توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لوحات "القاهرة الساحرة" تتجاوز الأماكن السياحية الشهيرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لوحات القاهرة الساحرة تتجاوز الأماكن السياحية الشهيرة

لوحات الفن التشكيلي
القاهرة - مصر اليوم

أحد الانتقادات المكررة التي تُوجه دائماً إلى التشكيليين المصريين المهاجرين للغرب أو المقيمين في أوروبا بشكل شبه دائم، هو خضوعهم لصورة نمطية يريدها الآخر عن الشرق عموماً، ومصر بشكل خاص حيث الليل والسهرات الراقصة والنساء المتواريات وراء النوافذ، ويرى نقاد تشكيليون أن هذه الصورة فضلاً عن سذاجتها ومجافاتها للواقع في سياقه الأشمل، فإنها تنبع من ماضٍ استعماري عنوانه الاستشراق الذي رفض أن يرى في العالم العربي سوى حكايات الجواري والحرملك، من هنا تنبع أهمية معرض مليكة الجديد «القاهرة الساحرة» المُقام بغاليري «كحيلة» بحي المهندسين بالجيزة (غرب القاهرة).

على الرّغم من دراسة مليكة وإقامته في إيطاليا، فقد قرر التمرد على تلك الموضوعات التي تستهوي العين السياحية العابرة عادةً، والتي كان يمكن تبريرها بعنوان وفكرة المعرض نفسه، كونه يعزف على وتر الدهشة لدى زائري عاصمة عريقة مبهرة مثل القاهرة. فاجأ مليكة جمهوره هذه المرة بالتسلل إلى مناطق جديدة في الجمال الخفيّ للعاصمة المصرية، بعيداً عن المزارات الشهيرة المعتادة، حتى لا تتحول لوحاته إلى بطاقة بريدية. اقتحم بعين الفنان الحساسة مواقف عشوائية للمواصلات في المناطق النائية أو الريفية. تحوّلت وسيلة نقل شعبية مثل «التوك توك» على يديه من إزعاج يسهم بالتلوث السمعي إلى قطعة من الجمال الآسر تحظى بحضور هادئ وألوان دافئة تبعث على التأمل. الباعة في الأسواق الشعبية بعرباتهم الخشبية تحوّلوا إلى نقاط مضيئة وسط غروب قادم وتحت سماء ملبّدة بالرمادي الداكن، فيما يبدو السائرون في أزقّة وطرقات القاهرة الفاطمية مثل «كائن لا تُحتمل خفته»، على حد تعبير الروائي التشيكي ميلان كونديرا في روايته الشهيرة التي تحمل هذا الاسم.

ويشدد جمال مليكة على عدم انتمائه لمدرسة فنية رغم دراسته في أعرق أكاديميات العالم، لكنه ألزم نفسه منذ خطواته الأولى على طريق الفن بعدم السير وراء «الموضات» الرائجة أو الاتجاهات السهلة السريعة مهما بدت شديدة البريق، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه «مصري حتى النخاع يحمل مهمة محددة هي اكتشاف الجمال الخفيّ في الحياة المصرية وتقديمه للعالم أجمع، بعدما ساعد على ذلك نشأته في مدينة بني مزار بصعيد مصر، حيث كنوز الطبيعة وعبق التاريخ الممتد حتى قدماء المصريين».

ربما كان هذا هو السبب في حضور النيل ودرجات الأزرق بمياهه حيث ترسو عدة زوارق بيضاء في وداعة كأنّها طيور تنعم السكينة، بينما تبدو مساحات الأخضر المتمثلة في النخيل والشجيرات والأعشاب مثل أنشودة بهية تغسل العين والقلب معاً، لكن يظل السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: ألم يخشَ الفنان من تجسيد مفردات الحياة الشعبية، لا سيما عبر وسيلة نقل مثيرة للجدل مثل «التوك توك»؟ يجيب قائلاً: الفن ليس كتالوغاً أو مواصفات قياسية متعارفاً عليها، وإحدى وظائف الفن الأساسية هي اكتشاف الجمال الخفيّ داخل ما قد يبدو لنا ظاهرياً أنه محض قُبح، وهذا ما فعلته مع (التوك توك) الذي قد ينظر البعض إليه شذراً متناسين أنه وسيلة مهمة لأهالي المناطق النائية كما يحتوي مثل أي مفردة من مفردات الحياة على جماله الداخلي الخاص وما على الفنان سوى أن ينظر جيداً». ويضيف مليكة: «لم أستخدم الفرشاة في هذا المعرض إطلاقاً مكتفياً بضربات السكين في تعاملها مع خامة الزيت بألوانها شديدة الجاذبية والتحريض، التي تتطلب مهارة خاصة من أجل توظيفها والسيطرة عليها».

مليكة المولود في عام 1954 شارك في العشرات من المعارض الجماعية فضلاً عن معارضه الخاصة التي كرّست اسمه كواحد من أهم فناني جيل الثمانينات، كما ارتبطت تجربته منذ البواكير الأولى بإيطاليا لا سيما ميلانو التي أقام بها أول معارضه الخاصة، وفيها حصل على أول جائزة عام 1978، كما حصل من جامعتها على شهادتي دكتوراه في كل من التصوير ورسم المشاهد المسرحية والوسائط المتعددة.

قد يهمك ايضا

500 قطعة تتنافس على إظهار براعة الصانع وثراء المقتني في لندن

محاكاة "بانكسي" الساخرة لـ"كلود مونيه" تباع بـ7.6 مليون إسترليني

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوحات القاهرة الساحرة تتجاوز الأماكن السياحية الشهيرة لوحات القاهرة الساحرة تتجاوز الأماكن السياحية الشهيرة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon