ من العمر 46 عامًا عند رسم الجدارية بل بادر إلى طرحها للبيع، عبر "النت"، لكي يذهب ريعها إلى "مؤسسة مستشفيات فرنسا". وهو يقول إنه أنجزها بشكل عفوي وهو تحت تأثير صدمة الجائحة. وقد خطرت فكرتها في باله منذ أن بدأت أخبار "كورونا" تصل من الصين وتضرب إيطاليا. لهذا تبدو ملامح الحبيبين آسيوية. وكان هدفه من اللوحة توثيق تلك اللحظة الحرجة والاستثنائية من تاريخ البشرية حين أحس بأن الفيروس سيصيب الكرة الأرضية كلها، وسيكون لكل واحد منا ذكرياته الخاصة عن هذه اللحظة. كان لا بد من رسم يعكس قوة التضامن في زمن الحجر والتباعد.

على غرار بانكسي، يضع جيمي رسوماته في خدمة القضايا الإنسانية. وقد خصص جانبًا كبيرًا منها للتعبير عن هموم اللاجئين الذين يجدون أنفسهم مشردين في شوارع المدن الكبرى، بلا سقف ولا مورد. وهو قادر على أن يطبع نماذج من رسومه على كل ما تقع عليه العين في الطريق، مثل صناديق البريد الصفراء في فرنسا، وكابينات الهاتف، والجدران العتيقة المتصدعة، وحتى جذوع الأشجار المعمرة. كان جيمي يسعى لأن يرى الناس الحقائق الصادمة التي يتهربون من رؤيتها. كما اهتم في آخر معرض له، قبل الحجر، برواد الطيران ورسم سلسلة من "البورتريهات" لأولئك المغامرين الذين يسروا سبيل السفر والتنقل للإنسان وساهموا في التقريب بين بني البشر. وكانت إحدى اللوحات مخصصة للطيار والشاعر سانت إكزبيري، مؤلف كتاب "الأمير الصغير".

ثم جاء "كوفيد ـ 19" وبعث الهلع في النفوس لأنه فيروس غير مرئي، والمرضى محتجزون في صالات الرعاية المركزة والإنعاش حيث لا يراهم أحد ولا يعرف ما يجري هناك. فكيف يمكن التعبير عن كل هذا من خلال واحد من الفنون البصرية؟ لاحظ الرسام أن مشاعر الناس تجمع ما بين الخوف والتوتر والشك والعصبية والتطيّر وحتى التهيؤات. وظهرت لدى البعض ردة فعل عنصرية ضد الصينيين والآسيويين عمومًا، وهم فئة تعد بالملايين في فرنسا. لذلك بحث عن صورة تعبر عن شعور التعاطف الإنساني، قبل أي شعور آخر. عرض الفنان لوحته التي تمثل قبلة من وراء كمامتين، على الشبكة الإلكترونية بحيث يمكن لمن يرغب طباعتها مقابل مبلغ معين يذهب لتجهيز المستشفيات التي انكشف عجز بعضها أمام الداء.

قد يهمك ايضا

علماء الآثار الألمان يكتشفون قصر "الإمبراطورية الغامضة" في العراق

مؤتمر في بلجراد عن الحضارة المصرية بالتعاون مع مركز الثقافة العربية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحب في ظل كورونا بريشة رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي الحب في ظل كورونا بريشة رسّام الشوارع الفرنسي كريستيان جيمي



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon