توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبرزت دور المرأة في الحفاظ عليه من الاندثار

فيلم قصير عن "الثوب الفلسطيني" مشروعًا لتخرُّج طالبة مصرية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فيلم قصير عن الثوب الفلسطيني مشروعًا لتخرُّج طالبة مصرية

فيلم قصير عن "الثوب الفلسطيني
غزة - مصر اليوم

يُعد الثوب الفلسطيني رمز من رموز الهوية الفلسطينية، وأحد أهم الفنون المتوارثة عبر الأجيال، ولا تزال تعمل السيدات الفلسطينيات المقيمات في مختلف أنحاء العالم على صون الذاكرة الوطنية والمحافظة على التراث من الاندثار عبر الإبرة والألوان والخيوط حيث تطرز بأناملها أثوابا استلهمت تصاميمها من وهج قصص قراها ومدنها العريقة، وقدت غرزها من أصالة حضارتها وإرثها الثقافي.

وكانت كانت قصة الثوب الفلسطيني في مصر، مشروع تخرج داليا سمير في مدرسة التصوير والفيديوهات الوثائقية بالموبايل Everyday footage schoo، حيث قدمت الفنانة الشابة فيديو قصيرا باسم «الثوب الفلسطيني» يوثق هذا التراث الجميل، تناولت فيه حكايات حية روتها سيدات فلسطينيات يعشن في مصر منذ أكثر من 20 سنة، أكدن فيه أن التمسك بالثوب الفلسطيني على مر الأجيال هو الإثبات الحقيقي بتمسكهن بهويتهن، وأنهن يطرزن ذكرياتهن ومشاعرهن ووطنيتهن مع الخيوط والزخارف والألوان في هذه الأثواب.

كانت داليا الطالبة في كلية الإعلام جامعة عين شمس بمصر، قد قررت تعلم التصوير الفوتوغرافي وإنتاج أفلام فيديو قصيرة لاقتناعها بأهمية الصورة في توصيل الرسائل المختلفة للجمهور، لذلك التحقت بمدرسة متخصصة في تعليم هذا الفن بالموبايل، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الاهتمام بالتصوير بالموبايل ينبع من أنه أسهل حيث يتطلب التصوير بالكاميرات كثيرا من الإجراءات والتصاريح الأمنية، بينما تكون هناك لقطات وليدة اللحظة».

وتتابع: «كما أنه في حين أن الجميع ليس لديه كاميرات احترافية، فإن كاميرات الهواتف الذكية موجودة لدى الجميع، وأصبحت بجودة ممتازة، إذن لماذا لا يتم التقاط صور احترافية بالاعتماد عليها؟ فهي تملك الإمكانيات لهذه المهمة، ولا ينقصها سوى اتباع أساسيات التصوير، وهو ما حرصت على أن أحصل عليه عبر هذه الدورة التدريبية التي استمرت 5 أشهر».

بعد انتهاء دراستها لفنون التصوير اختارت داليا أن يكون مشروع تخرجها هو فيلم قصير عن قصة الثوب الفلسطيني وجمالياته، وأن توثق فيه إصرار وكفاح المرأة الفلسطينية للحيلولة دون ضياع هذا التراث المهم، وهو ما حاولت إبرازه والتأكيد عليه من خلال حوارها مع السيدات في فيلمها القصير.

وتوضح داليا قائلة إنها اكتشفت قبل التسجيل وفي أثنائه كم أن الثوب الفلسطيني بمثابة وثيقة هوية للفلسطينيات، ولكم يحكي كثيرا عن القرى والمدن الفلسطينية، حتى إنه يمكن معرفة من أي مدينة تنحدر امرأة فلسطينية بمجرد النظر إلى ثوبها. فعلى سبيل المثال يتميز ثوب «بيت لحم» بزخرف الخمس نجوم على الصدر، ونقش الساعة على الأكمام والجوانب، وتُلبس فوقه «التقصيرة»؛ وهي تُشبه المعطف القصير الذي يُظهر جوانب الثوب، وعليه غطاء الملك «الشطوة»؛ وهي قطعة مِن مَهر العروس مزينة بالعملة الذهبية والفضية وخرز المرجان.

ويكون ثوب منطقة يافا منسوجا بالكتّان الأسود أو البيج ومطرّزا بالأحمر. وحتى الأحمر درجات ورموز.

وتلفت إلى أن اللون الأحمر المائل إلى البنفسجيّ، مثلاً، هو علامة مدينة غزة، والأحمر المائل إلى البنّي، هو ميزة مدينة الخليل، والأحمر القريب من البرتقالي، تشتهر به بئر السبع.

ينبع هذا الولع لدى داليا بدراسة كل ما يتعلق بالثوب الفلسطيني من شغفها بألوانه وتطريزاته وخيوطه المميزة. تشير إلى أنه جمال لا يضاهيه جمال، اكتشفته منذ نحو سنتين أثناء زيارتها لمعرض حرف تراثية في مقر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالقاهرة؛ إذ دفعها حبها لفلسطين أن تتعرف على تراثها، وهناك انبهرت بفنونها، ووجدت كل سيدة ترتدي ثوبا يختلف عن الأخرى، ما حثها على معرفة أسباب ذلك، إلى أن بحثت وقرأت والتقت بهن بعد المعرض.

ولذلك لم تتردد داليا في أن تتوجه للاتحاد، وتطلب التعاون معه لإنتاج هذا الفيلم، وهناك التقت السيدة آمال آغا رئيسة اللجنة الاقتصادية بالاتحاد التي قدمت لها التيسيرات كافة، ومنها كتب ووثائق وصور نادرة للثوب الفلسطيني، إضافة إلى فرصة لقاء سيدات يحترفن تطريز ثوبهن الوطني بكل أنواعه، ويتطوعن لتدريب الفتيات على تراث جداتهن ومنع اندثاره.

وفي الفيلم تتحدث السيدة سنا أمل الدجاني مسؤولة التراث في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عن دور الاتحاد في المحافظة على التراث والهوية. كما أكدت آمال آغا أن الحديث مع الشباب الفلسطيني الذين ولدوا في مختلف أنحاء العالم خارج فلسطين، والتواصل معهم عبر تقديم منتجات تراثية يدعوانهم للتمسك بالهوية والقضية ربما أكثر من تنظيم ندوة أو توجيه نشاط خطابي لهم، كما تحدثت السيدات عن فن تطريز الثوب الفلسطيني، وما يمثله كمقوم من مقومات الهوية الوطنية.

تقول داليا: «استمعت إلى حكايتهن وشعرت بالإعجاب العميق تجاههن؛ إن ما يقمن به يعد نوعا من المقاومة بالفن والإبداع والتراث، والتصدي لأي قوة تحاول أن تسلبه منهن ونسبته لها».

قد يهمك أيضا:

برلمانية في الكونغرس تعاني من العيش في "واشنطن" قبل استلام عملها

طليب وعمر أوَّل إمرأتين مسلمتين تحجزان مقعدين في الكونغرس

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم قصير عن الثوب الفلسطيني مشروعًا لتخرُّج طالبة مصرية فيلم قصير عن الثوب الفلسطيني مشروعًا لتخرُّج طالبة مصرية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon