تعمل البعثة المصرية الأميركية في منطقة العساسيف في الأقصر على إعادة بناء مقبرة الكاهن “كاراكامون” على طريقة الـ “puzzel”، أي تجميع القطع المُدمرة في المقبرة ووضعها مرة أخرى كما كانت مُوضحة بالرسومات الخاصة بها.
أوضح المهندس عبد الرازق أحد أعضاء البعثة المصرية العاملة في بناء المقبرة أنها كانت مُدمرة بالكامل وتم اكتشافها في عام 2006، وتم بدء العمل بها هي ومقبرتين آخرتين في نفس المنطقة.
وأضاف عبد الرازق أن الفريق المصري التابع لوزارة الآثار يعمل في منطقة العساسيف بالأقصر بثلاث مقابر وهم "مقبرة ايرتيرو 390 – كارامامون 228– كارابسكن 391" حيث يعمل الجانب المصري على إعادة بناء مقبرة "كاراكامون" التابعة للأسرة الـ 25 الخاصة بالملك "طهارقة" حيث كانت المقبرة مدمرة حيث تم استخدام المقبرة في أكثر من عصر.
اقرا ايضا
"ديسكفري" ترصد 150 ألف دولار لتصوير الكشف الأثري في المنيا
وأشار إلى أن المقبرة استخدمت كمحجر في العصر الحديث حيث قاموا بجمع الأحجار لبناء المباني الخاصة بهم ، أما في العصر القبطي فكانوا يستخدمونها “دار كتب”، وفي العصر الروماني كانت تستخدم كورشة عمل ودليل على ذلك تحول لون الحجارة إلى اللون " الوردي" بسبب حرق النار الموجود في المقبرة.
عملت البعثة الأميركية المصرية على جمع آلاف القطع الأثرية الخاصة بالمقبرة لإعادة بناءها مرة اخرى، وإعادة صياغة القطع كما كانت حيث أن المقبرة تحمل نقوش تجمع بين الهرم والمعبد والمقبرة، و الموجود حاليًا أن المقبرة تجمع بين المقبرة والمعبد في آن واحد والدليل على ذلك هو ضخامة المقبرة والمناظر والنقوش والتصميم الموجود بها يدل على شكل المعابد ، وكان هناك مجموعة من الصروح "الأول والثاني والثالث من الطوب اللبن" والأسوار الخارجية تعطي نفس فكرة المعبد ومن الممكن أن "كاراكامون" قد أخذ فكرة المعبد من معبد "مروسوم" الذي يقع بالقرب من المقبرة أو من مقابر أخرى، وفق عبدالرازق.
كان “كاراكامون” يعتقد أن فترته الزمنية صغيرة فكان يريد أن يجمع كل شيء في آن واحد وكانت هذه المقبرة تمثل حياته في العالم الآخر فكان يضع نصوص الأهرامات من عصر الدولة القديمة حيث كان يجمعهم من كتاب الموتى ونصوص الأهرامات، وكان “كاراكلمون” يجمع كل ما مر من عصور في مقبرته كان يدل على أن صاحب المقبرة له مكانة عالية في الدولة في عصر الملك طهارقة .
يذكر أن الملك طهاراقة هو أحد الملوك الكوشيين وكان فرعون مصر وخامس ملوك الأسرة المصرية الخامسة والعشرون وأكثرهم شهرة إلى جانب ابيه “بعنخي”.
ورد ذكر "طهارقة" في الأنجيل على أنه حامي اورشليم من الأشوريين وأمتدت فترة حكمه من 690 ق.م إلى 664 ق.م
قام طهارقة ببناء العديد من الآثار، وذلك لتدعيم وضعه، ومن أهم هذه الآثار مجموعة الأعمدة التي أقيمت في الساحة الكبيرة بمعبد آمون العظيم بالكرنك، والتي لم يبق منها سوى عمود واحد فقط.
وفي معبد الكرنك قام بعمل منحدر ملكي في منتصف المعبر الثاني لمعبد الكرنك ليقسمه إلى ثلاثة أقسام بعد تشييد هذا المنحدر.
ومن جانب آخر، قال عبد الرازق، إن "مقبرة كارابسكن" مقبرة شبه ملكية فهي تحتوي على تابوت من الحجر الجرانيت الوردي الضخم وهذا يدل على أنه شخص مهم في الدولة حيث كان عمدة طيبة وبناء المقبرة بهذه الطريقة تحت الأرض بهذه النقوش والتصميم تدل على مكانة صاحبها وأهميته.
قد يهمك ايضا
تثبيت خامس تمثال للملك رمسيس الثاني في معبد الأقصر المصري
السفير اليوناني في القاهرة يؤكد أن المشاريع الأثرية طفرة لها مردود إيجابي
أرسل تعليقك