شهدت مصر خلال الأيام الماضية، حدثًا فريدًا من نوعه، من خلال نقل الآثار المصرية، واتجهت أنظار العالم حول الموكب الذي يُعتبر أهم المواكب الملكية على الإطلاق، وذلك لما له من قُدسية عظيمة في مصر القديمة، حيث تم نقل مركب الملك خوفو من هضبة أهرامات الجيزة إلى المتحف المصري الكبير، وسط احتفالات وأجواء فرعونية مُختلفة وأهمها الموسيقي الفرعونية والأضواء كاللون الأحمر والأزرق وغيرها. وفي هذا الصدد حاور القاهرة 24 الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير ليكشف آخر تطورات الإنشاءات داخل المتحف المصري الكبير، وأيضًا عرض قطع الملك توت عنخ آمون وترميم مركب خوفو بعد وصولها للمتحف المصري الكبير.
وإلى نص الحوار..
- حدثنا عن فكرة عرض مركب الملك خوفو داخل المتحف المصري الكبير؟
فكرة العرض قديمة، بمعنى أنه في أثناء تخطيط المتحف المصري الكبير كان هناك خطة بأن يتم عرض المركب داخل إحدى قاعات العرض الرئيسية، وقاعة العرض تزيد مساحتها عن 18 ألف متر مربع.
- ما السبب في التفكير بعمل متحف مُنفرد عن المتحف المصري الكبير لعرض مركب خوفو؟
لو تم عرض المركب في قاعات المتحف المصري الكبير، لن يكون هناك فرصة للزائر بالالتفاف حول المركب من جميع الجهات ليرى عظمة المركب، وكان هناك عِدة أفكار لنقل المركب، وتم عرض الأفكار على اللجنة الدائمة للمجلس الأعلى للآثار، وبدأنا نُفكر في طريقة النقل.
- هل وافقت اللجنة الدائمة للمجلس الأعلى للآثار فور عرض فكرة نقل مركب خوفو الأول عليها؟
لا، الموافقة الأولى كانت مبدئية، حتى يتم تقديم مشروع وطريقة مُتكاملة لنقل المركب، ويكون به جزء أثري كبير وشاق من ترميم وفك، بالإضافة إلى عمل هندسي، حيث بدأ التفكير في النقل بدراسة النقل كالتوثيق والتصوير وغيرها، وذلك لكشف الأجزاء الضعيفة في المركب للعمل على ترميمها قبل النقل.
- حدثنا عن الفكرة الأولى لنقل مركب خوفو من مكانه بمنطقة أهرامات الجيزة إلى المتحف المصري الكبير؟
الفكرة كانت، نقل المركب قطعة واحدة، لكن أيضًا قبل النقل كان هناك قطع بالمركب لا بد من فكها حتى لا تتأثر بالحركة والنقل، وهي المجاديف وعددها 12 مجدافًا تقسيمهم كالتالي: 10 مجاديف على جوانب المركب و2 من الأمام، وأيضًا تم فك كابينة القبطان، وبعض الأعمدة الحاملة للمقصورة الملكية، وفك المقدمة والمؤخرة الخاصة بالمركب.
الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير
- ما أبرز الإجراءات التي تمت على الأجزاء المُفككة في المركب قبل عملية نقلها للمتحف المصري الكبير؟
تم ترميم جميع القطع المفككة وتغليفها بطرق خاصة للحفاظ عليها في أثناء عملية الحركة، وعند عملية نقل المركب فكرنا بوضع المركب في قفص حديدي، وحول المركب تم وضع طبقة حماية خشبيه للحفاظ على المركب والطبقات عبارة عن مجموعة من فريمات، بُنيت حول جسم المركب، وكانت خالية من أي مواد حمضية حتى تحافظ على جسم المركب.
- حدثنا عن التحديات الكبرى التي واجهت الآثار خلال خروج المركب من متحفها بمنطقة أهرامات الجيزة؟
خروج المركب من متحفه بمنطقة أهرامات الجيزة كان أكبر تحدٍ واجهته الآثار، وذلك بسبب فصل القفص الذي يحمل المركب بالداخل عن مبنى المتحف تمامًا، حيث كانت عملية مُعقدة للغاية، وأصبح قفص المركب مبنى مستقلًّا قائمًا بذاته داخل المتحف، وتم عمل تدعيمات حتى تساعد دخول العربة الذكية أسفل القفص لسحب المركب من داخل المتحف.
- ماذا يحدث لمركب خوفو بعد وصوله للمتحف المصري الكبير؟
أي آثار تصل للمتحف المصري الكبير يتم ترميمها.. أي إن كانت مصنوعة من الخشب، أو الذهب، أو الأحجار، أو من أي مواد مختلفة، وأبسط شيء يتم للمواد العضوية عند وصولها للمتحف لمصري الكبير يتم عزلها للتأكد من خلو أي آفات أو حشرات مختلفة.
- ما قصة مركب خوفو الثانية.. ومتى يتم الانتهاء من ترميمها؟
مركب خوفو الثانية تحتوي على 1700 قطعة خشبية، وسيتم ترميمها أمام زائري المركب الأول بمتحف خوفو حتى يرى جميع الزائرين طريقة عمل الترميم المختلفة، ويستغرق ترميمها نحو 5 سنوات نظرًا لسوء حالة الخشب الذي تم استخراجه من الحفرة، خلال السنوات الماضية، ومشروع ترميم المركب الثانية هو مشروع مصري ياباني مشترك بين وزارة السياحة والآثار وجامعة هيجاشي اليابانية.
- متى بدأ التعاون بين مصر واليابان في مشروع المتحف المصري الكبير؟
التعاون بين الجانب المصري والياباني في مشروع المتحف المصري الكبير بدأ منذ عام 2006، حين قدمت الجايكا الدعم المالي من خلال قرضين ميسرين للمساعدة الإنمائية الرسمية في بناء المتحف، بناءً على طلب من الحكومة المصرية ومنذ عام 2008، وقدمت الجايكا أيضا تعاونًا ودعمًا فنيًّا من خلال المشروع المصري الياباني المشترك لترميم وتوثيق وتغليف ونقل 72 قطعة أثرية، من بينها عدد من القطع الخاصة بالملك توت عنخ آمون، من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، وذلك من خلال التعاون المشترك بين الخبراء المصريين واليابانيين، حيث شارك نحو 90 خبيرًا يابانيًا في هذا المشروع.
- حدثنا عن الاستعدادات ما قبل عملية نقل مركب خوفو بساعات؟
قبل عملية النقل، تم عمل مسح راداري للأرض الصخرية تحت مبنى المتحف القديم بمنطقة آثار الهرم حتى الطريق الأسفلتي في الجهة الشرقية، للتأكد من قُدرتها على تحمل الأوزان والممرات والشدادات المعدنية التي تمت إقامتها لتأهيل المبنى والمركب للنقل، وكان هناك فريقًا مُتميزًا من مرممي مركز ترميم المتحف المصري الكبير والمجلس الأعلى للآثار، قاموا بعمل مسح بأشعة الليزر للمركب لتوثيق أدق تفاصيلها وتغليفها استعدادًا للنقل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
«وزارة الآثار المصرية» تكشف تفاصيل معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» في تكساس في أمريكا
"وزارة السياحة الآثار المصرية" تعلن الانتهاء من 60% من ترميم صالة الأعمدة الكبرى لمعبد الكرنك
أرسل تعليقك