c متحف ألماني يعرض أعماله المزورة للجمهور ويكشف عنها - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 17:42:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بينها المجموعة خاصة بالأعمال الطلائعية الروسية

متحف ألماني يعرض أعماله المزورة للجمهور ويكشف عنها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - متحف ألماني يعرض أعماله المزورة للجمهور ويكشف عنها

متحف لودفيغ بمدينة كولونيا
لندن - مصر اليوم

لا تعلن المتاحف عادةً عن الأعمال المزورة ضمن مجموعاتها، لكن متحف «لودفيغ» بمدينة كولونيا الألمانية يعرضها للجمهور لمضاهاة الفارق في عرض جديد كسر كل قواعد المحظورات الفنية.

اللوحات المعروضة تحت عنوان «معرض لودفيغ للأعمال الطلائعية الروسية الأصلي والمزيف» جميعها تبدو ظاهرياً لفنانين من تلك الحركة الراديكالية التي ظهرت في أوائل القرن العشرين. ومع ذلك تُعرض بجوار الأعمال الحقيقية لفنانين مشهورين مثل كازيمير ماليفيتش، وألكسندر رودشينكو، وناتاليا غونشاروفا، وهي لوحات رفض باحثو المتاحف نسبها السابق.

لقد أدى ورود كميات من المنتجات المقلدة إلى تلويث هذا الركن من سوق الفن لعقود من الزمان، ويلقي المعرض ضوءاً جديداً على مخاطر شراء وبيع وجمع الأعمال الفنية الروسية الطلائعية.

يُعرف المتحف الذي تأسس بمنحة من قطب صناعة الشوكولاته بيتر لودفيغ، في سبعينات القرن الماضي، باحتوائه على واحدة من كبرى مجموعات الفن الروسي الطليعي في أوروبا الغربية. وكان لودفيغ وزوجته إيرين من هواة جمع ذلك النوع من الأعمال، وعندما توفيت عام 2010 تركت للمتحف إرثاً ضم نحو 600 عمل روسي طليعي.

شملت تلك اللوحات 100 لوحة، ومنذ ذلك الحين يقوم الباحثون في المتحف بتحليلها. من بين 49 لوحة تم فحصها حتى الآن، نُسبت 22 لوحة إلى فنانين بشكل خاطئ، فحسب الباحثين، وعلى الرغم من أنهم تجنبوا وصفها بـ«المزورة» ومن منظور قانوني، تشير الكلمة إلى نية الخداع التي لا يمكن إثباتها بمجرد فحص العمل مرة واحدة فقط. كان العرض، الذي يستمر حتى 3 يناير (كانون الثاني)، موضع نزاع قضائي بالفعل قبل افتتاحه. في أغسطس (آب)، رفع «معرض غمورزينسكا» السويسري الذي باع نحو 400 لوحة لمتحف «لودفيغ»، دعوى قضائية تطالب المتحف بإعلان نتائج تحقيقاته قبل الافتتاح. ورفضت محكمة إقليمية الدعوى الأسبوع الماضي بعد أن استأنفت مدينة كولونيا، المالكة للمتحف، حكماً سابقاً لصالح المعرض.

ورغم أن العديد من الأعمال المعروضة في المعرض والتي أُشير إليها على أنها مزيّفة قد بيعت لـ«معرض غمورزينسكا» (التي تمتلك فروعاً في نيويورك أيضاً)، فقد أكد المتحف أيضاً أن بعض الأعمال أصلية. وأفادت مالكة المعرض، كريستينا غمورزينسكا، في مقابلة بأنه من غير العدل افتتاح المعرض قبل التمكن من التدقيق في أصليتها.

وأضافت غمورزينسكا أن معرضها «عمل مع أشهر خبراء الأعمال الطلائعية الروسية»، مضيفةً: «نودّ أن يحظى ما حققناه طيلة 55 عاماً بقدر من الاحترام. يمكن بالطبع أن يكون الخبراء قد ارتكبوا أخطاء على مر السنين، لكن لا يمكننا الحكم على ذلك دون الاطلاع على التقارير الفنية».

وفي السياق ذاته، قالت ريتا كيرستينغ، نائبة مدير متحف «لودفيغ» وأحد القائمين على المعرض، إنها تأمل أن تساعد تحقيقات المتحف في توجيه المؤسسات الأخرى وهواة الجمع في تقييم أصالة أعمالهم، مضيفة: «نحن منفتحون على المساهمات العلمية والنتائج الجديدة. فالبحث لم ينتهِ بعد».

في الماضي، اعتمدت تقييمات الفن الروسي الطليعي بدرجة كبيرة على آراء الخبراء، لكن التحقق مما إذا كانت اللوحة تتطابق مع أعمال الفنان الأخرى يظل جانباً واحداً فقط من جوانب التحقيق التي يتبعها متحف «لودفيع»، والجانب الثاني هو فحص تاريخ ملكية العمل، والثالث هو التحليل المعملي. استخدم الفريق العلمي للمتحف بقيادة الخبيرة بيترا مانت، تقنيات شملت اختبارات الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية والفحص المجهري والتحليل الكيميائي والتأريخ بالكربون.

طبّق الباحثون هذه التقنيات على الأعمال بما في ذلك لوحة منسوبة إلى أولغا روزانوفا اشتراها لودفيغ من معرض «غاليري غمورزينسكا» عام 1985. تُعرض اللوحة ذات النمط التكعيبي -يعود تاريخها إلى عام 1913 وتحمل عنوان «المناظر الطبيعية (تحليل الأشكال)»- في المعرض جنباً إلى جنب مع عمل مماثل للفنانة روزانوفا على سبيل الإعارة من متحف «تسيين بورنميزا» في مدريد وهي لوحة قماشية تعود للعام ذاته تسمى «رجل في الشارع (تحليل الأحجام)».

كشفت فحوصات لوحة متحف «لودفيغ» أن المادة التي تم تركيبها عليها تحتوي على ألياف بوليستر صناعية لم تكن موجودة في عام 1913، كما أن التركيب الكيميائي للأصباغ كان مختلفاً عن تلك الموجودة في أعمال روزنوفا الأخرى في تلك الفترة، وخلص الباحثون إلى أن عمل متحف «لودفيغ» هو نسخة لاحقة لفنان غير معروف.

وأفادت غمورزينسكا بأنها لا تستطيع التعليق على هذا الاستنتاج دون عرض نتائج المختبر، مضيفةً: «ليست لدينا التقارير الفنية، لذلك لا يمكننا الحكم. ليس جديداً أن اللوحة لها أوجه تشابه مع تلك الموجودة في متحف تيسين بورنيميزا».

غير أنها قالت إن ما أغضبها هو استخدام كلمة «مزيف» في عنوان المعرض، و«إنهم يحاولون دفع حقبة الطليعة الروسية إلى زاوية قذرة، وهو ما لا يجوز على الإطلاق وغير احترافي».

لقد تجذرت المشكلات في تاريخ روسيا الفني. ففي العشرينات من القرن الماضي واجه فنانون من الطليعة رقابة شديدة في ظل الاتحاد السوفياتي. وبحلول الثلاثينات، عندما عزز ستالين سلطته من خلال القمع السياسي الوحشي، تمت إزالة أعمالهم من العرض العام وإخفاؤها.

بدأت سوق الأعمال الفنية المهربة من الاتحاد السوفياتي في الظهور في الغرب في الستينات، لكن نظراً إلى أنه كان من غير القانوني عرضها، فقد افتقرت الأعمال في كثير من الأحيان إلى الوثائق التي تثبت مصدرها.

وفي هذا الإطار، كتب كونستانتين أكينشا، مدير مشروع «تحقيقات الفن الطليعي» الروسي الممول من القطاع الخاص، في كتالوج المعرض يقول: «في مثل هذه الظروف، يمكن للمزورين أن يعملوا دون قيود».

لكن لأن الرهانات في السوق عالية، ففي عام 2008، حققت لوحة لماليفيتش 60 مليون دولار في دار «سوذبيز». وتعد غونشاروفا واحدة من أغلى الفنانات في المزاد، ففي نفس العام بيع أحد أعمالها بمبلغ 11 مليون دولار تقريباً في دار «كريستيز».

ومع ذلك، فقد سلطت سلسلة من الفضائح في السنوات الأخيرة الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المشترون كان أبرزها قيام «متحف غينت للفنون الجميلة» بإغلاق معرض للفن الروسي الطليعي عام 2018 بعد أن وصف التجار والعلماء القطع المعروضة بأنها «مشكوك فيها للغاية»، واستقال على أثرها مدير المتحف، وما زالت الشرطة البلجيكية تحقق في القضية.

وكشفت كريستينغ ومانت أنهما تلقتا دعماً ضخماً من مؤسسات أخرى للمعرض في كولونيا، حيث قالت مانت: «كان قلقي الكبير أن تُرفض طلبات القروض الخاصة بنا. لقد اندهشت لأن الأمر جاء عكس ذلك تماماً، وهو ما يدل على وجود تغيير حقيقي في التفكير. فالناس باتوا على استعداد لطرح موضوع كان من المحرمات حتى زمن قريب».

وقالت كيرستينغ إن المعرض أظهر أن متحف «لودفيغ» كان يتحمل مسؤولية سلامة مجموعته ويعمل على حماية أعمال الفنانين في سوق غارقة في المنتجات المقلدة.وقالت: «هناك الكثير من الخبراء في هذا المجال الذين يمثلون مصالح شخصية مختلفة. المتاحف هي المؤسسات المناسبة لتطوير هذا البحث لأن الأمر بالنسبة لنا يتعلق بالمنح الدراسية، وليس المصالح التجارية».

قد يهمك أيضا :  

الانتهاء من ترميم صدرية حربية للملك توت عنخ آمون بالمتحف الكبير

"جلجامش" ملحمة أسطورية تحمل بداخلها أخلاقيات عظمى

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف ألماني يعرض أعماله المزورة للجمهور ويكشف عنها متحف ألماني يعرض أعماله المزورة للجمهور ويكشف عنها



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة

GMT 01:21 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

شقيق رولا محمود يطمئن الجمهور على صحة أخته

GMT 19:06 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

آرسنال يجدد طلب استعارة فينيسيوس جونيور في كانون الثاني

GMT 21:14 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يتعادل سلبيًا مع الطلائع في أحداث الشوط الأول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon