القاهرة ـ سعيد الغمري
قرر مجمع البحوث الإسلامية مصادرة جميع نسخ المصاحف الملونة التي اجتاحت مصر وأثارت جدلا واسعا على المستوى الشعبي وكذلك لدى الرأي الشرعي, وأطلق المصريون على هذه المصاحف اسم "المصحف اللبناني" لاحتوائه على ألوان صارخة مثل الوردي والأزرق والبرتقالي والأصفر وغيرها.
واجتاحت هذه المصاحف العديد من المكتبات الإسلامية وكذلك المناطق التي تشتهر بإقبال المواطنين عليها في رمضان مثل منطقتي الأزهر والحسين, وطالبت إدارة البحوث والتأليف والترجمة بمجمع البحوث الإسلامية بسحب كل نسخ المصحف الملونة من جميع المكتبات، حيث لا يوجد أي تصريح من الأزهر بتداول هذه المصاحف.
وتتراوح أسعار المصاحف الملونة التي لاقت رواجا بين فئة الشباب، وخاصة منهم الفتيات، ما بين 95 جنيهاً و 199 جنيه (10 إلى 20 دولاراً)، وهو مقارنة بالمصاحف العادية يعتبر غالي الثمن.
وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن انتشار المصاحف الملونة بألوان صاخبة "أمر مخالف ويؤدي لفقدان هيبة ووقار المصحف"، معتبرا أن الألوان التي يحتويها المصحف تشغل القارئ عن التدبر والخشوع.
ويؤيد عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر فرع أسيوط الدكتور مختار مرزوق، ما قاله الجندي قائلا إن "المصحف الملون بالألوان المنتشرة في السوق، مخالفة لشرع الله عز وجل، لأنه لعب بالدين وبقدسية القرآن الكريم الذي يجب أن يكون منزهاً عن هذا العبث".
ويشير أستاذ الحديث في كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشيخ عبد المهدي عبد القادر إلى أن "ألوان المصاحف وألون الكتابة لا دخل لها في احترام القرآن، لأنه كلام الله عز وجل"، وتابع أن " الأزهر أجاز استخدام المصاحف الملونة "إذا كانت الألوان في حدود المحتمل والمقبول وليست زاهية أو طاغية على وضوح الكلمات".
أرسل تعليقك